قصة شهيد "حسن محمد إبراهيم المزجاجي" ( شهيد النداء )

> تكتبها: خديجة بن بريك

> (حي على الجهاد ..حي على الجهاد).. كان مصدر الصوت من المسجد في منطقة القلوعة، اهتزت له الإبدان، ترك الشباب في القلوعة كل شيء: حياتهم، منازلهم، أولادهم، امهاتهم، زوجاتهم، إخوتهم، ملبيين النداء من أجل نصرة دينهم وأرضهم. الشهيد حسن محمد إبراهيم المزجاجي كان أحد شباب القلوعة الذين لبوا النداء.
يقول أحد أقاربه: "قصة استشهاده قصة بطولة كان يقاتل قتال الأبطال، فقد كان مقداما لا يعرف التراجع، وكان فارسًا في الميدان حيث إنه خرج لمواجهة وصد الحوثيين من أول يوم من اجتياحهم لعدن، وكنا نعلم في بداية الحرب أن والدته - رحمة الله عليها التي توفت بعد استشهاده - منعته من الخروج والقتال خوفا عليه، كونه رب أسرة وكان هو باراً بها ولكن بسبب إصراره وحماسه رضيت والدته وسمحت له بأن يشارك مع شباب المقاومة في القتال ضد العدو الحوثي العفاشي".
وأضاف: "بدأ يرابط ليلا مع الشباب في النقاط ولم يستسلم وكان حلمه بأن يستشهد، وفي 2 مايو 2015م قرر أن يجلس بجوار زوجته وأولاده إرضاءً لهم إلا أن ذلك اليوم كان هو آخر يوم له معهم.. وأثناء تقديم وجبة الغداء ذلك اليوم سمع صوتًا من مكبرات الصوت في المسجد يقول حي على الجهاد ثلاث مرات، حيث كانت الاشتباكات قوية وأصيب عدد من الشباب وكان أحد جيرانه قد أصيب ويدعى "بشير حنيف" ولم يستطع الشباب إنقاذه لقوة الاشتباكات، فانتفض من مكانه ولم يستطع "حسن" البقاء في المنزل، فشعر وكأن المنادي يناديه، اعتذر لزوجته وأخته وأولاده لعدم مقدرته على البقاء في البيت وبأنه كان يشعر بأن رب العالمين يناديه ولا يقدر إلا أن يلبي النداء وأمام هذا لم تستطع زوجته وأخته وأولاده منعه".
ويواصل: "أخذ سلاحه وانطلق مع شباب المقاومة إلى حي حافون حيث كانت المعركة مشتعلة.. وحاول الشباب مرارا وتكرارا في ذلك اليوم إنقاذ "بشير حنيف" من حي حافون، الذي أصيب في الاشتباكات وهو جار الشهيد حسن، وكانت المعركة في أشدها وتعالت الأصوات من المساجد تنادي حي على الجهاد لمساعدة ودعم الجبهة في حافون وفك الحصار وإخراج الجرحى من المقاومة في حي حافون".
وأردف: "اجتمع شباب القلوعة الذين لبوا النداء وكان الشهيد حسن من ضمنهم وصلى مع زملائه صلاة المغرب وبعدها استعدوا للهجوم على مليشيات الحوثي وقوات صالح التي كانت تتمركز في حي حافون، كانت الاشتباكات شديدة، وطلب الشباب الخبيرون بالسلاح من الشهيد حسن التراجع للخلف إلا أن الشهيد رفض واستمر في المقدمة وقاتل قتال الأبطال دفاعاً عن دينه وعرضه ومدينته حتى جاءته قذيفة "آر بي جي" فأصابته هو وعدد من الشباب، ومن شدة الانفجار دفعت به إلى الخلف بشدة وأصابته الشظايا وحاول أصدقاؤه إسعافه إلا أنه كان يتمتم بالشهادة وفارق الحياة وهو في الطريق إلى المستشفى".
الشهيد حسن المزجاجي كان مهندسا ميكانيكيا يبلغ من العمر 32 سنة، متزوج وله طفلان، كان من أشجع وأكرم الشباب بشهادة أصحابه وجيرانه، محب لأهله وأسرته.
هنيئاً لكم يا من لبيتم النداء، هنيئا لكم يا من تمنيتم الشهادة فنلتموها، هنياً لك يا عدن حب أبنائك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى