رجــــــال فــي ذاكـــــرة الـــتــاريـــخ: 1- عبدالقادر خضر.. عانق الفن وصارع المرض حتى الموت 2- شكيب جُمَّن.. أبدع في الريشة وبرع في الموسيقى وأرهقه المرض

> نجيب محمد يابلي

> 1- عبدالقادر خضر
الولادة والنشأة
عبدالقادر خضر، العطر الذكر، من مواليد كريتر من أسرة عدنية عريقة عام 1946م، تلقى مراحل دراسته في عدن، وارتبط بالفن منذ بواكير يفاعته، عندما كان تلميذاً في مدارس عدن وعاش مهووساً بالفن وسطر خواطره ولقاءاته الفنية في الصحافة، وكتب الراحل عبدالرحمن إبراهيم في «الأيام»: "الحق أن ذلك لم يكن غريباً على أخي وصديقي عبدالقادر خضر الذي تخرج من معطف «الأيام» وتتلمذ على يد عميدها المغفور له الأستاذ محمد علي باشراحيل، أحد أبرز رجالات الصحافة في عدن واليمن عامة".
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

-عبدالقادر خضر وقدوته علي أمان
حظيت عدن بالريادة على مستوى الجزيرة والخليج، فالصحيفة الأولى هي "فتاة الجزيرة" عام 1940 وصاحبها محمد علي لقمان والمجلة الفنية الأولى هي "أنغام" عام 1958 وصاحبها علي أمان، و"فتاة شمسان" هي المجلة النسوية الأولى عام 1960 وصاحبتها المرحومة ماهية نجيب (والدة محمد نجيب سعد وخالة الزميلين هشام وتمام باشراحيل).
إلا ان عبدالقادر خضر تفرغ للفن بمساهمات صحفية ثم أسس مجلة "النجوم" الفنية التي غطت أخبار الأغنية والمسرح والرقص الشعبي، وتنشر نصوص الأغاني المعروفة، ولقاءات مع الفنانين والفنانات، ثم شغل منصب نائب رئيس التحرير لمجلة "الفنون" التي كانت تصدرها وزارة الثقافة في عدن في ثمانينات القرن الماضي.
عبدالقادر وجنة الألحان.. وأي جنة وأي ألحان؟!
سكن عبدالقادر خضر وجدان الناس في الجنوب والخليج عامة وعدن خاصة من خلال تلفزيون عدن العريق في فترة السبعينات حتى قيام دولة 22 مايو 1990 من خلال برنامج "جنة الألحان"، ويندر أن رجلاً أو امرأة في عدن لم يشاهد هذا البرنامج البهيج الذي صدحت فيه أصوات أحمد قاسم والمرشدي والعطروش وعلي جاوي وأحمد علي قاسم ومحمد صالح عزاني وطه فارع ومحمد صالح حمدون وفيصل علوي ومحمد سالم بن شامخ والحداد وعبدالكريم توفيق وعوض أحمد وسالم بامدهف وفهمي تركي وغيرهم، وكانت سهرة ممتعة ليلة كل خميس، وتجلى فيها عبدالقادر خضر وهو يقدم ضيوفه ويدردش معهم أو معهن مثل رجاء باسودان وصباح منصر وأمل كعدل، وزادت السهرة طراوة عندما رافقت الأغنية الرقصات العدنية واللحجية.
ماذا كتب د. هشام السقاف؟
عبر «الأيام» في عدد 13 ديسمبر 2007 سطر الأعزاء د. هشام السقاف وعلي محمد يحيى وعصام خليدي واسكندر عبده قاسم مشاعرهم الطيبة في ذكر راحلنا عبدالقادر خضر.
كتب د. هشام السقاف: "(عبدالقادر خضر الرحيل المفجع لرائد الإعلام الفني).. أن عبدالقادر خضر شاركهم في منتدى الوهط في ذكرى وفاة الفنان محمد صالح حمدون وكان مريضا، وأنه (عبدالقادر خضر)، كما وصفه الدكتور هشام، موسوعة الفن الغنائي اليمني المتحركة، وأن عبدالقادر أفنى أكثر من أربعين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة وفي الإعلام المرئي والمسموع، يحمل هم المبدعين ويحفظ أسرار حياة الفنانين والمطربين...".
ويضيف الدكتور هشام بأنه رافق عبدالقادر قبل أربع سنوات (أي في 2003) إلى استيديوهات إذاعة عدن لتسجيل حلقات رمضانية من برنامج له، اسمه (الوجه الآخر)، وسألته يومها: أين الورق التي ستسألني منها؟ فقال: أنا لا أحمل أوراقا أبداً في أي برنامج، وسوف تراني من إجابتك أستنبط الأسئلة.
ماذا كتب علي محمد يحيى؟
العزيز على قلبي دوماً وأبداً علي محمد يحيى، كان عنوان موضوعه: (رحماك ربنا.. تولَّ برحمتك أبا أمجد). عز على حبيبنا بن يحيى فراق حبيبنا عبدالقادر خضر الذي وصفه بأنه "علم من أعلام الصحافة اليمنية وأشهرهم على الإطلاق في ميدان الصحافة الفنية والإعلام الإبداعي، عبدالقادر خضر.
نودعه بعد ما يقرب من نصف القرن مع إبداعاته في الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، نودع مدرسة نتعلم منها جميعنا كيف هي الصحافة في كل أبواب الفنون وألوانها".
وماذا كتب الفنان عصام خليدي؟
الحبيب عصام ابن الحبيب الباشمهندس سعيد خليدي، كان عنوان موضوعه (رحيل الإعلامي المخضرم عبدالقادر خضر.. القلم الذي عشق الفن والنغم) وكتب: "فجعت الأوساط الثقافية والفنية والإبداعية، يوم أمس الاول الثلاثاء 11 ديسمبر 2007 الساعة الثامنة صباحاً بوفاة الإعلامي المخضرم عبدالقادر خضر (القلم الذي عشق الفنون والنغم) وصاحب القلب الطيب الذي وافته المنية عن عمر ناهز (61) عاما، قضى جله في محراب الثقافة والفنون صحفيا وناقدا ومعدا ومقدما لأبرز وأهم البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي أرشفت ووثقت أجمل وأروع وأنجح الأعمال الموسيقية والغنائية للفنانين اليمنيين على امتداد حقب زمنية متعاقبة".
وماذا كتب اسكندر عبده قاسم؟
أما أخي وصديقي وزميل دراستي وزميلي في السلك المقدس (التدريس) اسكندر عبده قاسم، فقد تطرق إلى جوانب الإبداع والعمل من رجل الإبداع، وتفانيه الذي لم يشفع له الحصول على تذاكر سفر ومنحة علاجية إلى الخارج، وتركوه مريضا حتى لقي ربه، رحم الله الغاليين عبدالقادر واسكندر.
وماذا كتب محمد علي محسن؟
اما الزميل المكافح محمد علي محسن فقد تناول في موضوعة الموسوم (ورحل الإعلامي المخضرم عبدالقادر خضر) تناول فيه عطاء الراحل خضر وبؤس خاتمته، عندما قال "فخلال الأسبوعين اللذين قعد فيهما مريضا لم يتلق ذووه وأهله دعوة لعلاجة على حساب وزارته المبجلة".
وماذا كتب راحلنا عبدالرحمن إبراهيم؟
نشرت «الأيام» في عددها الصادر يوم 17 ديسمبر 2007 موضوعاً موسوماً (عبدالقادر خضر وتجليات الإعلامي العاشق) لراحلنا وعزيزنا عبدالرحمن إبراهيم، عدد فيه مناقب الفقيد الغالي عبدالقادر خضر، وما أحزنني أن عبدالرحمن نبش جرحاً مؤلماً، أن عبدالقادر توقع أن سلطة المحافظة ستدفع له قيمة الإعلانات التي نشرها لها في مجلة "النجوم"، وقال عبدالقادر بكبرياء "قيمة الإعلانات هدية مني للمحافظة، الذين لم يردوا على مكالماتي، سامحهم الله".
2- شكيب جُمَّن
الولادة والنشأة
شكيب أحمد عبده جمن، من مواليد منطقة العيدروس عام 1949، وكان شكيب أكبر أخوانه التسعة، وتغلب عليهم الموهبة، فمنهم الموسيقي عارف والتشكيلي عدنان.. تلقى شكيب مراحل دراسته في عدن،
الابتدائية والمتوسطة والثانوية الفنية.
تفجرت قدرات شكيب الإبداعية في الفن التشكيلي والموسيقى من خلال النشاطات اللاصفية في المدرسة، وأول من التقطه الفنان الكبير يحيى مكي، طيب الله ثراه.
-الموليديكا فاتحة أدواته الموسيقية
كتب الزميل صالح حنش موضوعاً موسوماً (شكيب جمن.. بين الريشة والقوس) نشرته "الأيام" يوم 4 سبتمبر 2014: "من مظاهر عشق شكيب جمن الجنوبي للفن والموسيقى ومنذ طفولته عندما كان طالباً أن آلته الموسيقية (الموليديكا) لم تكن تفارق حقيبته المدرسية، مستثمرا أي فرصة للعزف عليها، حتى في فترة الاستراحة بين الحصص الدراسية".
-شكيب في أول مشاركة لتأسيس فرقة موسيقية
يضيف الزميل صالح حنش أنه تعرف على شكيب جمن الطالب في المدرسة المتوسطة (الإعدادية) المجاورة لمدرسته الابتدائية (المرسابة)، عندما كان يحضر إلى مدرستهم عصراً للمشاركة في الأنشطة المدرسية، وكان هناك الأستاذ شكيب عوض سعد (رحمه الله) والأستاذ وديع هائل، للإشراف والتوجيه والتدريب على الأعمال الفنية، وكان لشكيب دور معهما ومع إدارة المدرسة في تأسيس فرقة موسيقية مدرسية أسموها (فرقة اللوتس الموسيقية)، ولعب شكيب دورا في تأسيس الفرق الموسيقية المدرسية وفرق الأطفال وحتى الفرق الأهلية مثل (فرقة البراعم) و(فرقة الزهور) و(فرقة الأنامل الذهبية)، وتجلت مواهب شكيب في الرسم والموسيقى، حيث بدأ بالأكورديون وانتقل للعزف على العود والكمان إلى جانب الأكورديون، وظهرت فرقته في الحفلات الخاصة مثل حفلات الزواج أو أعياد الميلاد.
-شكيب جمن يلتحق بتلفزيون عدن بعد تركه فرقة الجيش
التحق شكيب أحمد عبده جمن في بداية حياته العملية بالفرقة الوترية التابعة للجيش، وبعد سنوات انتقل إلى تلفزيون عدن، وشكل التحاقه بالتلفزيون إضافة نوعية بارزة عندما صنع قدرات موسيقية في صفوف الأطفال في برنامج ركن الأطفال بالتلفزيون، إضافة إلى فن الديكور والفن التشكيلي، وشهد تلفزيون عدن طفرة كبيرة في دنيا الطفل.
ضاعف شكيب جمن من قدراته وإبداعاته داخل التلفزيون وخارجه من خلال الفرق الموسيقية التي أسسها، وبالمقابل تضاعفت معاناته مع مرض السكر الذي داهمه في بداية الثلاثينات من عمره. (لمزيد من التفاصيل راجع مادة فنية مشبعة أعدتها إدارة الثقافة بعدن ونشرتها صحيفة 14 أكتوبر يوم 26 مايو 2014).
-شكيب جمن ومحمود أربد وبينهما جبل من الفلين الأبيض
ورد في المادة التي قدمها الزميل صالح حنش التي نشرتها «الأيام» يوم 4 سبتمبر 2014، حكاية استعانة المخرج التلفزيوني والمسرحي المعروف محمود أربد (رحمه الله) بالفنان التشكيلي الديكوري شكيب جمن (رحمه الله) لصنع جبل في ديكور عمله بمسرحية له، فطلب جمن كمية من مادة الفلين الأبيض المستخدمة في تغليف وحماية الأجهزة الكهربائية والإليكترونية كالثلاجات والمسجلات وغيرها، وصنع منها جبلاً وطلاه باللون الأسود.
-شكيب جمن صاحب سجايا حميدة
سبقت الإشارة إلى المادة التي أعدتها إدارة الثقافة عن الراحل شكيب جمن، وورد فيها: "كان شكيب شديد الصبر وحسن السلوك حتى مع ألد أعدائه، وكان رجلاً مرحا، والابتسامة لا تفارق وجهه، وكان محبا للخير، وخفيف الظل، وجميل الروح إلى أبعد الحدود.
-رحيل شكيب جمن.. وأحمد شكيب خير خلف لخير سلف
انتقل الفنان الكبير شكيب أحمد عبده جمن إلى جوار ربه يوم 16 أغسطس 1991م بعد حياة حافلة بالعطاء في فن الموسيقى والفن التشكيلي وأعمال الخير، إلا أنه صنع في مشوار عمره العشرات من القدرات في الموسيقى والفن التشكيلي وفن الديكور، ومنهم نجله أحمد شكيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى