مقتل أطفال قرب مدرستهم في قصف لقوات النظام على الغوطة الشرقية

> جسرين «الأيام» ا.ف.ب

> قتل ستة أطفال على الأقل أمس الثلاثاء عند مدخل مدرستهم جراء قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية المحاصرة، أحد آخر معاقل الفصائل المقاتلة المعارضة قرب دمشق والتي تعاني من وضع انساني متدهور.
وطال القصف أمس الثلاثاء مناطق عدة في الغوطة الشرقية، موقعاً المزيد من القتلى والجرحى في منطقة تشهد تكثيفاً للقصف من قوات النظام منذ أسبوع على رغم كونها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها برعاية إيران وروسيا وتركيا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام أمام مدخل مدرسة في مدينة جسرين، أثناء انصراف الطلاب منها”.
وأوقعت القذيفة سبعة قتلى، بينهم ستة أطفال من التلاميذ، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري الذي كان أفاد سابقاً عن مقتل أربعة أطفال.
وبحسب المرصد، فإن ارتفاع الحصيلة مرتبط بوفاة طفلين جريحين متأثرين بإصاباتهما.
وشاهد مصور لفرانس برس أمام مدخل المدرسة بقعاً من الدماء على الأرض، وأطفالاً عادوا لتفقد ما حصل. وقال أحدهم “كنت قد خرجت من المدرسة وبصدد الانعطاف إلى الزقاق حين سقطت (القذيفة). هناك من مات ومن أصيب ومن أخذوه إلى المركز الطبي”.
ورجح طبيب في مستشفى نقل إليه المصابون في جسرين ارتفاع حصيلة القتلى لوجود 25 إصابة “غالبيتها متوسطة وخطيرة”.
في المستشفى حيث انتشرت بقع من الدماء على الأرض، شاهد مصور فرانس برس حقائب مدرسية زرقاء مع شعار “يونيسف”، منظمة الأمم المتحدة للطفولة. وكانت ألبسة وحذاء طفل صغير ملقاة على الأرض ومغطاة بالدماء، بينما كان مصابون يتلقون العلاج، بينهم طفل بترت رجلاه جراء القصف.
وقال إن رجلاً دخل الى المستشفى بعدما علم بمقتل طفله وبدأ بالصراخ والسباب، ولم يقو الموجودون على تهدئته بسهولة.
وشاهد مصور ثان لفرانس برس رجلاً جاثياً على ركبتيه أمام جثة طفل ملفوفة بكفن أبيض. كما وضعت جثتا طفلين آخرين على حمالة وقد لفتا بشراشف بيضاء لا تُظهر إلا وجهيهما المليئين بالجروح والدماء.
وتوزع الأطفال المصابون ومعظمهم في سن صغيرة على أسرة المستشفى، أحدهم أصيب في رجليه وثان في رأسه وثالث ملأت الشظايا وجهه. وجلس آخرون بهدوء كما لو أنهم في حالة صدمة فيما لم يتوقف طفل عن الصراخ من شدة ألمه.
*"لينتقم الله من الظالم"
وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في مايو في إطار محادثات أستانا، برعاية كل من روسيا وايران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وساهم هذا الاتفاق الذي بدأ سريانه عملياً في الغوطة الشرقية في يوليو، في تراجع المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى. إلا أن قوات النظام كثفت وتيرة قصفها المدفعي منذ الأسبوع الماضي، متسببة بسقوط قتلى.
بالإضافة الى جسرين، استهدفت قوات النظام أمس الثلاثاء بلدة مسرابا بالقذائف، ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص بينهم طفلان، بحسب المرصد، بعد حصيلة أولية بمقتل ثلاثة أشخاص.
وتظهر مقاطع فيديو لفرانس برس من مسرابا، مسعفين وشباناً يعملون على نقل جثتين موضوعتين داخل أكياس بيضاء بلاستيكية، هما جثتا والد وابنه، من داخل قاعة توجد فيها طاولات حديدية على شكل أسرّة.
وكتب على كيس إحدى الجثتين اسم القتيل وتاريخ مقتله. وفي الخلفية، كان قريب لهما يقول بانفعال “لينتقم الله من كل ظالم”.
في مدينة حرستا المجاورة، وثق المرصد أيضاً إصابة عشرة أشخاص بجروح أمس الثلاثاء بينهم خمسة أطفال، في قذائف لقوات النظام سقطت في محيط مدرسة.
وتأتي حصيلة أمس الثلاثاء بعد يومين من مقتل 11 مدنياً بينهم صحافي معارض، في قصف استهدف مدينتي حمورية وسقبا في الغوطة الشرقية.
وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. ويعاني أكثر من 1100 طفل وفق منظمة يونيسف من سوء تغذية حاد.
وتوفي طفلان رضيعان قبل أكثر من أسبوع جراء أمراض فاقمها سوء التغذية بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يوماً) التي التقط مصور متعاون مع فرانس برس صوراً ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الإعلام حول العالم عشية وفاتها.
ودخلت أمس الأول الإثنين قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية الى مناطق في الغوطة الشرقية هي الأولى منذ سبتمبر.
وتزامن القصف أمس الثلاثاء مع انعقاد اليوم الثاني من جولة المحادثات السابعة التي تستضيفها أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. وتركز هذه الجولة بشكل خاص على مسائل عسكرية وتقنية بالاضافة الى الوضع الانساني. ومن المتوقع أن يصدر عنها بيان في وقت لاحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى