> مختار مقطري
هذا هو ما نريده فعلا، ونتمنى أن يستمر، وتتواصل فعاليات المنتديات الأدبية والفنية في العاصمة عدن، وغيرها من عواصم ومراكز الجنوب، المنظمة لتكريم مبدعينا الأحياء والأموات، التكريم المعنوي الرائع واللائق، تقديرا لعطاءاتهم الأدبية والفنية، التي تُخجل وجه كل مسؤول، فالتكريم المادي فوق طاقة المنتديات، إلا بقدر يكاد يكفي لتوفير المستلزمات الضرورية، وتسديد فواتير الماء والكهرباء، بينما تكتفي الجهات المسؤولة للاحتفاء بذكرى الثورة وعيد الاستقلال، وهذا واجب وطني، إذا لم يخرج عن إطار الواجب الوطني، إلى تحقيق مآرب مادية، متناسية، أعني الجهات المسؤولة، أن تكريم المبدعين واجب وطني أيضا، وأن احترامهم أحياء وأمواتا، هو الدليل على أنها تمارس فعلا ثقافيا تحضريا فاعلا، فليس من التحضر الثقافي أن المعاش التقاعدي للفنان الكبير والكبير والكبير والأكبر من كل الجهات المسؤولة محمد سعد عبدالله(39000 ريال)، وليس من التحضر الثقافي أن يعود الوفد الفني من مطار عدن صباح الخميس الماضي، ولم يتمكن من السفر للقاهرة، لإقامة احتفال بمناسبة الذكرى(54) لثورة 14 أكتوبر المجيدة، في المركز الثقافي اليمني في القاهرة، صاحب الدعوة، وبحسب تأكيد شفهي لأعضاء الوفد الفني، بأنهم سيجدون التذاكر جاهزة في المطار، ولم يجدوا لا تذاكر ولا يحزنون، فغادروا المطار بعد انتظار مُضن وممل، استمر نحو ست ساعات، حاول خلالها مسؤول في المحافظة، هو الأخ محمد نصر الشاذلي، وكيل المحافظ، إنجاز موضوع التذاكر، ولكن في الوقت الضائع، وبعد فوات الأوان.
والسبب فيما حدث للوفد الفني من إهانة بالغة الأثر جرحت كرامة كل مبدع مشارك في الوفد، وكل مبدع غير مشارك في الوفد، وطبعا لم تجرح كرامة كل دخيل مسافر مع الوفد، وليس له علاقة، السبب في ذلك، أن وزارة الثقافة، ومكتبها في عدن نائمان عن أمور كثيرة، بعد أن صارت القاهرة ملجأ لكثير من المسؤولين للاستجمام والترويح عن أعصابهم والتنفيس عنها، بعد الجهود الجبارة التي يبذلونها في تسيير دفة النشاط الثقافي، وأي جهود؟ لا أدري، غير الإعلان عن أنشطة ثقافية معلقة بظهر الغيب، مثل مهرجان(القمندان) في نوفمبر القادم، وشهر نوفمبر يبدأ بعد أيام قليلة، ولم تبدأ التحضيرات الفعلية بعد، علما أن نوفمبر 30 يوما، ولعل وزارة الثقافة تحسب أن نوفمبر 50 يوما، وليس هنا خطأ مطبعي.
ومن الأسباب كذلك، تداخل الصلاحيات، بين المحافظة ووزارة الثقافة ومكتبها في عدن، على حساب مشاعر أعضاء الوفد الفني، وقد قيل لي إن الدعوة وجهت للمحافظة من قبل المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، وإن توجيهات الأخ المحافظ كانت شفهية.. يا سلام.. وقد قيل لي إن المركز طلب من مدير ثقافة عدن متابعة الموضوع، لكنه انشغل، انشغل بماذا؟ انشغل في الاستعداد ومتابعة تنظيم إقامة الاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر، وهو حفل داخلي، لكنه لم يمنح سفر الوفد للقاهرة، جزءا من وقته الثمين، وقليلا من انشغاله العظيم، ليتمكن فنانونا من تقديم فننا الجميل والرائع والعظيم، كانشغال مدير ثقافة عدن، في قاهرة المعز لدين الله، وهي عاصمة الفنون العربية، لنريهم عظمة فنونا، وكيف نحتفل بعيد ثورتنا العظيمة.
إن الأسباب المتنوعة التي فندت بعضعها، يمكن جمعها في سبب واحد ومشتقاته: الإهمال، اللامبالاة، التسيب الإداري، عدم الأمانة في تحمل المسؤولية، وكم أتمنى على الأستاذ مروان دماج، وزير الثقافة، أن ينتبه للتفاصيل، وأن يحسن اختيار سواعده.
وطبعا الجهات المسؤولة عن الثقافة في عدن والمناطق المحررة الأخرى، ليست بدعة ولا مخالفة للآخرين، فالإهمال طال معظم الوزارات والمؤسسات.
وكم أتمنى.. كم أتمنى.. كم أتمنى أن ما قلته سابقا غير صحيح، وأني افتريت وتجنيت وظلمت المسؤولين عن ثقافتنا، لكن إن كان ما قلته صحيحا، فمن الضروري محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الذي أدى لعدم سفر الوفد الفني إلى القاهرة من قبل الأخ د. عبدالعزيز المفلحي، محافظ عدن، والأخ الأستاذ مروان دماج، وزير الثقافة، وتقديم الاعتذار رسميا لأعضاء الوفد الفني من قبل الوزارة ومكتبها بعدن، لأن الإهانة التي وجهت للوفد الفني كانت كبيرة، بل ووجهت لكل المبدعين، ومادامت كذلك فقد وجهت لعدن أيضا، ثم العمل على تعويض الوفد الفني ورد اعتباره بمشاركة خارجية أخرى حبذا لو كانت في القاهرة، في احتفالات عيد الاستقلال القادم 30 نوفمبر، ليتمكن من تقديم فنونا الرائعة في المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، في أكثر من ليلة واحدة، ستكون بالتأكيد من أجمل ليالي النيل في قاهرة المعز لدين الله.
ولابد في الأخير من هذا السؤال، هل من حق المركز الثقافي اليمني بالقاهرة إصدار توجيهات لمدير عام مكتب الثقافة بعدن؟
علما، كما علمت، أن المركز الثقافي اليمني بالقاهرة أعلن أنه لن يستقبل أعضاء الوفد الفني عند وصوله للقاهرة، لو وصل فعلا، لأن وصوله كان سيتم بعد فترة الاحتفالات بذكرى ثورة 14 أكتوبر، كما هو معد في برنامجه. فما هو مصير الوفد الفني لو سافر ووصل القاهرة؟ علما أنه لم تصرف لأعضاء الوفد، وهم مبدعون، مصاريف جيب.
وقد تكون الوفد الفني من الفنانين: أمل كعدل، عيدروس الجعدني، عبدالقادر بركات، وأعضاء فرقة الفنون الشعبية: جلال سلطان، قيصر عوض ناصر، رجاء سالم صالح، وحيدة حسن أحمد، سلطان راحج شريان، وحياة غالب صالح.
في ظل أوضاع كهذه، تأتي أهمية فعاليات المنتديات الأدبية والفنية، التي تنظمها كي تسهم في تحريك الركود الثقافي، وتذكيرنا دائما بعظمة مبدعينا، وهذا ما لا تفعله وزارة الثقافة، من خلال تقديم الدعم المادي والأدبي للمنتديات
الفاعلة، وحضور مسؤوليها للفعاليات التي كان آخرها الفعالية الجميلة والراقية تحضرا وفنيا ووفاء، التي نظمها منتدى( بن جازم) الثقافي في مقره بمدينة الشيخ عثمان بعدن، عصر الأربعاء الماضي، للاحتفاء بالفنان اللحجي الراحل عبدالله محمد حنش، المتوفى عام 1980، وقد حضرها عدد غير قليل من المثقفين والفنانين والاعلإميين والمهتمين، في جو إبداعي هادئ ومشرق، واستضاف المنتدى الأخ الفنان أحمد فضل ناصر، مدير عام ثقافة محافظة لحج، الذي حضر باعتباره فناناً أولا، وتلميذا وفياً لأستاذه الراحل الفنان عبدالله حنش، تعلم أصول الموسيقى والغناء على يديه، فجاء ليرد الجميل، باعتباره فنانا ومبدعا، فجاء للمنتدى، ليعلن عن وفائه لأستاذه، هذا الوفاء الذي لا تعرفه الجهات المسؤولة نحو مبدعينا، ولذلك خرج الوفد الفني من مطار عدن، في اليوم التالي، مجروح الكرامة.
وقد قدم الفنان أحمد فضل ناصر نماذج من أغنيات الفنان الراحل عبدالله حنش، ليقدم للحضور صورة موجزة عن فنه الجميل، وسوف أكتفي بفقرات من كلمة الفنان أحمد فضل ناصر، التي ألقاها في الفعالية لنتعرف على حجم الوفاء لدى المبدعين، قال الفنان أحمد فضل ناصر:(ما قدمته وماسأقدمه اعتبره أقل واجب نحو هذا المربي الفاضل وردا للعرفان والدور الذي قدمه معي ومع غيري من المبدعين في لحج وخارجها، كما أسعدتني مثل هذه الفرص لأقدم مالدي للحضور والمواقع، عن روادنا ونجومنا في لحج ممن لم يحضوا بفرص التقديم والتعريف إلى الجمهور الكريم على مدى سنوات، وأراها فرصة ضمن خطة وبرنامج مكتب ثقافة لحج في إطار النشاط الثقافي الفني المتنوع، وللتوثيق والأرشفة وتعويض ما فاتنا من ذلك، والقادم أجمل بإذن الله، أسعدني تفاعل وملاحظات وإضافات الحضور الكريم، كما أسعدني تفاعل زميلي الأستاذ عارف التوي، مدير مكتب الثقافة بعدن).
وأنا أيضا، أسعدني حضور الفنان الأستاذ عارف التوي، فهو بادرة طيبة أتمنى أن تتكرر، وأن نرى المسؤولين عن ثقافتنا حاضرين كل الفعاليات الأدبية والفنية في كل المنتديات.
والسبب فيما حدث للوفد الفني من إهانة بالغة الأثر جرحت كرامة كل مبدع مشارك في الوفد، وكل مبدع غير مشارك في الوفد، وطبعا لم تجرح كرامة كل دخيل مسافر مع الوفد، وليس له علاقة، السبب في ذلك، أن وزارة الثقافة، ومكتبها في عدن نائمان عن أمور كثيرة، بعد أن صارت القاهرة ملجأ لكثير من المسؤولين للاستجمام والترويح عن أعصابهم والتنفيس عنها، بعد الجهود الجبارة التي يبذلونها في تسيير دفة النشاط الثقافي، وأي جهود؟ لا أدري، غير الإعلان عن أنشطة ثقافية معلقة بظهر الغيب، مثل مهرجان(القمندان) في نوفمبر القادم، وشهر نوفمبر يبدأ بعد أيام قليلة، ولم تبدأ التحضيرات الفعلية بعد، علما أن نوفمبر 30 يوما، ولعل وزارة الثقافة تحسب أن نوفمبر 50 يوما، وليس هنا خطأ مطبعي.
ومن الأسباب كذلك، تداخل الصلاحيات، بين المحافظة ووزارة الثقافة ومكتبها في عدن، على حساب مشاعر أعضاء الوفد الفني، وقد قيل لي إن الدعوة وجهت للمحافظة من قبل المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، وإن توجيهات الأخ المحافظ كانت شفهية.. يا سلام.. وقد قيل لي إن المركز طلب من مدير ثقافة عدن متابعة الموضوع، لكنه انشغل، انشغل بماذا؟ انشغل في الاستعداد ومتابعة تنظيم إقامة الاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر، وهو حفل داخلي، لكنه لم يمنح سفر الوفد للقاهرة، جزءا من وقته الثمين، وقليلا من انشغاله العظيم، ليتمكن فنانونا من تقديم فننا الجميل والرائع والعظيم، كانشغال مدير ثقافة عدن، في قاهرة المعز لدين الله، وهي عاصمة الفنون العربية، لنريهم عظمة فنونا، وكيف نحتفل بعيد ثورتنا العظيمة.
إن الأسباب المتنوعة التي فندت بعضعها، يمكن جمعها في سبب واحد ومشتقاته: الإهمال، اللامبالاة، التسيب الإداري، عدم الأمانة في تحمل المسؤولية، وكم أتمنى على الأستاذ مروان دماج، وزير الثقافة، أن ينتبه للتفاصيل، وأن يحسن اختيار سواعده.
وطبعا الجهات المسؤولة عن الثقافة في عدن والمناطق المحررة الأخرى، ليست بدعة ولا مخالفة للآخرين، فالإهمال طال معظم الوزارات والمؤسسات.

أعضاء الوفد الفني يفترشون الأرض في انتظار تذاكر السفر
وكم أتمنى.. كم أتمنى.. كم أتمنى أن ما قلته سابقا غير صحيح، وأني افتريت وتجنيت وظلمت المسؤولين عن ثقافتنا، لكن إن كان ما قلته صحيحا، فمن الضروري محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الذي أدى لعدم سفر الوفد الفني إلى القاهرة من قبل الأخ د. عبدالعزيز المفلحي، محافظ عدن، والأخ الأستاذ مروان دماج، وزير الثقافة، وتقديم الاعتذار رسميا لأعضاء الوفد الفني من قبل الوزارة ومكتبها بعدن، لأن الإهانة التي وجهت للوفد الفني كانت كبيرة، بل ووجهت لكل المبدعين، ومادامت كذلك فقد وجهت لعدن أيضا، ثم العمل على تعويض الوفد الفني ورد اعتباره بمشاركة خارجية أخرى حبذا لو كانت في القاهرة، في احتفالات عيد الاستقلال القادم 30 نوفمبر، ليتمكن من تقديم فنونا الرائعة في المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، في أكثر من ليلة واحدة، ستكون بالتأكيد من أجمل ليالي النيل في قاهرة المعز لدين الله.
ولابد في الأخير من هذا السؤال، هل من حق المركز الثقافي اليمني بالقاهرة إصدار توجيهات لمدير عام مكتب الثقافة بعدن؟
علما، كما علمت، أن المركز الثقافي اليمني بالقاهرة أعلن أنه لن يستقبل أعضاء الوفد الفني عند وصوله للقاهرة، لو وصل فعلا، لأن وصوله كان سيتم بعد فترة الاحتفالات بذكرى ثورة 14 أكتوبر، كما هو معد في برنامجه. فما هو مصير الوفد الفني لو سافر ووصل القاهرة؟ علما أنه لم تصرف لأعضاء الوفد، وهم مبدعون، مصاريف جيب.
وقد تكون الوفد الفني من الفنانين: أمل كعدل، عيدروس الجعدني، عبدالقادر بركات، وأعضاء فرقة الفنون الشعبية: جلال سلطان، قيصر عوض ناصر، رجاء سالم صالح، وحيدة حسن أحمد، سلطان راحج شريان، وحياة غالب صالح.
في ظل أوضاع كهذه، تأتي أهمية فعاليات المنتديات الأدبية والفنية، التي تنظمها كي تسهم في تحريك الركود الثقافي، وتذكيرنا دائما بعظمة مبدعينا، وهذا ما لا تفعله وزارة الثقافة، من خلال تقديم الدعم المادي والأدبي للمنتديات
الفاعلة، وحضور مسؤوليها للفعاليات التي كان آخرها الفعالية الجميلة والراقية تحضرا وفنيا ووفاء، التي نظمها منتدى( بن جازم) الثقافي في مقره بمدينة الشيخ عثمان بعدن، عصر الأربعاء الماضي، للاحتفاء بالفنان اللحجي الراحل عبدالله محمد حنش، المتوفى عام 1980، وقد حضرها عدد غير قليل من المثقفين والفنانين والاعلإميين والمهتمين، في جو إبداعي هادئ ومشرق، واستضاف المنتدى الأخ الفنان أحمد فضل ناصر، مدير عام ثقافة محافظة لحج، الذي حضر باعتباره فناناً أولا، وتلميذا وفياً لأستاذه الراحل الفنان عبدالله حنش، تعلم أصول الموسيقى والغناء على يديه، فجاء ليرد الجميل، باعتباره فنانا ومبدعا، فجاء للمنتدى، ليعلن عن وفائه لأستاذه، هذا الوفاء الذي لا تعرفه الجهات المسؤولة نحو مبدعينا، ولذلك خرج الوفد الفني من مطار عدن، في اليوم التالي، مجروح الكرامة.

وقد قدم الفنان أحمد فضل ناصر نماذج من أغنيات الفنان الراحل عبدالله حنش، ليقدم للحضور صورة موجزة عن فنه الجميل، وسوف أكتفي بفقرات من كلمة الفنان أحمد فضل ناصر، التي ألقاها في الفعالية لنتعرف على حجم الوفاء لدى المبدعين، قال الفنان أحمد فضل ناصر:(ما قدمته وماسأقدمه اعتبره أقل واجب نحو هذا المربي الفاضل وردا للعرفان والدور الذي قدمه معي ومع غيري من المبدعين في لحج وخارجها، كما أسعدتني مثل هذه الفرص لأقدم مالدي للحضور والمواقع، عن روادنا ونجومنا في لحج ممن لم يحضوا بفرص التقديم والتعريف إلى الجمهور الكريم على مدى سنوات، وأراها فرصة ضمن خطة وبرنامج مكتب ثقافة لحج في إطار النشاط الثقافي الفني المتنوع، وللتوثيق والأرشفة وتعويض ما فاتنا من ذلك، والقادم أجمل بإذن الله، أسعدني تفاعل وملاحظات وإضافات الحضور الكريم، كما أسعدني تفاعل زميلي الأستاذ عارف التوي، مدير مكتب الثقافة بعدن).
وأنا أيضا، أسعدني حضور الفنان الأستاذ عارف التوي، فهو بادرة طيبة أتمنى أن تتكرر، وأن نرى المسؤولين عن ثقافتنا حاضرين كل الفعاليات الأدبية والفنية في كل المنتديات.