مواطنون:هذه هي الأسباب.. وهكذا نتصور الحلول تصاعد معدلات حوادث السير في العاصمة عـدن

> قسم التحقيقات

> حوادث الطرقات وتعرض عدد من المشاة لحوادث دهس، إحدى الظواهر التي بدأت تزعج رجل الأمن والمواطن على السواء، فهي ظاهرة خارجة عن القانون والنظام، وعن سلوك الالتزام بقواعد السير في الطرقات العامة.
فهناك أكثر من حادثة مرورية تحدث في اليوم الواحد، مشهد حادث تصادم لمركبات في شارع عام، ومركبة تدهس مواطنا في طريق أو حارة، وأخرى تهوي من على جسر، أو ترتطم بعمود إنارة، وغير ذلك من حوادث كثيرة ومختلفة بتنا نسمع عن حدوثها باستمرار في شوارع مدينة العاصمة عدن.
ولذا نرى إحصاء المرور يشير بقلق إلى تزايد عدد الوفيات والإصابات الخطيرة والمتوسطة بين صفوف المواطنين، وتوضح التقارير الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات الحوادث في طرقات العاصمة عـدن، حيث تذكر أكثر من سبب لذلك، منها: زيادة عدد السيارات والمركبات في شوارع المدينة، وازدياد الحركة اليومية لتنقلات المواطنين في الطرقات المحلية، ووجود سائقين بدون تراخيص قيادة، وسائقين آخرين في غير السن القانونية للقيادة.
أما عن الأسباب الأخرى المتعلقة بوقوع تلك الحوادث، فهي طرقات عـدن الحالية، التي أصبحت واحدة من أهم أسباب تنامي حوادث السيارات التي باتت تشكل خطرا يهدد حياة المواطنين.
وحتى يمكننا عكس بعض هذه الصور اليومية للقارئ، قمنا بإجراء هذا الاستطلاع الذي نعد باستكماله مع الجهات الرسمية، في إدارة شرطة عـدن، وإدارة مرور المحافظة، وأقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، إلى جانب إشراك جهات أخرى ذات علاقة مباشرة بالحوادث، وإنقاذ حياة المصابين.
مشهد تصادم مركبتين أصبح واقعة مألوفة تتكرر في الكثير من شوارع المدينة، وهناك حوادث خطيرة تسببت بسقوط ضحايا ومصابين، نتيجة التهور في قيادة المركبات إلى مستوى خطير لا يراعي سلوك السير الواعي لدى الكثير من السائقين.
أمام حادثة دهس طفل وقعت في حي سكني بمديرية الشيخ عثمان، تجمع الناس ليعبروا عن استيائهم وسخطهم حيال تزايد عدد الحوادث، وسقوط ضحايا من مختلف الأعمار، دفعنا حب الاستطلاع إلى معرفة آراء المواطنين حيال مسببات حوادث المرور في عـدن، وكيف يتصورون الحلول للحد منها.
بدأنا سؤالنا للمواطن صالح أحمد بيحاني، حيال ما شاهده من حادثة دهس الطفل، فأجاب: “كأي مواطن لا يقبل أن تزعجه مثل هذه الحوادث التي عادة ما تؤدي إلى وقوع ضحايا من المواطنين وخاصة الأطفال”.
وعن كيف يمكن تفادي حدوث مثل هذه الحوادث، قال: “بالطبع عبر الالتزام بالنظام الذي يحدد السرعة التي يجب التقيد بها عند قيادة السيارات، والتي لا تزيد عن 80 كيلومتر في الطرق الرئيسية.. فالسرعة التي نشاهدها اليوم لدى الكثير من السائقين تتجاوز ما يسمح به نظام المرور، ولابد من تشديد إجراءات السير بإلزام السائقين على احترام النظام”.
وبشأن تصرفه كمواطن في حالة وجود إصابات خطيرة، قال: “الواجب يدفعني إلى إسعافهم، وسرعة نقلهم إلى أقرب مستشفى، فهناك إهمال واضح من قبل رجال الأمن والمرور، وعربات الإسعاف والطوارئ، بسرعة الحضور إلى موقع الحادث، ناهيك عن الإهمال الذي سيتلقاه المصاب عند نقله إلى المستشفى بواسطة المواطنين”.
*ظاهرة تتكرر كل يوم
المواطن عبدالله أحمد القعود في إجابته الموجزة قال: “الحوادث بهذه الصورة ظاهرة جديدة في حياتنا، فلا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد أكثر من حادث سير، وهناك أسباب كثيرة لذلك، منها السرعة وعدم الالتزام بالقواعد، وغياب رجل المرور في بعض المواقع الرئيسية، ومواقع ازدحام السيارات”.
أما كيف سيكون تصرفه في حالة سقوط مصابين، قال: “واجبي يدفعني إلى المشاركة في نقل المصابين إلى أقرب مستشفى، والعمل على مساعدتهم، وطمأنة أهلهم وذويهم”.
والتقينا بالمواطن عبدالرحمن السقاف، وطرحنا عليه أسئلة عن رؤيته للمشكلة والحلول، وأجاب: “للحد من هذه الحوادث، فإنه لا بد من تواجد رجل المرور بصورة دائمة في جميع الطرقات المزدحمة بالسيارات، وتشديد العقوبة على السائقين المخالفين لأنظمة المرور، واتخاذ إجراءات صارمة بحق السائق المتهور والمستهتر في قيادة مركبته، والذي لا يبالي بحياة الآخرين، فالسرعة تؤدي إلى خسارة في الأموال والأرواح، ومتى ما خففنا من السرعة الزائدة فلاشك أن مستوى الحوادث ستقل، وسينخفض عندها عدد الضحايا الأبرياء”.

وحول طريقة تصرفه عند وجود إصابات بين الركاب، قال: “لا يمكن وصف ما سأفعله، لكنني بكل تأكيد سأعمل على سرعة نقل المصابين إلى المستشفى، ومن ثم إبلاغ الجهات المختصة، مع إنني لا أعرف طبيعة الإجراءات التي تتخذها المستشفيات عند استقبال مصابي حوادث السير، لأنه لم يصادفني من قبل إسعاف مصاب إلى المستشفى”.
*جنون السائقين
يقول المواطن جلال سعيد العاكي (سائق تاكسي)، في مستهل حديثه: “دون شك جميع طرقنا الرئيسية، وشوارعنا الضيقة وسط الأحياء، تشهد الكثير من حوادث المرور، وهذا يعود إلى جنون السائقين الذين لا يبالون بأنظمة المرور، وقواعد السير”.
ويضيف: “وهناك أسباب كثيرة لهذه الظاهرة منها وضعية طرقات عـدن، التي أصبحت متدهورة للغاية، ولم تعد صالحة لعبور المركبات وفق أنظمة الأمان والسلامة، فهذه الطرقات أصبحت أحد أسباب تزايد الحوادث المرورية، وإتلاف مركبات المواطنين”.. يواصل: “إلى جانب غياب رجال المرور في المواقع المزدحمة التي ينبغي التواجد فيها لتنظيم حركة السير، وحث السائقين على أتباع التعليمات عند قيادة مركباتهم، ومصادرة ملكية كل سائق مستهتر لا يعير لحياة الإنسان أدنى قيمة أو اهتمام”.
*تهور سائقي أطقم الأمن
يوضح المواطن عبدالله أحمد عبدالله بقوله: “لا يقتصر سقوط الضحايا من المواطنين نتيجة حوادث المرور، على تهور سائقي المركبات المدنية، والسرعة الزائدة في قيادتها، والسماح للأطفال وفئات المراهقين في قيادة العربات دون رقابة أسرية، فالكثير أيضاً من المواطنين دهسوا تحت عجلات عربات وأطقم الأمن والجيش، التي تسير وتتجاوز بسرعة فائقة وجنونية خطوط جميع الطرقات العامة والفرعية، دون وجود مبرر أو حاجة طارئة لتلك السرعة، والتي لا تعبر إلا عن الاستهتار وعدم الاكتراث بأرواح الناس”.
ويكمل: “فلو كانت إدارة أمن عـدن تسمح بنشر بيانات أو أرقام عن الضحايا الذين تسببت عربات وأطقم الأمن والجيش بإزهاق أرواحهم خلال الأشهر القليلة الماضية، لو جدت أن العدد كبير وكارثي، إلى درجة قد تصاب بصدمة، ومع ذلك لم نسمع عن أي إجراءات اتخذت بحق السائقين الذين لازالوا يعتقدون أنفسهم فوق القانون، ويقودون العربات والمركبات الحكومية بطريقة طائشة، وغير مسؤولة، فلا توجد جهات قادرة على محاسبتهم، للحد من هذه الحوادث المتكررة، حيث لازالت حوادث دهس الأشخاص في الشوارع العامة، والارتطام بمركبات المواطنين الخاصة، بفعل السرعة الجنونية في قيادة الأطقم الأمنية، مستمرة دون رادع”.
*ضرورة وضع المعالجات
يطالب المواطن عبدالعزيز محسن هادي، الجهات الأمنية المعنية بضرورة العمل على وضع الحلول والمعالجات للحد من انتشار ظاهرة حوادث السير.
وقال: “لابد أن تعمل الجهات المعنية على تكثيف مسؤولياتها وواجباتها في حماية أرواح الناس، وأن تقوم بوضع التدابير التي من شأنها تقليص مستوى الحوادث المرورية المتزايدة”، لافتاً إلى أن “هناك الكثير من أطفالنا من طلاب المدارس سقطوا نتيجة السرعة الجنونية، وعدم التزام السائقين بتعليمات وإرشادات المرور في تخفيف سرعة مركباتهم في الشوارع المزدحمة بالمواطنين، ولاسيما أمام المدارس ورياض الأطفال، ومواقع التجمعات العامة”.

ويردف: “فحتمية الحلول تتطلب إعادة النظر في الآلية الأمنية المتبعة في محاسبة المخالفين، وتشديد الإجراءات القانونية بحق من يتسبب في حوادث دهس المشاة نتيجة حالة تهور أو طيش في قيادة العربات في الطرقات العامة”، كما يطالب بضرورة أن يقوم رجال المرور بدورهم السابق بالانتشار في المواقع والأسواق المكتظة بالمواطنين، لتنظيم حركة السير، ومحاسبة السائقين المتهورين”.
*غياب عربات الطوارئ
تقول المواطنة رهف أحمد راشد: “حوادث السير ومشكلات المرور أصبحت في تصاعد مستمر، وقد أدى الكثير منها إلى حدوث إصابات وخسائر بشرية ومادية، وسقوط ضحايا في شوارع مختلفة في مدينة عدن، نتيجة السرعة المفرطة في قيادة المركبات، وقلة الوعي لدى العديد من السائقين”.
وتطالب رهف وزارة الصحة ومكتبها في عـدن بضرورة توفير عربات الإسعاف والطوارئ، ونشرها في الشوارع والتقاطعات الرئيسية، ومواقع الأسواق والازدحام، حيث تكثر فيها حوادث المرور، حتى يتسنى إنقاذ حياة الأشخاص من ضحايا حوادث السير والتصادم”.
وتقول المواطنة سلمى سرور الحمادي: “مثل هذه الحوادث أصبحت تشكل لنا حالة قلق في حياتنا، فلا يمر يوم إلا وتسمع فيه عن وقوع حادث مروري، وحالات وفيات وإصابات مروعة”.
وتضيف: “شخصياً شاهدت حادثا مروريا لا يزال عالقا في ذهني، هو مشهد سيارة كانت تسير أمامي بسرعة جنونية، يقودها شاب مراهق حاول تفادي سيارة أخرى ما تسبب بانقلاب سيارته لأكثر من ثلاث مرات، قبل أن تستقر على جانب الطريق، مودية بحياة رجل وامرأتين كانوا يسيرون بأمان على خط الرصيف”.
ويشير المواطن أمجد محمد صالح إلى أن “من أسباب حدوث حوادث السير السرعة الجنونية، ومستوى الاستهتار الذي يدفع ببعض أولياء الأمور إلى تسليم مفاتيح القيادة إلى أطفالهم، والسماح لهم بقيادة المركبات في الشوارع الرئيسية، ووسط الأسواق العامة، والأحياء والحارات السكنية”.
ويلفت المهندس باسل الزامكي إلى أن الكثير من شوارع وطرقات عـدن تفتقر إلى المعايير الدولية، وقال: “لا توجد رقابة حكومية على المقاولين المنفذين لمشاريع رصف وسفلتة الشوارع، ولا مخططات تتوفر فيها مواصفات فنية، أو اشتراطات ملزمة توصي بأهمية إيجاد عناصر السلامة عند قيادة العربات”.
ويضيف: “هناك للأسف مقاولون ترسى لهم مناقصات لتنفيذ مشاريع رصف وسفلتة طرقات، وهم غير متخصصين، لذا فإننا نجد سرعان ما تبدأ هذا الطرقات المنشأة حديثاً بالتشقق والتدهور، لكونها تنعدم فيها شروط الضمان والأمان والسلامة المتبعة في تنفيذ مثل هكذا مشاريع مهمة”، .. متسائلا عن المقاييس والشروط التي ينفذها المقاولون المكلفون بأعمال رصف وسفلتة الطرقات الرئيسية في محافظة عـدن.
ويواصل: “وللأسف أيضاً فإن عمال المياه والبلدية يقومون بأعمال الحفر وإزالة الإسفلت وسط الشوارع والخطوط السريعة دون تنسيق أو استشارة من مهندسي مكتب الإنشاءات والمشاريع العامة، ثم يتركون الوضع على حاله دون إعادة إصلاح ما قاموا بفعله، وهذا قد يساعد على زيادة نسبة الحوادث المرورية”.
*ختامـاً..
هذه خلاصة بعض الآراء التي ثم نقلها على لسان المواطنين في عـدن، منهم من صادف وقوع حادث مروري بالقرب منه، ومنهم من أبدى رأيه بكل صراحة.. ويبقى أمامنا أن نستضيف في الجزء الآخر من “الاستطلاع”، الإخوة المسؤولين في شرطة ومرور محافظة عـدن، ومكتب الصحة بالمحافظة، للتعرف عن حجم الحوادث التي تحدث في طرقات عـدن وإحصائياتها، وعدد الحالات التي يتم إيفادها بصورة مستمرة إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات.
ولنا أمل كبير في الإخوة المسؤولين بإعطائنا الإجابات الوافية، والرؤية والحلول المطلوبة من وجهة نظر رسمية للحد من أسباب تزايد الحوادث المرورية، وازدياد نسبة الوفيات والإصابات بين المواطنين نتيجة لتلك الحوادث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى