بحوله تعالى ستنعمون بالحجّاج عيدروس الزُبيدي وعدنان الكاف وتمام باشراحيل

> نجد التاريخ أحيانا يعيد نفسه، وتقول العرب "ما أشبه الليلة بالبارحة".. ونتناول موضوعنا خطوة خطوة بدايتها إنجلترا وأوسطها هولندا وخاتمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وقبل ذلك عرفت بـ طالعالم الجديد" "The New world"، ففي إنجلترا برزت حماسة دينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، إلا أن قوة اجتماعية ظهرت بالمقابل وكانت تدعى بـ"البيوريتان" "Puritan"، أي (الأنقياء)، دعت إلى إصلاح المذهب الديني الرسمي في إنجلترا إصلاحا داخليا، وكان منهاج هؤلاء الأساسي يرمي إلى استكمال المذهب البروتستانتي في الكنيسة الوطنية، وتبسيط طقوس الصلاة والعبادة، وقد هددت أفكارهم الإصلاحية بانقسام الناس على أنفسهم وتقويض دعائم السلطة الملكية بالقضاء على وحدة كنيسة الدولة.
وفي عهد جيمس الأول (1566/ 1625م) رحلت جماعة صغيرة من الانفصاليين (هكذا يشار إليهم) ومعظمهم من الريفيين البسطاء الذين أيقنوا بأنه لا يمكن إصلاح الكنيسة الرسمية وفق رغبتهم، إلى مدينة “ليدن” بهولندا، حيث سمحت لهم السلطات هناك بإقامة شعائرهم بالشكل الذي يرغبون.
"الحجاج" يشدّون الرحال إلى العالم الجديد:
عُرف هؤلاء بالدعاة إلى إصلاح الكنيسة، وكانوا يسمون "البيوريتان"، إلا أن المجتمع أطلق عليهم اسم "الحجاج" "Pilgrims"، وكان سكان ليدن يخاطبونهم: "يا حجاج"، ويخاطبون الواحد منهم: "يا حاج"، وقد عزم بعضهم على الرحيل إلى العالم الجديد واستقلوا الباخرة "ماي فلاور" "May Flower"، ونزلوا إلى البر وأسسوا مستعمرة بلايموث في شمال شرقي الولايات المتحدة الأمريكية (العالم الجديد آنذاك) التي استقروا فيها بعد رحلة فارقوا فيها جنوب شرقي إنجلترا موطنهم السابق.
إلى الحاج الزُبيدي والحاج الكاف والحاج باشراحيل:
يشار إلى الإصلاحيين من البيوريتان (الأنقياء) الإنجليز بأنهم "انفصاليون" وحملوا اسم أو لقب "الحجاج"، واكتسبوا تلك الصفة في “ليدن” الهولندية وشمال شرقي العالم الجديد (لاحقا الولايات المتحدة) المعروفة بـ"نيو إنجلند" "New England".. ألا ترون أن المجلس الانتقالي الجنوبي يناضل من أجل رد الاعتبار لجنوبهم السليب، ولذلك فلا مناص من إلحاق صفة "الانفصاليين" بهم، ولا شك أن المجلس الانتقالي يقف ضد الصلفين، وهي صفة أفضل وأدق من “متشددين”.. وكون أعضاء المجلس يدعون إلى تهذيب النفوس وإصلاح ذات البين والعودة إلى الصراط المستقيم، وألا يتمادى الصلفون في العزة بالإثم، لذلك فإنهم سيأخذون صفة “الحجاج” وسيأخذ الصلفون صفة “العرابدة”، وشتّان بين من يحمل نور الحج وبين من يحمل ظلام العربدة..!!
سيظهر عليكم - بحوله تعالى - الحاج عيدروس الزُبيدي، والحاج عدنان الكاف، والحاج تمام باشراحيل، وكل الحجاج الذين معهم في قيادة المجلس الانتقالي، وعليكم حينئذٍ أن ترددوا: لبيك اللهم لبيك!!
بحوله تعالى، إذا تحقق لنا ذلك، فعلى أعضاء المجلس الانتقالي أن يؤدوا فريضة الحج، حتى يخاطبهم العامة بعد عودتهم بـ "الحجاج".. آمين!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى