دار العجزة والمسنين بعدن .. معاناة لا تحتمل طبيبة واحدة تتولى علاج 67 مسنا.. وفاة 4 مسنين بسبب انقطاع الكهرباء

> رصد / رعد الريمي و تصوير/ نجيب المحبوبي

> تفاقمت ازمة الوقود في احدى الليالي الصيفية بمدينة عدن فتزايدت حدة انقطاعات الكهرباء عن الأحياء السكنية والمرافق والمنازل، لكن دار المسنين والعجزة الواقع في مديرية الشيخ عثمان كان الأكثر تضررا؛ فساء حال النزلاء الذين لا يقوون على مثل هذه الظروف بسبب الأمراض المزمنة مما ضاعف من معاناتهم - في ظل انعدام البدائل- فأغمي على أربعة من النزلاء، واضطر القائمون على الدار إلى نقلهم لأقرب مستشفى، غير انهم فارقوا الحياة قبل أن يصلوا، فكانت مأساة عصفت بالدار في تلك الليلة.
*المسنون من ذوي الأمراض المزمنة
يقول مدير دار العجزة والمسنين علي عيدروس علي عبد الله «عدد النزلاء (67) منهم 47 رجلا و20 امرأة، واغلبهم مصابون بأمراض مزمنة كالضغط والسكر، وبينهم معاقون ومسنون تعرضوا لجلطات سابقة، فيما بعضهم مختلون عقليا، تم علاجهم ثم نقلهم من المصحة إلى الدار، خوفاً عليهم من ضرر المختلين بعد ان تم علاجهم.

وأضاف في تصريح لـ«الأيام»: «لا تقف مشكلة الدار عند هذا الحد إذ تتفاقم مشكلة الدار في ظل غياب (مولد كهربائي) ما أجبرنا على استئجار مولد بواقع (30 دولارا) باليوم الواحد، غير انه لا يفي بالغرض، وقوته ضعيفة، وبالكاد يشغل المراوح والإنارة، في ظل احتياجنا إلى التكييف والثلاجات وغيرها من الأجهزة التي تعد من الضروريات.
*الدار يفتقر لمركبة نقل وإسعاف
وفي معرض حديثة عن الاحتياجات التي يتطلبها الدار قال المدير: «الدار أيضاً بحاجة إلى باص لنقل المسنين والعاملين، لأن الباص الذي نمتلكه متهالك، ونصرف عليه بغرض إصلاحه أكثر من الخدمة التي يقدمها، بالإضافة إلى حاجتنا إلى سيارة إسعاف كون نزلائنا مسنين، ووقوع الظرف الطارئ لهم وارد في أي لحظة، لذا توفير سيارة إسعاف مهم جدا».

وأضاف «تواصلنا مع المحافظ السابق عيدروس الزبيدي ومع المحافظ الحالي واللذين تفاعلا مشكورين في تقديم عدد من الخدمات، كان آخرها تبديل الشبكة الخاصة للكهرباء بأكثر من نصف مليون وتزويد الدار بالأجهزة والمكيفات وتم اعتماد وقود غير، ان الشركة امتعنت تزويدنا كونها لا تملك وقودا، الأمر الذي يدفعنا إلى شراء الوقود من الأسواق السوداء بخمسين الف ريال للبرميل وهو امر مكلف ومرهق لميزانية الدار المحدودة، وقد نصل للتوقف عن شراء الوقود ما يعني فصل الكهرباء نتيجة الظروف الصعبة التي نعانيها وهو ما يشكل خطورة صحية ويهدد حياة العجزة».
*تغييرات إيجابية بالدار
ولفت عيدروس إلى بعض الخدمات الترفيهية التي تقدمها الدار للنزلاء ومنها زيادة مواعيد الزيارات بالسماح للزوار بالزيارة كل يوم بدلا من أيام محددة، والسماح للعجزة والمسنين بصلاة الجمعة والعيد بالمساجد، بالإضافة إلى جملة من الأنشطة نظمت في الفترة الماضية والتي كان آخرها رحلة ترفيهية تكفل بها رئيس الجمهورية، وكذا وجود تلفاز بعدد من غرف النزلاء ومذياع لأغلب المسنين وكذا ألعاب (الدمنة والكيرم)».

وتطرق مدير الدار إلى دور الحراسة قائلا «إن الحراسة ليست من الأعباء التي تتحملها إدارة الدار، وهذا ما خفف الضغط على ميزانية الدار، حيث يتولى الحراسة أفراد من حماية المنشآت التابعة للحزام الأمني ولا نشكو من أي مضايقات بل على العكس ثمة تعاون وانسجام بين توجيهات إدارة الدار والأفراد».

*سلوكيات مرفوضه للمسنين
وأشار في سياق حديثه إلى جملة من السلوكيات التي تسبب إشكالات: «منها إن بعض الزوار والأهالي يجلبون للنزلاء طعاما وعصائر في أوقات يكون فيها المسنون قد اخذوا وجباتهم، ويصر الزوار على إطعام النزلاء، وهذا لا نمانع فيه، ولكن ليس على حساب صحة المسنين، إذ إن إطعام المسنين في وقت يكونون قد تناولوا طعامهم يعرض الكثير منهم لأضرار صحية».
*مديونيات نامل بإسقاطها
وناشد الجهات الرسمية اعانة الدار من خلال سداد مديونيات لعدد من المستشفيات الخاصة وكذا الصيدليات، وان هذه المديونيات تراكمت بسبب إجراء عمليات للمسنين سواء للعيون او غيرها بالإضافة إلى مديونية على الدار لمحلات جملة سحبنا متطلبات منها، مناشدا الجهات الحكومة توسعة الدار.

واختتم تصريحه بالحديث عن الحاجة الماسة التي يتطلبها الدار في الجانب الطبي وذلك من خلال توفير أكثر من طبيب لعلاج العجزة خاصة في الحالات الحرجة، مشيرا إلى ان وجود طبيبة واحدة في الدار تقوم بعلاج 67 مسنا ومسنة غير كاف.
وتحدث لـ«الأيام» عدد من النزلاء الذكور والإناث الذين عبروا عن رضاهم عن الخدمة والتي تمثل لهم وضعا وظرفا أفضل من سابقه، مشيدين بعمال الدار الذين يبذلون جهودا كبيرة في سبيل راحتهم، على الرغم من الظروف الصعبة التي تفرضها عليهم عدد من الإشكاليات.

وفي ختام نزولنا التقينا قائد حراسة المنشآت الحكومية بعدن ولحج احمد عفيف الذي كان يزور الدار فقال: «تم النزول إلى منشأة دار العجزة والمسنين وتفقدنا الأحوال الأمنية داخل المبنى، وزيارتنا تعتبر شخصية للأفراد وكذا الآباء والامهات النزلاء، حيث لمسنا النظافة والاهتمام بالعجزة والمسنين، وتم معالجة بعض الأمور والاشكاليات والوضع ولله الحمد مستقر والحراسة تقوم بمهامها على اكمل وجه، وهم على أهبة الاستعداد لأي مهام توكل إليهم».
رصد/ رعد الريمي و تصوير/ نجيب المحبوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى