في كلمته بمؤتمر "فالداي" للحوار في العاصمة الروسية موسكو.. الرئيس الجنوبي علي ناصر يجدد دعوته لإيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن

> «الأيام» موسكو

> أكد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد أنه ومنذ اليوم الأول للحرب أعلن رفضه لاستمرارها، وأنه طالب بإيقافها في الحال.
وجدد الرئيس ناصر في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر "فالداي" للحوار، والذي يقام في العاصمة الروسية "موسكو" دعوته إلى إيقاف الحروب في المنطقة وإيقاف تدفق السلاح وإيجاد فرص السلام الجيدة، مشيرا إلى أنه لا حل لهذه الحروب إلا بالحوار والحوار السلمي.. مشيرا إلى أن الاوضاع تدهورت في اليمن مع دخول العام الرابع للحرب، وأن الدور الأممي مهم لإيقافها.
ولأهمية الخطاب الذي ألقاه الرئيس علي ناصر محمد في مؤتمر "فالداي" للحوار بالعاصمة الروسية موسكو، نورد نص الخطاب:
"أيها السيدات والسادة..
في البداية أتوجه بالشكر إلى معهد (فالداي) ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية على دعوتهم لنا للمشاركة في هذا المؤتمر للمرة الثالثة..
كنت هنا في العام الماضي، وقدمت مداخلة تحدثت فيها عن الشراكة العالمية في تقرير مصير الشرق الأوسط، ودعوت إلى حل الملفات العالقة في المنطقة، ومنها تصفية الحروب القائمة، ومحاربة الإرهاب العابر للحدود، ووضع حد لتجارة السلاح، ووقف الدعم للجماعات المسلحة التي تقوض حياة الدول وتهدد الأمن والاستقرار والسلم في العالم، وإيجاد نظام اقتصادي عالمي عادل، وغيرها من القضايا لتعبيد الطريق أمام فرص السلام بدلاً من الصراع والحروب التي تعرضت وتتعرض لها المنطقة، كما في سوريا وليبيا والعراق اليوم وقبلها السودان والصومال والجزائر ولبنان ولا حل لهذه الحروب إلا عبر الحوار والحل السلمي وحل قضية الشعب العربي الفلسطيني حلاً عادلاً يرتضيه الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفيما يخص اليمن، أكدت على أهمية الدور الأممي والقوى العظمى للضغط في سبيل إحداث تسوية تعيد الاعتبار إلى العملية السياسية وتوقف الحرب.. ومنذ ذلك الحين - أيها السيدات والسادة - لم يتغير شيء، بل إن الأمور تفاقمت وسارت من سيئ إلى أسوأ.
وفي الشهرالقادم تدخل الحرب في اليمن عامها الرابع، وقد حذرت حينها عندما اعتقد البعض أنها ستحسم في 30 يوماً أنها قد تطول لسنوات انطلاقاً من تجربتنا في العديد من الحروب في اليمن والمنطقة ومنها حروب الجمهوريين والملكيين (1962-1967) والتي لم تتوقف إلا بعد أن اتفق الزعيمان الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز على وقفها، لأن تجار الحروب لم يكونوا يريدون نهاية لها، والذي كان يدفع الثمن حينها شعب اليمن ومصر والسعودية.
*أيها السيدات والسادة..
كل يوم يمر تزداد حالة انعدام الاستقرار والمعاناة الإنسانية للملايين التي لا حد لها دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل.. لكن هذه المعاناة المستفحلة، لا يمكن معالجتها بالمساعدات الإنسانية وحدها، وهو أمر ضروري دون شك، لكن الأزمة هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى، والحل - أيها السيدات والسادة - هو في وقف الحرب فوراً والشروع في حل سياسي وفي تعمير ما دمرته الحرب، فهذا هو ما يفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء وإيصالها إلى مستحقيها ممن تعرضوا ويتعرضون للجوع والأمراض والأوبئة، وفقدان المأوى وفرص التعليم والعمل.
عندما تتوقف الحرب، يتحرر الناس من الخوف، وينجون من القتل، ومن الجوع، ومن الأوبئة، ومن كل المآسي التي تسببها.. عندما تتوقف الحرب بإمكان الناس الذين هجّروا في الداخل والخارج، وهم بالملايين، العودة إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم ومدارسهم وأعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية والإنسانية، ولا يكونوا في حاجة إلى المساعدات التي يذهب أغلبها إلى تجار الحروب والسوق السوداء.
*أيها السيدات والسادة..
لقد أعلنت رفضي لهذه الحرب منذ أول يوم لاندلاعها، فهي لم تقدم الحل لأزمة اليمن بقدر ما دفعتها إلى مزيد من التعقيدات.. وبذلت مع غيري من المخلصين من اليمن وخارجه جهوداً حثيثة لوقفها، وتقدمت بالعديد من المبادرات السياسية بغية العمل على وقفها والبحث عن حل سياسي مقبول يرضي كافة الأطراف، ولن نيأس وسأستمر في المطالبة بوقف هذه الحرب.
ومن ذلك المبادرة التي أعلنت عنها من على منبر هذا المؤتمر في فبراير 2017، وخارطة الطريق التي تقدمت بها إلى المبعوث الأممي والأمين العام للجامعة العربية في نهاية 2017، وفي كلا المبادرتين وضعت على رأس جدول الأولويات والقضايا التي يجب أن نبدأ منها وقف الحرب كبند ومهمة أولى تسبق كل البنود والمهام.. ولست أقلل من أهمية بقية المشاكل والقضايا كالمشكلة الإنسانية المستفحلة، لكن أليست الحرب هي من تسببت بهذه الأوضاع الإنسانية بكل ما فيها من مأساوية ومعاناة للملايين؟.
أوليست الحرب هي من دمرت وتدمر البنية التحتية، وكل مقدرات الشعب اليمني من مستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ ومؤسسات عسكرية ومدنية وحتى المواقع التاريخية والأثرية؟
أوليست الحرب من شردت الملايين من اليمنيين داخل اليمن وخارجها، وتركتهم بدون مأوى، ولا طعام، ولا دواء؟... أوليست الحرب من قوضت الدولة، ومزقت اليمن، فصارت (يمنات) وحكومات في المنفى، وفي صنعاء، وفي عدن، وفي مأرب؟.. أوليست الحرب من عمقت معاناة المواطنين اليمنيين في الجنوب والشمال وحرمتهم من أبسط فرص العيش الكريم، ومن الأمن والاستقرار، في أبسط صوره..؟
*أيها السيدات والسادة..
بكل أسف - وهذه حقيقة - لم يعد الحل اليوم بيد اليمنيين، بل بيد اللاعبين الكبار في الإقليم، وفي المجتمع الدولي، ففي أيديهم العقد والحل.. لهذا ندعوهم إلى أن يساعدوا بلدنا وشعبنا على وقف الحرب، وجلب الأطراف المتصارعة جميعاً إلى طاولة الحوار والشروع في البحث عن حل سياسي يضمن مصالح الجميع في اليمن وفي المنطقة والعالم، لأن أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة والعالم، نظراً لموقعها الاستراتيجي الحيوي المتحكم في باب المندب والبحرالأحمر والقرن الأفريقي والمحيط الهندي وبحر العرب وجزيرة العرب.
وقف الحرب هو مصلحة مشتركة للجميع، وهو الطريق الى السلام، و بدون ذلك ستحل الفوضى على المحيط ولن ينجو منها أحد.
وقف الحرب، ذلك هو المطلب الجوهري الملح لشعبنا لكي يستعيد حياته ودولته وأمنه واستقراره وسيادته وقراره المستقل والحياة الكريمة التي يستحقها..
*وأؤكد من جديد أن الحل يكمن في:
1- إيقاف الحرب وتوفير مناخ سياسي ملائم للحل.
2- الشروع بعد وقف إطلاق النار بخطوات لاستعادة الثقة بين المتصارعين بموجب الخطوات الآتية:
أ‌- تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية.
ب‌- تشكيل حكومة توافقية من كافة المكونات السياسية.
3- تشكيل لجان عسكرية محلية وإقليمية ودولية لجمع السلاح الثقيل والمتوسط من الجماعات المسلحة ومركزتها تحت سلطة وزارة الدفاع الوطنية.
4- البدء في حوار بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية للتوافق على شكل الدولة الفيدرالية وقيام الدولة الاتحادية من إقليمين.
5- تشكيل لجنة دستورية لتنقيح المشاريع الدستورية المطروحة.
6- تشكيل لجنة انتخابية لوضع الأسس لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. إذ أن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ستجنب شعوبنا المجابهات العسكرية بكافة أشكالها.
7- عقد مؤتمر دولي لتمويل وإعادة إعمار مادمرته الحرب.
8- دعم مجلس الأمن الدولي لهذه الخطة بحيث تكون ملزمة وقابلة للتنفيذ تحت إشرافه.
ونعرب عن تقديرنا لجهود المبعوثين الأميين السابقين إلى اليمن السيد جمال بن عمر والسيد إسماعيل ولد الشيخ، ونتمنى للمبعوث الجديد مارتن جريفث التوفيق والنجاح لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.. ونأمل من كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية مساعدته في مهمته.. كما نعرب عن استعدادنا للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته.
أتمنى لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى