عذرا زغلول..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* حالي مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر كحال (خراش)، الذي تكاثرت عليه الضباع فلم يدر ما يصيد..
* خمسة عقود ونصف والشعبان في الشمال والجنوب يفتشان عن أهداف الثورتين، فلا يجدان في الأهداف الستة الا بقايا نكتة ماسخة تحتل الصفحة الأولى من كل كتاب دراسي ..
* والشماليون يقفون على باب الذكرى الخامسة والخمسين لثورة سبتمبر، لهم أن يسألوا أنفسهم، مع أننا مطالبون أحيانا بأن لا نسأل عن أشياء أن تبد لنا تسؤنا ..
* هل كان سبتمبر ثورة للتخلص من عبودية (الملكيين) أم أنها مجرد انقلاب أبيض ، تحولت فيه أرجل المشايخ إلى (مقارع طاسة) ..؟
* إذا كانت ثورة بحق وحقيقة، كيف نفسر للناس أن (الإمامة) زالت ونيرانها تحكم الشمال من تحت رماد الثورة ..؟
* هل كان سبتمبر مجرد موضة تستبدل فيها العمائم التركية البيضاء بالعمائم الإيرانية السوداء ..؟
* طيب إذا كان سبتمبر ثورة على الطاغي والباغي، فأين هربت الأهداف الستة، وكيف وضعها نظام (صالح) في ثلاجة الموتى ..؟
* وعن ثورة أكتوبر حدث ولا حرج، فقد كانت في البداية ثورة نظيفة خالية من (وسخ) الدنيا، لكن (الإنجليز) دقوا في خاصرة الجنوب مسمارا مذحلا، فكان (الرفاق) على موعد مع وجبة اقتتال دسمة، سال فيها الدم إلى الركب..
* تناسى (الرفاق) أهداف ثورة أكتوبر، وتفننوا في توزيع الفقر على الفقراء، مع تدمير ممنهج لكل مسحة برجوازية، وملمح رأسمالي يتقاطع مع ثقافة (ماركس وانجلز) ، وشعار لا صوت يعلو فوق صوت (لينين) ، حيث المجد للمطرقة والعيش للصندقة..
* فشل الرفاق من (زمرة) و (طغمة) في تحقيق أهداف ثورة أكتوبر ، لأن المطلوب من العباد سكان هذه البلاد ، مجرد ترديد شعارات (الواجب) ، ثم الخروج الى الشارع للتصفيق على حماقتهم وبلاهتهم، منشدين زامل : تخفيض الراتب واجب ..
* هذا الفشل السياسي دفع (الرفاق) الفرقاء الى الاستجارة من رمضاء الانهيار الوشيك ، بنار (الوحدة) اليمنية ، فكان أن دخلت أهداف الثورة جيب من لا يرحم ..
* الشعبان الجنوبي والشمالي مغيبان تماما عن المعادلة السياسية ، ولا يحق لهما في عصر الدكتاتورية الثورية توزيع الآراء ، مهما تغنى بعض الحمقى والمغفلين بديمقراطية ، يسيل فيها دم المواطن ، و(يقرط) فيها السياسي مخزون الثروة ..
* اشترى حكامنا قلوب وألسنة وحناجر وعقول الناس ، أما بدفع المال كما كان يفعل نظام (الوحدة) ، أو بترهيبهم كما كان سائدا أيام الحزب الطليعي من طراز جديد ..
* يقول (توفيق الحكيم ) : الشعب الساذج يطعم بالأوهام البراقة ، لا بالحقائق الوطنية ، وأغلب الناس لا يستطيعون أن يضعوا لأنفسهم رأيا، يستسهلون ارتداء الآراء التي تصنع لهم صنعا ..
* ويقول أيضا، وكأنه يحاكي الشعب اليمني الذي أدمن التصفيق للحاكم : ان الشعب لا يريحه أن تكون له ارادة ، وهو يوم يراها في يده يسرع فيعطيها لرجل، أو لحزب كأنما هو يضيق بحملها، ويود التخلص منها وطرح عبئها عن كاهله..
* لكن الأغرب من الأبل أن ثورة سبتمبر كانت (ورطة) عند الشماليين، فالمفهوم الثوري عندهم لا يتعدى الأيمان بقدرة شرطي المرور على تطبيق القانون الأعرج (ثلثين بثلث) ..
* لو كان الشاعر (محمد محمود الزبيري) حيا في الشمال، لخرج عن طوره وهو يردد بعد العبث بثورته، ورفع شعارات الإمامة، قائلا: لمن تشترى حناجرهم بالمال السائب:
سجل مكانك في السبعين يا صنم.. فها هنا تبعث الأبقار والغنم ..
* ليس هناك أفضل من مثقفي الشمال لتصحيح مسار سبتمبر، والخروج من شرنقة القبيلة والمشيخة وبنت شيخ الجان، تماما كما أن على النخب الجنوبية العاقلة تفعيل قنوات الاتعاظ من الماضي، وتحرير أهداف ثورة أكتوبر من أحقاد ماضي الرفاق، وموضوع تقرير مصير الجنوب تحت تصرف الشعب، حتى نتوقف عن مضغ عبارة (سعد زغلول) مع كل عيد: ما فيش فائدة يا صفية ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى