رجل (المناكفات)

> محمد عبدالله المُوس

>
محمد عبدالله المُوس
محمد عبدالله المُوس
حين عاد دولة رئيس الوزراء إلى عدن، خلال الأسبوع الماضي، غرد العبد لله في “تويتر” بأن الرجل لن يحمل جديدا في جعبته سوى مشروع أزمة جديدة يشغل بها الناس في الجنوب، بدلا من الالتفات إلى معاناتهم الناتجة عن فشل حكومة (الشتات) التي يرأسها.
لم تمضِ إلا أسابيع قليلة منذ آخر أزمة صنعها الرجل، عندما كان ينوي الاحتفال بـ30 نوفمبر بعرض عسكري، كانت تعترض على إقامته القوى الجنوبية.. ولا نعلم سببا لهوس الاحتفالات الذي يسكن الرجل، منذ حفلة زار كورال عدن، في حين أن هناك أرواحا تُزهق وأناسا يعانون، وأزمات في كل شيء!! هل ليملأ بها وقت فراغه؟ أو يقتل بها ملل فراغ حكومته المكومة في معاشيق لا شغل ولا مشغلة إلا بـ "تويتر" و "فيس بوك"؟!.
هناك سمتان تميزان دولته عن رؤساء الوزراء السابقين، هما: (المناكفات) والوعود الكاذبة.. فنحن مازلنا نذكر وعد "الصيف البارد" ووعود انتظام صرف الرواتب، ووعد تحرير الاتصالات من أيدي حكام صنعاء، وآخرها حين صرح بأن الحكومة سيطرت على سعر صرف الريال، في حين إنه يهرول سريعا نحو الـ500 ريال للدولار الواحد، وأصبح معها راتب المواطن لا يلبي أدنى الأدنى من ضروريات الحياة.
يعاني الناس من انعدام الوقود إلا في السوق السوداء، كما يعاني رجال الجيش والأمن من عدم استلام مرتباتهم منذ أشهر، ويأتي دولته ليصرح بأن "تعدد التبعية المالية تمنع الاستقرار".. (يا سيدي!.. حل مشكلة مستحقات الناس التي تبعك أولا).
ثم إنّ هذا شغل دول فيه قدر من السرية، فعندما تعلن أن هناك خلافات في صفوفك - وأنت في حالة حرب - فإنك تظهر للعدو نقاط ضعفك يا باشا!!.. لكن الوزر يقع على معاونيك الذين يجب أن يشيروا لك بما يصح، لا بما تريد.
يا دولة رئيس الوزراء.. نحن نحترم شخصكم، وليس بيننا وبينكم شيء شخصي، فأنت بحكم منصبك مسؤول أمام الناس عن معاناتهم، ولا نظنك تفكر في القفز على الإرادة الجنوبية التي عجز المرحوم “صالح” عن القفز عليها، وهو في عزّ قوته.
ويا أخي وصديقي المهندس أحمد بن أحمد الميسري، وزير الداخلية، الذي نكنّ له كامل الاحترام، مهما تباينت وجهات النظر.. لديك في وزارتك قادة على قدر عالٍ من الكفاءة، من مختلف الطيف الجنوبي، بمن فيهم "الطغمة والزمرة".. اجلس معهم واطلب منهم، بصريح العبارة، تقديم تصور عن تجاوز أي ازدواجية، وناقش هذا التصور مع كل الجهات ذات العلاقة بدون استثناء، وستجدون حلاً لأي خلل، فذهنية الإقصاء جعلت الجنوب يدفع ثمناً غالياً من دماء أبنائه ومعاناة مواطنيه.. الجأوا إلى الحنكة والحكمة بدلا من التراشق الإعلامي الذي “لا ظهرا أبقى، ولا أرضا قطع".
أنتم تتحملون الوزر في أدق المراحل.. وفي أيديكم أن ترسموا الممر الآمن أو تزرعوا الأشواك.. فلا ترموا المسؤولية على أي طرف آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى