المواطن في أبين يكافح لتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش.. فقراء ومعوزون حكمت عليهم الظروف بالأشغال الشاقة

> تقرير/ حيدرة واقس

> في محافظة أبين يكافح الناس من أجل العيش، فتجد الصغير والكبير، الرجل والمرأة، يعملون في مجالات مختلفة، كالزراعة بمختلف أنواعها وتربية المواشي والنحل، وصنع العزف والأواني، وفي تكسير الأحجار من الجبال وجمع التراب من الوديان للبناء، وغيرها الكثير من الأعمال الشاقة ذات الدخل اليومي في سبيل توفير القوت لأسرهم، في ظل ظروف معيشية صعبة فرضتها الحروب المتتالية والأوضاع المتدهورة والفساد المتعاقب الذي همش الخريجين والمتعلمين وحرمهم من فرصة التوظيف.
من خلال هذا التقرير تسلط «الأيام» الضوء من خلال أحاديث متفرقة لبعض المواطنين في محافظة أبين لنتعرف أكثر على المعاناة التي يعيشونها في سبيل توفير لقمة العيش.
*الجوع كافر
في البداية كان الحديث مع الموطن صالح بن علي الذي يمتلك مزرعة صغيرة تنتج بعضاً من أنواع الحبوب والخضروات حيث قال: “في المزرعة يأتي الكثير من المواطنين من أجل العمل في الجني والحفر والسقاية ولو بأجر بسيط، وتجدهم يعملون بكل همة ونشاط في كل يوم”.

وأضاف: “ولأن الجوع كافر - كما يقولون - تجد الكثير يبحث عن أي فرصة للعمل، لا لشيء سوى توفير قوت يومهم”.
أما الحاج حسن العوذلي، والذي يمتلك قطعة أرض زراعية، فتحدث قائلاً: “نتيجة لكون محافظة أبين تتمتع بتربة خصبة وصالحة للزراعة نجد غالبية أهلها يعتمدون على أراضيهم الزراعية لزراعتها كعمل يوفرون من خلاله دخلا يغطي ولو جزءا من احتياجاتهم واحتياجات أسرهم، وذلك في مواسم محددة فقط”.
وأضاف بأن “مهنة الزراعة شاقة، حيث تمر عملية زراعة الأرض بمراحل أولها الماء، فالغالبية من المزارعين قد لا يمتلكون آبارا، فيضطرون للانتظار حتى موسم الأمطار، وبعدها يأتي حرث الأرض وزراعتها والحراسة عليها من عبث الحيوانات، والانتظار لأشهر حتى ينبت الزرع ويكون جاهزا للحصاد، وبعدها يباع الحب والحشيش (القصب) حسب السوق”.
كما تحدث النحّال سعيد بن سعيد عن التجربة الشاقة في تربية النحل فقال: “تشتهر أبين بجودة العسل الطبيعي وتصديره إلى كل محافظات البلاد، إلى جانب بعض من دول الجوار، وهذا المنتوج الجيد لا يأتي إلى بعد جهد ومشقة كبيرين”.

وأضاف: “النحالون في أبين يتنقلون مع نحلهم للعيش في الوديان والسهول والجبال، وذلك للحصول على المرعى المناسب للنحل، ولا ينتج العسل إلا في مواسم، وفي هذه الفترة يمر النحالون بتقلبات الطقس من رياح وأمطار وحرارة وهم في الوديان والشعاب”.
*أعمال شاقة
وتابع سعيد النحال: “لا يلجأ المواطن إلى هذه المجالات الشاقة والمتعبة وذات الدخل القليل إلا من شدة العوز والحاجة وفي سبيل المكافحة لأجل العيش.
وتحدث الشاب أحمد عبدالله، وهو أحد الشباب الخريجين الجامعيين في أبين، ومن الذين حرموا من التوظيف قائلاً: “المئات من الشباب الخريجين في محافظة أبين تجدهم مهمشين ولا يكترث لهم أحد، فيجدون أنفسهم أمام الأمر الواقع والحياة المريرة، ومن أجل العيش تجد الكثيرين يعملون في مجال الأعمال الشاقة أو العضلية كالبناء والحِمالة والحفر وغيرها من هذه الأشياء المتعبة، لكن هناك أيضا من تجده عالة على أسرته ومتجولا في الشوارع دونما عمل، كصورة من صور البطالة التي استفحلت في المجتمع”.
وأضاف: “ما تمر به محافظة أبين اليوم من معاناة ناتج عن تهميش فئة الشباب وعدم احتوائهم أو توفير فرص عمل لهم، وعدم إزاحة الفاسدين الذين يعرقلون كل شيء”.
المواطن في محافظة أبين المكلومة يريد العيش وتوفير فرص العمل والخدمات، يكفي كل هذا العذاب والتسلط.
تقرير/ حيدرة واقس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى