كنا على أيام «وامعتصماه» وأصبحنا على أيام «واترامباه»

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
واقعنا العربي الإسلامي يتعرض للاهتراء والعدوان، لأننا فتحنا ثغرات كبيرة في جدارنا ليتسلل إلى بلادنا الطامعون والمغرضون.. جعلنا من واقعنا سبيلاً إلى أجهزة الاستخبارات المعادية لتستنسخ منظمات وأفرادا يتقمصون الإرهاب والإرهابيين، لأن الحاكم العربي عزز استبداداه وتخلفه ببطانة فاسدة مثله من رجال الدين إلا من رحم الله، وأمثال هؤلاء المهترئين يشكلون أكبر منبع للإرهاب لأنهم يلجمونك بعبارة “قد كفرت” - أي أنه شرع لقتلك. وأصبح المواطن يعيش حالة خوف على امتداد سنوات شبابه وكهولته فإن أصبح لا يمسي وان امسى لا يصبح.
الحاكم بواسطة بطانته من رجال الثورة يقتلونك بحجة انك من قوى الثورة المضادة، والحاكم بواسطة بطانته من الارهابيين من رجال الدين يقتلونك بحجة انك كافر ومرتد وانك علماني، وكذلك نرى اليوم واقعا عربيا واسلاميا ممزقا ومداسا، وامامنا العراق وسوريا وليبيا واليمن وهؤلاء يقعون في خانة المعجل ودول النفط تقع في خانة المؤجل لانها تدفع فواتير المخططات الجارية في سياق “مخطط حدود الدم” (سيكس بيكو 2 أو الشرق الاوسط الكبير او الجديد) وان الولايات المتحدة الامريكية صانعة الارهاب والمؤامرات اتخذت قرارا منفرداً في فبراير 2003 باحتلال العراق والزمت دول النفط بدفع فاتورة الاحتلال وقيمتها (300) مليار دولار وبدأ العرب عدهم التنازلي بعد ان باعوا شرفهم بدفع فاتورة الاحتلال الامريكي للعراق.
كان لنا كرامة وكانت لنا مكانة لان سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قد اعلن على الملأ بقوله “كنا اذلاء فاعزنا الله بالاسلام” ولذلك استحق الحبيب المصطفى شهادات قامات كبيرة امثال بوشكين وفولتير وبرنارد شو ولامارتين وارنولد توينبي وول ديورانت وفرانزر وزنتال وليو تولستوي وبروكلمان وجوته وجان جاك روسو وبرتراند راسل وغيرهم.
*السيدة العربيةالتي صرخت «وامعتصماه!»
هذا الخليفة العباسي الثامن المعتصم، ابن الخليفة هارون الرشيد والذي حكم لفترة عقد كامل (833 - 842) استغاثت به سيدة عربية اسيرة لدى قيصر الروم فصرخت وامعتصماه، وبلغته الاستغاثة فارسل إلى قيصر الروم كتاباً ورد فيه “إن لم تطلق سراحها لأجردن عليك جيشاً اوله عندك واخره عندي”. ويقول التاريخ وهو استاذ شاهد ان قيصر الروم كلف جنديات روميات بمرافقة السيدة العربية إلى قصر الخليفة المعتصم.
اين المعتصم يا عرب؟ غاب المعتصم لان احد الرعية صادف الخليفة العادل عمر بن الخطاب وقال له: اتق الله يا عمر!! . رد عليه الخليفة العادل: “لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها”.
*أصبحنا على أيام «واترامباه» !!
دونالد ترامب هو الرئيس الامريكي الخامس والاربعون وهو من مواليد 14 يونيو 1946 واصبح رئيس الولايات المتحدة الامريكية اعتبارا من 20 يناير 2017م وزار المملكة العربية السعودية في 20 مايو 2017م، أي بعد 4 اشهر، وحقق رقما فلكيا بابرام صفقة عسكرية مع المملكة تقدر بـ(460) مليار دولار وبادرت دول نفطية اخرى بطلب السلاح الامريكي بعشرات المليارات من الدولارات.
الجديد في ترامب ان الله شغله بالحديث عن الاسلام وشغل الله المسلمين، او ان المسلمين شغلوا انفسهم، بزوجته ميلانيا ترامب وكانت عارضة ازياء وشغلوا انفسهم ايضا بابنته ايفانكا ترامب ولم تنشغل من شعوب الكون بزوجة وابنة ترامب الا العرب، وشاهدنا اشرطة فيديو وصورا لهما وقيل فيهما ما لم يقله قيس بن الملوح ولا كثير عزة ولا جميل بثينة.
ماذا يريد العرب وهم يشكلون 5 % من سكان العالم ويشترون 60 % من معروض السلاح ويشكلون من خلال لاجئيهم 60 % من اجمالي اللاجئين على مستوى العالم؟ ماذا يريد العرب من وراء ذلك وموقعهم في اسفل القائمة في كل المؤشرات الدولية: الصحة / التعليم / الانفاق على الابحاث / افضل الجامعات على مستوى العالم لا وجود للعرب فيها / الشفافية.. وان حصلوا على موقع متقدم فهو في الفساد.
الحكام العرب يصرخون: واترامباه!! الرعية العرب الا من رحم الله يصرخون ايضا واترامباه، الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل وراء كل الملعوب الذي دمر بلاد العرب ويوظفون لذلك المخطط اللحية والصرخة: الله اكبر والموت لامريكا والموت لاسرائيل واللقاء في تل ابيب، واما صرخة الله اكبر لها امتداد الله اكبر عليك وعلى الموساد يا عميل!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى