حرب استهداف العقول

> زين أحمد الرشيدي

>
زين  أحمد الرشيدي
زين أحمد الرشيدي
هناك مقولة صينية قديمة تقول إذا أردت ان تحرز النصر الكبير فابدا اولا بمهاجمة عقول الخصوم قبل ان تهاجم مدنهم !!.
وبما ان شعبنا الجنوبي قد كسب الجولة الأولى من المعركة بتحرير معظم أراضيه ومواصل نضاله لكسب الجولة الثانية من تلك المعركة باستعادة دولته، وحيث إن المعركة لا زالت مستمرة، فإن أكثر ما يخيفنا اليوم وقبل الفوز بالجولة الثانية هو أن عدونا قد يوجه سلاحه لمهاجمة عقولنا من خلال نشر وتنشيط واكثار ورعاية فيروسات تدمير خلايا المناعة لدينا بإثارة وتأجيج صراعات وكراهية وتنافر وتنازعات بينية داخلية ليسهل عليه العودة لاحتلال أرضنا وبأقل كلفة وربما بترحيب او مساعدة أو قبول من الداخل عندما قد يراجع البعض مواقفهم ويراها أهون من تكرار دورات العنف الدموية المدمرة أو من استحواذ فئة أو منطقة أو مكون على المقدرات من سلطة وثروة وقوة.
لهذا ايها الأحبة، يستوجب أن نستشعر المسئولية وندرك عظمة التحديات والمخاطر فنحسن بدورنا فنون التصدي لذلك السلاح ونجيد أداء ادوارنا، كل في ميدانه ومجاله.
ولأن شبكات التواصل الاجتماعي أضحت أخطر ساحات الحرب الباردة التي تستهدف العقول، وقد تصيبنا فيها النيران من اتجاه العدو أو من نيران صديقة وهي الأكثر خطرا علينا في هذه المرحلة الدقيقة، فإني أود طرح بعض وسائل الوقاية لحماية الجبهة الداخلية كما أراها من منظوري الشخصي لمن يدخل تلك الساحات:
وسعوا صدوركم وتحملوا بعضكم وراعوا اللياقة والحصافة وآداب الطرح وتحلوا بالحكمة والصبر والهدوء.. لا تجرحوا بعضكم ولا تسيئوا لأحد وتقبلوا الرأي الآخر فإن غضب مشارك، على الآخر أن يمتص غضبه وبما يجعله يندم أو يعتذر ولا يكرر.
عمقوا المحبة وادعوا إلى الوئام والتآلف والسلام والتسامح وعززوا الثقة فيما بينكم وعمموا ثقافة الاحترام والتقارب واعملوا دوما على سد الشروخ ومداواة الجراح وجبر الخواطر وردم وإزالة الحفر والعوائق عند ظهورها ليسهل سير القطار الذي يحملنا جميعا بأمان، وضمان وصوله إلى المحطة الأخيرة.
حاربوا بكل قوة ثقافة الكراهية اللعينة فهي أخطر الفيروسات التي تفتك بالمجتمعات وتمزقها وابتعدوا عن التخوين واتهام الناس بالعمالة وإطلاق الأوصاف التي تنتقص من الأشخاص أو وطنيتهم او تحقرهم أو تسخر منهم.
تجنبوا استحضار سلبيات وأخطاء الماضي وتحميلها مناطق بذاتها، لأن الكل مسئول عنها، أو توجيهها لأفراد لتبرير مهاجمتهم وشتمهم والإساءة إليهم فهي تنتج الأحقاد والضغائن وتمزق النسيج الاجتماعي.
ارتقوا بالخطاب فما أروع ضبط النفس وضبط القلم واللسان في كل المواقف وفي كل مكان وزمان فذلك ينم عن رقي الأخلاق ونبل التربية ونقاء السريرة وصفاء الذهن والضمير.
تفننوا في اختيار الألفاظ العالية الجودة التي تأتي بالفائدة وتجلب السعادة والراحة والقبول لك ولغيرك، والتي تساعد على البناء لا الهدم وعلى الجمع لا التمزق.
تجنبوا الانفعالات والتسرع في الفعل وردة الفعل وتحلوا بالصبر وتجنبوا المهاترات وكل ما يثبط الهمم ويفاقم اليأس وينفث السموم ويباعد المسافات بين الناس.
تذكروا وذكروا الآخرين على الدوام بعظمة التصالح والتسامح وكيف منحنا القوة فهابنا الأعداء فانتصرنا، وكيف أصابنا الضعف والتشرذم عند تفشي الكراهية والاحقاد بيننا فاستهان بنا الأعداء فانهزمنا.
فالحذر الحذر من خطورة ازدهار ثقافة الكراهية ومسبباتها والترويج لها أو الإسهام بقدر كبير أو صغير في نمو ورعاية تلك الآفة لأن ذلك بالتأكيد قد يدفع بالكثير إلى مراجعة مواقفهم خوفا من سيناريوهات مرعبة قادمة.. هذا إذا كنا مخلصين للجنوب بصدق وحريصين على بلوغ الهدف الذي قدم شعبنا التضحيات الجسيمة من أجله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى