التهدئة.. الأبعاد الإقليمية والدولية

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
التهدئة غير المعلنة التي تشهدها عدن اليوم بعد فترة حرجة من العنف والاغتيالات والتفجيرات وأعمال التقطع، والتي شكلت مصادر قلق في حياة الناس، تأتي في سياق الجهود السلمية لتطبيع الأوضاع ورفع المعوقات أمام تحقيق الاستقرار والوصول إلى حلول للمشكلات القائمة بين الأطراف المتصارعة إقليمياً ودولياً فيما يتعلق بالجنوب.
لقد شكلت الفترة الماضية مرحلة صعبة وحرجة للمواطنين في عدن من خلال ما شهدته من عنف وتقطع واغتيالات خلقت إرباكاً للمشهد السياسي والحياة الآمنة للمواطنين ومعيشتهم، وأوجدت أعمال التصعيد تلك مخاطر على السلم والأمن الإقليمي والعالمي، كون مدينة عدن تشرف على الخط الملاحي الدولي، ما يعني أهمية إبعادها عن أي تصعيد أو أية أعمال لها آثار سلبية على هذا الواقع المتأزم أساساً.
إن تطورات الأزمة وترك الأمور من دون ضوابط ستخلق وضعاً سلبياً وشكوكاً لدى المكونات الجنوبية والمواطن الجنوبي بمصداقية الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية، وانعدام الثقة بجهودها في معالجة المشكلات القائمة والتي تعاني منها المدينة في جوانب خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والقضاء والأمن، ومرتبات الموظفين والمتقاعدين ومنتسبي الأمن والجيش.
بالمقابل، فإن نجاح واستمرار عملية التهدئة التي تشهدها مدينة عدن بحاجة إلى إجراءات عملية تعزيزية لهذه الأجواء، من خلال إيجاد برنامج للإصلاحات على صعيد تفعيل دور الأجهزة التنفيذية في مجالات الصحة والتربية والتعليم والقضاء لمعالجة مشاكل وقضايا الناس الاجتماعية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، والتي قد تؤدي إلى فوضى في المجتمع، إضافة إلى الاهتمام بتشغيل تلفزيون عدن لكي يلعب دوراً في بلورة الأفكار والتوجهات الدولية الجديدة وإشراك كل المكونات في بناء الجنوب الجديد، المحب للحرية والسلام والتسامح والتعايش مع المبادئ الجديدة.
وعلى المجتمع الإقليمي والدولي تعزيز أعمال التهدئة القائمة في عدن وتقديم الدعم والمساندة للجنوبيين في إجراء عملية البناء والتعمير لكافة المنشآت التي تضررت وتعطلت بسبب الحرب، ووضع سياسات عملية لإنهاء الظواهر السلبية المعيقة لتطوير هذه المدينة وإصلاح حالها، فبقاء التهدئة دون إجراءات تعزيزية ستحدث انتكاسة وتصعيدا لأعمال العنف بشكل غير مسبوق، وإتاحة الطريق للتطرف أن يهيمن في عدن ومناطق الجنوب عامة.
إن دول الإقليم والعالم تدرك الأهمية التي تنطوي عليها عملية التهدئة في عدن ومناطق الجنوب لتأمين الخط الاستراتيجي للملاحة الدولية، وإخراجه من دائرة العنف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى