زيدان.. يتألم ولا يتعلم ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* نعم.. حال (ريال مدريد) في سوق (الدوري الإسباني)، كحال (كتكوت) ضعيف الجناح والدنيا غدرت به.. وحال الفريق الملكي مع الهزائم (المتلتلة) ، كحال (الريال) اليمني ، الذي أصبح حديث بورصة ( اللطم و الملطام).
* الهزائم يا سادة أشكال وألوان ، هناك الهزيمة المقبولة ، والهزيمة المنطقية ، والهزيمة غير المستحقة ، لكن (زيدان) أضاف لوناً جديداً للهزيمة ، فقد أثبت للعالم بالطول والعمق والإرتفاع أن هناك الهزيمة المؤلمة ، التي ترتقي إلى درجة الفضيحة بجلاجل.
* أمام (ليجانيس) ، الفريق العاصمي المتواضع تاريخاً وقدرات ، طرح (الريال) عملة أخرى للهزيمة ، عملة (فضيحة) تحمل على وجهيها رسوماً للاعبين حيارى ، سُكارى ، وما هم بسكارى ، ومدرب يتألم ولا يتعلم.
* كانت مؤشرات خروج قطار (الريال) من سكة الإنتصارات واضحة لأعمى (المعرة) ، وكانت الاضطرابات داخل غرف اللاعبين ، تكبر وتتضخم ، لكن (زيدان) تعامل مع هذه المؤشرات على أنها (تفاهات) ، سرعان ما تزول.
* كانت هذه (التفاهات) في مفهوم (زيدان) لحظية ، لن تنال من الروح المعنوية للفريق ، لقد أدار لها ظهره رغم خطورتها ، وظل يتعامل مع (المشاكل) الداخلية للفريق ، بجملة باردة (لست قلقاً).
* كبرت (تفاهات) الفريق .. يخسر من (ريال بيتس) فيقول : لست قلقاً ، ثم يتعادل مرتين في الكأس مع فريقين من وزن (الذبابة) في ملعبه ، ويكرر : لست قلقاً ، ينهار الفريق أمام توتنهام في دوري الأبطال بشكل مؤسف ، برضه يلوك نفس الأسطوانة : لست قلقاً ، يأتي (برشلونة) إلى (برنابيو) ويمسح بالريال الأرض ، وزيدان صامد ، ولا صمود (يحيى محمد عبدالله صالح) في لبنان ، يكرر جملته الباردة : لست قلقاً ، الأمور تزداد سوءا ، والمشاكل النفسية تتضخم ، و(العاهات) تمثل بالريال ، وزيدان عند وعده : لست قلقاً ، ثم تأتي كارثة إغراق (الريال) بواسطة الغواصات الصفراء ، فيهتز عرش (زيدان) قليلاً ، لكنه يتماسك أمام الصحافة ، يبتلع ريقه ، ثم يُخرج لسانه قائلاً : لست قلقاً.
* كانت أسطوانة (لست قلقاً) الزيدانية ، قد خدرت اللاعبين ، و ضاعفت من لا مبالاتهم ، ورفعت من أسهم الأزمة النفسية ، والأهم أنها رفعت غطاء المسؤولية عن اللاعبين ، فكان لابد من تزويد (التفاهات) تفاهة جديدة ، ولقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير (زيدان) التفاهة المؤلمة والمدوية أمام (ليجانيس) ، في ربع نهائي كأس إسبانيا ، لم يكن أحد في العالم ، يتوقع السقوط التراجيدي للريال على أرضه ، ومن ثم مغادرة مسرح آخر بطولة ممكنة للريال نظرياً ، وللأمانة فإن الأخ العزيز (محمد عيدروس) وكيل مصلحة الأحوال المدنية ، توقع سيناريو السقوط ، بل وحدد النتيجة ، كما آلت إليها المباراة ، حتى أنني أشك أن يكون مالكاً لكرة بلورية يقرأ فيها تقاطعات البخت والنصيب.
* إمتقع وجه (زيدان) ، وهربت منه الدماء ، لقد استحال حقيقة إلى (مومياء) فرعونية عتيقة ، وهنا أدرك (زيدان) خطيئته الكبرى ، وعندما حاول إصلاح ما أسماها (تفاهات) ، كانت قد تحولت إلى (جبل) ضخم جداً ، يصعب تفتيته بين يوم وليلة.
* مشكلة (زيدان) أنه لم يكن قارئاً جيداً لتاريخ (ريال مدريد) ، لو فعل ذلك لفهم أن من أسرار بقاء (الريال) ثابتاً ، قلة اللاعبين (الإسبان) ، و(زيدان) لجأ إلى (إسبنة) الريال الملكي ، فكان أن شكل (إيسكو) لوبياً إسبانياً يستقي قوته من الصحافة الموالية للفريق الملكي ، تجربة (برشلونة) مختلفة تماماً عن تجربة (زيدان) ، لأن معظم لاعبي (برشلونة) الإسبان ، هم خريجو مدرسة (لامارسا) ، بعكس الريال الذي جذب لاعبين (إسبان) من مدارس مختلفة ، لقد زاد الملح الإسباني على الطعام الملكي ، فارتفع الضغط المدريدي إلى أعلى معدل.
* على (زيدان) أن يعترف بأنه مدرب فقير جداً في النواحي التكتيكية ، التي تحد من النواقص الفنية والأخطاء الفردية ، ومصدر قوته الحقيقية في الموسم الفارط ، أنه كان يعتمد كلياً على قدرات لاعبيه الكبار في الملعب ، وإمكانياتهم الفنية والمهارية ، التي تصنع الفارق ، وعندما قل منسوب هذا العامل عند (راموس ومودريتش و كروس و كازاميرو وجاريث بيل وبنزيما ورونالدو ) ضاعت شخصية الفريق ، ولم يستطع زيدان الرهان إلا على (الصبر) ، فربما تعود بطارية تلك القدرات للعمل مجدداً ، دون جدوى حتى الآن ، رغم أن كل الدلائل تشير إلى ضرورة (فرمتة) الريال ، قبل خراب (مالطا).
* تعاقد (زيدان) مع لاعبين شبان مهرة ، مثل (ثيو وسيبايوس و يورنتي وفاييخو ومايورال) لكنهم فشلوا تماماً ، في تشكيل إضافة للفريق ، تدرون لماذا؟ .. لأن فوضى (زيدان) كانت قد بدأت تضرب الفريق ، ثم إن المدرب لم يطور قدرات الوافدين الفردية والجماعية ، أو يضع لهم برنامجاً تأهيلياً للتكيف مع متطلبات المرحلة ، لقد تعامل معهم (زيدان) على أنهم (فلتات) بلمسة سحرية ، يمكن تحويلهم إلى لاعبين خارقين للعادة ، دون تدخل جراحي منه.
* من يريد أن يقرأ تقاطعات المشهد الريالي ، عليه متابعة وجوه اللاعبين ، فهي وجوه تعتريها قترة وغبرة على أساس أن الجدية معدومة ، والإلتزام مفقود ، والروح المعنوية في الحضيض، والفوضى تضرب الفريق فنياً وتكتيكياً ونفسياً ، انظروا إلى الفاصل الممل للفريق في كل مباراة ، لا حلول في الوسط ، ولا إنتهازية في الهجوم ، ولا أمان في الدفاع والحراسة ، فريق مرعوب حتى من ظله.
* عندما تتغلغل (الفوضى) إلى جسد الفريق ، طبيعي أن تقل اللياقة الذهنية ، وهو ما ينعكس على توهان اللاعبين في الشوط الثاني تحديداً ، هناك مباريات كبيرة ، تُلعب على جزئيات صغيرة ، فشل فيها (زيدان) بالضربة القاضية ، مرة لأن قدرات لاعبيه خانت حدسه ، ومرة لأن الريال في غياب الحبكة التكتيكية ، أصبح كتاباً مفتوحاً يتجرأ عليه الكبير والصغير على حد سواء ، وما درس (ليجانيس) الصغير جداً إلا دليل على أن الفريق الملكي بدون هوية ، وبدون شخصية ، وبدون قدرة على التركيز.
* لاحظوا أن لاعبي الريال في ظل الفوضى العارمة لا يضغطون على الخصم ، ولا يضيقون المساحات ، يقعون في أخطاء ساذجة لا تتماشى مع عقلية الاحتراف ، وهذا يعني أنهم حيارى في استيعاب المطلوب ، لمدرب لا يعلم أصلا أدوات المطلوب.
* يبدو (ريال مدريد) مرتعاً خصباً للكثير من (العاهات) الفاشلة ، بداية من (بنزيما) المدلل ، مروراً بالصفقات الشابة ، التي لم تجد العون من (زيدان) ، ونهاية بالمردود الضبابي ، للملهم (رونالدو).
* تبدو أيام (زيدان) معدودة في (البرنابيو) ، ما لم تحدث انتفاضة مفاجئة في قدرات اللاعبين ، يستعيدون بموجبها طراوتهم الفنية والذهنية ، قبل الامتحان الصعب أمام (باريس سان جرمان) ، ومع ذلك على (زيدان) أن يجد الحلول بنفسه ، ففريق تغريه البطولات كالملكي (ريال مدريد) ليس بحاجة لمدرب يتألم ولا يتعلم ، والمكتوب على جبين (باريس) لازم يشوفه (بيريز)..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى