الجبهات تكشف زيف ادعاءات الإخوان بتفاقم الخلافات بين التحالف والحكومة

> «الأيام» عن «العرب اللندنية»

> تحاول وسائل إعلامية مقربة من جماعة الإخوان في اليمن رسم صورة مغلوطة حول وجود حالة انقسام في التحالف العربي لدعم الشرعية وتفاقم الخلافات بين قيادة التحالف والحكومة اليمنية، لكن تقطع طريق هذه المحاولات صورة أخرى أكثر واقعية ترسمها جهود إعادة الإعمار في المناطق التي تتم استعادتها ويكشف زيفها تقدم العمليات العسكرية على الجبهات الرئيسية، وإن كان هناك خلاف حقيقي فهو ذلك الحاصل بين الأطراف الداخلية في ما بينها على غرار الصراع الهامشي مع هادي والإصلاح.
وتتركز الحملات الإعلامية التي تشكك في دور التحالف العربي في اليمن على دولة الإمارات، التي تؤكد أن مثل تلك الحملات لم ولن تثنيها عن المضي قدما في تحرير المزيد من المناطق اليمنية ومواصلة جهود إعادة إعمار المناطق المحررة، في عملية نوعية متكاملة وشاملة لمساعدة الشعب اليمني على تخطي آثار الانقلاب والحرب وتبعاتهما الاقتصادية والمعيشية.
ويشير وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب إلى وجود أصابع قطرية تحرك جزءا كبيرا من موجات الإساءة التي تستهدف التحالف العربي والإمارات على وجه الخصوص. ويقول غلاب لـ«العرب» إن قطر ومن خلفها شبكات الإخوان تسعى لجر الشرعية إلى صراع مع التحالف والدخول في نزاعات متعددة مع مختلف القوى المناهضة للحوثية، وهو ما سيفضي إلى حرب أهلية.
ويضيف أنه «في حالة انسحاب دولة من دول التحالف كالإمارات فإن الأوضاع ستزداد تعقيدا وقد تتدخل قطر ودول أخرى لإرباك المشهد كله وسيتشكل تحالف جديد يقود معركة في الشمال لصالح الحوثية وإدخال الجنوب في حرب أهلية طويلة وهذا المخطط هدفه إنهاء أي نفوذ للسعودية والإمارات في اليمن وجعل اليمن بؤرة فوضى مستدامة وهو إكمال للمشروع الإيراني».
بينما كانت بعض وسائل الإعلام اليمنية تتحدث عن انسحاب كتائب عسكرية من جبهة الساحل الغربي احتجاجا على ما زعمت أنه موقف التحالف من المواجهات التي شهدتها محافظة عدن بين يومي 28 و30 يناير الماضي بين قوات من الحماية الرئاسية، الموالية لهادي، وقوات أخرى تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تمكنت لجنة سعودية - إماراتية من تطبيع الأوضاع في المدينة، بالتزامن مع مشاركة قوات إماراتية في التقدم على الساحل الغربي وصولا إلى مدينة حيس الاستراتيجية التي تم تحريرها بعد ذلك بأيام قليلة، في تأكيد جديد على رفض الإمارات الانجرار خلف صراعات هامشية.
ويؤكد صالح أبوعوذل، رئيس تحرير جريدة (اليوم الثامن)، أن قطر حاولت خلال الأشهر الماضية عرقلة عملية تحرير الساحل الغربي لليمن من خلال التحريض على التحالف العربي، وتركز أساسا على الإمارات، ومحاولة إثارة الفوضى في عدن بدعم من أطراف في حكومة بن دغر التي تسعى إلى تسوية مع الحوثيين يكون فيها رئيس الحكومة أحمد بن دغر الرئيس البديل لعبدربه منصور هادي.
لكن، وكما يشير أبوعوذل، ما تحققه دولة الإمارات على الأرض يؤكد أنها لم تعد تهتم للخطاب العدائي الذي تموله الدوحة وينفذه إخوان اليمن وبعض المسؤولين في حكومة بن دغر، فالقوات المسلحة الإماراتية التي تقوم بالإشراف وقيادة عمليات الساحل العربي تؤكد أن الهدف هو هزيمة الحوثيين والقضاء على مشروع إيران.
ولعبت دولة الإمارات دورا محوريا في تحرير عدن من قبضة الميليشيا الحوثية عبر مشاركة قواتها في حملة عسكرية واسعة أفضت إلى طرد الحوثيين من محافظة عدن ومحافظتي لحج وأبين، في يوليو 2015.
وقامت بإطلاق حملة شاملة لإعادة تأهيل الكثير من البنى التحتية في المناطق المحررة، وكذلك تدريب وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية التي تولت لاحقا مهمة تأمينها وتحجيم نفوذ الجماعات المسلحة التي استغلت الفراغ الأمني عقب التحرير ونفذت العشرات من العمليات الإرهابية التي طالت مسؤولين مدنيين وعسكريين من بينهم محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد الذي اغتيل في السادس من ديسمبر 2015 جراء تفجير سيارة ملغومة وضعت في طريق عبوره.
غلاب وعبدالله اسماعيل وأبو عوذل
غلاب وعبدالله اسماعيل وأبو عوذل

وساهمت القوات الإماراتية بشكل رئيس في تحرير حضرموت كبرى المحافظات اليمنية من تنظيم القاعدة في أبريل 2016، إضافة إلى الدور الذي قامت به في تحرير وتأمين مناطق الساحل الغربي لليمن ابتداء من باب المندب وذوباب والمخا التابعة لمحافظة تعز وصولا إلى الخوخة وحيس في محافظة الحديدة، وهو ما يضع دولة الإمارات، وفقا لمراقبين، هدفا مشتركا لكل الجماعات المسلحة في اليمن مثل الحوثي والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين.
وتشي محاولات التشويه المستعرة التي تقوم بها بعض التيارات الراديكالية في اليمن لجهود التحالف العربي عموما والإمارات بشكل خاص بعدم رغبة بعض الجهات ذات الأجندات الخاصة في استمرار الدور الاماراتي الذي ينتهج سياسة ملء الفراغات الأمنية في المناطق المحررة والتي تسعى تلك الجهات لمحاولة النفاذ منها.
كما أن تكرار سيناريو استهداف جهود الإمارات لدعم الاستقرار والتنمية في المناطق اليمنية المحررة، يعود في حقيقته إلى حالة الحنق التي تبديها الجماعات المسلحة مثل داعش والقاعدة والحوثيين والإخوان والتي لا تستطيع أن تنمو إلا في أجواء الحرب والفراغ الأمني والانهيار الاقتصادي.
تلوح في الأفق بوادر تحالف يضم مختلف الجماعات الراديكالية المسلحة في اليمن، وهو ما بدا من خلال المغازلة بين قيادات حوثية وأخرى إخوانية دعت إلى التقارب على قاعدة مواجهة ما تدعي تلك الجماعات أنه "احتلال" لليمن من قبل قوات التحالف العربي.
وتؤكد العديد من المواقف وجود علاقة غير معلنة بين مختلف الجماعات المسلحة في اليمن، ومن ذلك حالة الصمت التي سادت في صفوف الحوثيين والإخوان على السواء أثناء سيطرة تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت، وهو ما اختلف كليا عقب تحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية في أبريل 2016.
وتعالت الأصوات التي تتحدث عن قيام التحالف بإنشاء سجون سرية في المحافظة، في كشف للنوايا الحقيقية التي تقف خلف الحملات الممنهجة التي تتصاعد بشكل كبير مع كل خطوة تقوم بها الإمارات باتجاه تثبيت الأمن ورفع وتيرة التنمية الاقتصادية وهي الجهود التي تواجه عادة باستهداف مفضوح من قبل التيارات ذاتها التي ساهمت في إغراق اليمن في حالة صراع مفتوح على النفوذ انطلاقا من حساباتها البراغماتية.
وأطلق ناشطون من حزب الإصلاح وآخرون من تحالف الانقلاب حملة منظمة للتشكيك في الأعمال الإنسانية والخيرية والتنموية التي تقوم بها مؤسسات إماراتية في جزيرة سقطرى والتي دشنت وفقا لاتفاق مع الحكومة اليمنية عقب إعصاري «ميغ» و»تشابالا» اللذين ضربا الجزيرة في نوفمبر 2015 وتسببا في أضرار فادحة في البنية التحتية ومنازل السكان ومواردهم الاقتصادية.
ويعتبر المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل أن تعرض الدور المحوري للإمارات في التحالف العربي في اليمن لمحاولات التشويه والتشكيك، يهدف في الإطار العام إلى تعزيز المحاولات الدؤوبة من أطراف بعينها لتفكيك التحالف من خلال التشكيك في أدوار إحدى دوله والعمل على اختلاق اتهامات يدحضها الواقع وتؤكد كذبها الوقائع والأحداث.
ولفت إسماعيل في تصريح لـ«العرب» إلى أن تلك الحملات المشبوهة الموجهة سياسيا تكشف عن مواقف تيار سياسي لم يتوقف منذ المشاركة الحاسمة للإمارات في التحالف العربي عن بث الإشاعات في كل المراحل المختلفة، وكلما تم تبديد إشاعة يبحث هذا التيار عن إشاعة جديدة.
وأضاف إسماعيل أن الكثير من التهم التي حاول هذا التيار إلصاقها بالإمارات سقطت سقوطا ذريعا، بدءا من فرية دعم الانفصال إلى فرية الانسحاب من التحالف وإشاعات الخلافات مع السعودية، ومن ثم الخلافات مع الشرعية، وهي محاولة للإساءة لدور دولة محورية في التحالف العربي قدمت كل ما يلزم لنصرة الشعب اليمني وبذلت في إنقاذ اليمن دماء زكية من أبنائها ولم تتوقف عن إغاثته ودعمه، كما أنها في نفس الوقت، إساءة للشرعية التي ترى في دور الإمارات دورا حاسما في استكمال استعادة الدولة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى