14 ساعة قضاها انتحاريون ورهائن داخل البحث الجنائى

> عدن «الأيام» خاص

> هاجم مسلحون يرجح انتماؤهم لتنظيم الدولة (داعش) صباح أمس مبنى البحث الجنائي التابع لإدارة أمن العاصمة عدن في مدينة خور مكسر، وتمكنوا من السيطرة على معقتل لسجناء داخل المقر وأجزاء من المبنى.
ووفقا لبيان أصدرته إدارة أمن عدن فإن المهاجمين اعدموا ضباطا وموظفين داخل المبنى واحتجزوا رهائن استخدموهم دروعا بشرية لصد اي هجوم من الخارج؛ وهو ما أخّر عملية استعادة المبنى إلى مابعد التاسعة مساء.
ووفقا للبيان الرسمي فإن العملية اسفرت عن استشهاد 18 شخصا من الضباط والجنود والموظفين والسجناء.

ووصلت سيارة هيلوكس يقودها شخص بلباس عسكري الى بوابة إدارة البحث الجنائي وأبلغ حراس البوابة بأن لديه خطابا للإدارة بنقل سجناء وفجأة إنفجرت السيارة وسط الجنود ومقرات إدارة البحث المجاورة لمبنى إدارة أمن عدن.
لم تمر دقائق حتى أنطلق مسلحون بأسلحة رشاشة وقاذفات ار بي جي مهاجمين مبنى البحث ومن عدة محاور واشتبكوا مع بضعة جنود نجو من الانفجار الذي وقع عند الساعة 7:40 صباح أمس الأحد.
دوت الانفجارات وتبادل الاشتباكات في ارجاء مناطق العاصمة عدن وقطعت الطريق الى حي خورمكسر حيث وقع الانفجار والاشتباك الدامي.

قال لـ«الأيام» مصدر أمني أن المهاجمين الذين ارتدى معظمهم بزات عسكرية استخدموا ثلاث سيارات إحداهن مفخخة إضافة إلى عدد من الدرجات النارية.
وأضاف:"أن الهجوم بدأ باقتحام السيارة المفخخة البوابة الرئيسة وانفجارها بعدد من الحراسة الذين قضوا في الحال".
وأشار إلى أن السيارتين الآخيرتين والدراجات النارية تقدمت بعد الانفجار للدخول إلى المبنى واشتبكوا مع ما تبقى من الحراسة لكن المهاجمين دخلوا واقتحموا سجن البحث الجنائي واحتجز المسلحون عشرات الرهائن من السجناء والموظفين.

وسارعت تعزيزات أمنية وعسكرية تصل الى المكان ووضعت المنطقة ساحة حرب جديدة ضد المسلحين الذي اعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تبعيتهم وتبنيه للهجوم المميت.
وذكر عاملون في طاقم اسعاف مستشفى الجمهورية الحكومي لـ«الأيام» إن خمسة جنود وصلت جثتهم الى المستشفى سقطوا في الانفجار وتعثر إنتشال جثت ضحايا اخرين سقطوا في المكان.
وصرح مسؤولون أمنيون بشكل غير رسمي إن عدد المهاجمين المقتحمين بوابة البحث عقب تفجير السيارة المفخخة 20 مسلحا على الأقل.

لكن شهود عيان قالوا إن المسلحين عددهم أكثر ربما يصلوا الى 40 مهاجما مزودين بمخلتف أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وأن بينهم عدد من الانتحارين الذين يرتدون أحزمة ناسفة.
*سيطرة المهاجمين لمقر البحث
واستمر المهاجمون يفرضون سيطرتهم على مبنى إدارة وسجن البحث الجنائي من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا حيث حاولت السلطات دفع قوات متخصصة في الخامسة عصرا اقتحام المبنى إلا أنها فشلت بسبب تحصن المسلحين ووضع المعتقلين رهائن دروع بشرية وهددوا بتصفيتهم إذا قامت قوات الامن باي تصعيد من الخارج.

وفي وقت وصلت إلى منطقة العمليات وأماكن متفرقة من حي خور مكسر العريق قوات عسكرية يتقدمهم قائد القوات الخاصة العميد ناصر سريع العنبوري عند مغرب أمس اقتحمت قوات أمنية بالمدرعات مبنى البحث لكن اصطدمت بمسلح انتحاري فجر نفسه فيها واسفر عن مقتل ثلاثة جنود وضابط بينهم مرافق نائب مدير أمن عدن العقيد علي الذيب الكازمي وإصيب ستة اخرين.
ولاحقا صلت الى مسرح العمليات قوة من اللواء الأول دعم وإسناد يقودها العميد منير محمود اليافعي قادمة من محافظة أبين لغرض المشاركة في تحرير إدارة الامن والتعامل مع المقتحمين.
وبحلول المساء اسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من الرهائن لم يعرف عددهم كما تحفظت المصادر عن ذكرهم.

وقال شهود عيان أن مدير مكتب مدير البحث الجنائي بين القتلى.
وقطعت قوات الامن الطرق وكل المنافذ المؤدية إلى مبنى إدارة الامن بخور مكسر، حيث قطعت مدخل الخط البحري من جولة كالتكس وجولة فندق عدن وبدر ومنعت الدخول إلى ساحة العروض والعبور من جولة البط باتجاه مبنى الامن حتى وقت متأخر ليل أمس الأحد.
وظهر مدير الأمن اللواء شلال علي شائع في المكان نافيا الانباء التي تحدث عن مقتله في الانفجار.
وشهدت عدن استنفارا عسكريا غير مسبوق خشية مع استمرار الاشتباكات في مبنى البحث والتي استمرت 14 ساعة.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات ارهابية دامية استهدفت منشأت ومقار الأمن في العاصمة عدن منذ العام الماضي.

وقال مراقبون امنيون أن الهجوم على مبنى البحث الجنائي بعدن يشبه الى حد كبير عملية اقتحام مجمع وزارة الدفاع اليمنية ومستشفى العرضي التي نفذتها جماعة إرهابية في صنعاء قبل أعوام كانت وهجمات مماثلة وقعت في عدن.
وأرجع المراقبون تأخير حسم الموقف إلى أسباب عدة أهمها تحصن المسلحين واحتجازهم رهائن الى جانب افتقار القوات الامنية المتخصصة لخبرات كافية مع مثل هذه المهمات، مشيرين إلى أن غالبية الأفراد والقيادات الميدانية بالألوية التي تحكم عدن غير مدربة التدريب اللازم ولم تحض بتأهيل كاف في هذ الجانب.
وعند التاسعة مساء قالت مصادر أمنية رسمية إن قوات الأمن استعادة مبنى البحث الجنائي وقضت على المهاجمين.

وشوهد طيران الاباتشي التابع للتحالف العربي يحلق في سماء مكان الحادث.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) أن وكيل وزارة الداخلية اللواء يحي جابر أبلغ الرئيس عبدربه منصور هادي بانتهاء العملية وتحرير المبنى.
وقال اللواء جابر أن الأجهزة الامنية المعنية باشرت بإعداد تقريرا شاملا حول العملية متضمنا تفاصيلها المختلفة.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الهجوم حسبما نشرت حسابات متعاطفة مع التنظيم.
وقال التنظيم في بيان إن الانتحاري أبو عثمان الحضرمي قاد سيارته المفخخة نحو مبنى إدارة البحث الجنائي في خورمكسر، الذي تتخذه إدارة الأمن مقراً لها وفجر سيارته عند البوابة الرئيسية.
وذكر إن الانفجار أدى إلى مقتل نحو 30 جندياً من قوات الأمن.
وأضاف إن الانفجار أعقبه هجوم لعدد من مسلحي التنظيم على المبنى وإن الاشتباكات التي دارت بينهم وقوات الأمن أسفرت عن السيطرة التامة على المبنى.
*بيان أمن عدن
ولاحقا أعلنت شرطة عدن في بلاغ صحفي "تمكن وحدات أمنية تابعة لها من السيطرة على مقر إدارة البحث الجنائي الذي جرى تطهيره مساء أمس من العناصر الإرهابية التي تمركزت في أروقة وغرف تابعة لإدارة البحث بعد اقتحامه صباحا من قبل مجاميع إرهابية بسيارة مفخخة فجرها انتحاري أمام بوابة البحث الخارجية أعقبها دخول سيارتين على متنهما مسلحين يرتدون ملابس عسكرية الى وسط باحة إدارة البحث.
حيث تصدى لهم رجال الأمن البواسل ما اجبر العناصر الإرهابية على الالتجاء لمبان وملحقات بداخل إدارة البحث وهناك قام الارهابيون بإعدام عدد من الموظفين وحتجاز عدد اخر بينهم عاملات تنظيف وكذا سجناء واتخذوهم دروعا بشرية الأمر الذي أدى الى تغيير خطة الهجوم وتطويق ومحاصرة الموقع المستهدف حفاظا على ارواح الرهائن.

وأمام ذلك استغل الإرهابيون الموقف وشرعوا بعمليات قنص سقط على إثرها عدد من افراد الأمن مستخدمين المحتجزين كرهائن ودروع بشرية.
وفي ساعات ما بعد الظهيرة تم اتخاذ قرار اقتحام المقر بمشاركة وإشراف مدير أمن عدن اللواء الركن/ شلال علي شائع ليبدأ هجوم مكثف من عدة جهات على المقر الذي يحتجز الإرهابيون فيه الرهائن شاركت فيه الوحدات الأمنية التابعة لإدارة أمن عدن.

وأثناء عملية الاقتحام التي حرص فيها الأمن على حياة الرهائن فجر احد الإرهابيين نفسه موقعا قتلى وجرحى من الرهائن فيما تمكن أبطال الأمن من قتل 4 من الإرهابيين وتحرير عدد من الرهائن.
وتكللت عملية محاصرة بقية العناصر الإرهابية الذي يرتدي غالبهم أحزمة ناسفة بتضييق الخناق عليهم مما ادى الى تفجير انفسهم ولا تزال عملية التمشيط جارية حتى اللحظة "الساعة 09:30 مساء أمس".
عدد من جرحى الانفجار
عدد من جرحى الانفجار

الجدير بالذكر ان السجناء تم نقلهم الى مكان آمن فيما بلغ عدد الشهداء كحصيلة اولية من رجال الأمن والموقوفين (السجناء) حتى اللحظة 18 شهيد و 28 جريح.
وفيما يلي اسماء بعض الشهداء:-
1- الشهيد علي جرجور
2- الشهيد محمد عوض
3- الشهيد اسامه اديب علي
4- الشهيد محسن عبدالله محسن
5- الشهيد محمد حسن
6- الشهيد سالم الجعيدي
7- الشهيد محمد عبدالله السروري
8- الشهيدة إخلاص الحسني مسؤولة عمليات البحث
9- الشهيد ياسر الشعيبي
10- الشهيد أيمن صالح عمر
11- الشهيد ناصر علي ناصر
12- الشهيد معتز جابر
13- الشهيد طاهر أنيس عبده طاهر
14- الشهيد علي محسن عبدالله
15- الشهيد محمود احمد سالم العبيد
16- الشهيد محمد عبدالقادر حنصان
17- الشهيد صالح عمر
18- الشهيد صلاح محمد احمد القصعي
وقال بيان شرطة عدن إن "خبراء المتفجرات تمكنوا تفكيك سيارة ثانية وضعها المهاجمون أمام البوابة الخارجية لمبنى البحث الجنائي وعلى متنها كميات من العبوات الناسفة وموصلة بأسلاك كانت جاهزة للتفجير.
الرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى ولا نامت اعين الجبناء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى