سقف بيتي حديد ** ركن بيتي حجر.. في ذكرى رحيل (ناسك الشخروب)

> عائشة المراغي

> بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة المفكر اللبناني وأحد قادة النهضة الفكرية والثقافية في الوطن العربي صحيفة «الأيام» تسبر أغوار سيرته.. وُلِد ميخائيل في بسكنتا عند سفح صنين عام 1889، لكن جذوره تعود إلى بلدة النعيمة الأردنية، تابع دراسته في فلسطين ثم في أوكرانيا الروسية، قبل أن يستقر في الولايات المتحدة، حيث نال شهادة في الآداب وأخرى في الحقوق وأسس مع بعض من أدباء المهجر (الرابطة القلمية).
نشر نعيمة مجموعته القصصية الأولى سنة 1914 بعنوان (سنتها الجديدة)، وفي العام التالي نشر قصة (العاقر)، ثم عاد إلى بسكنتا عام 1932، حيث قضى وقته في الكتابة ولقِّب بـ(ناسك الشخروب) لما اتسم به نتاجه الأدبي من نزعة تصوفية ورؤية فلسفية.
انقطع عن الكتابة القصصية لفترة حتى صدرت مجموعته (مرداد) سنة 1952، وفيها الكثير من شخصه وفكره الفلسفي، وبعد ستة أعوام نشر (أبو بطة)، التي صارت مرجعاً مدرسياً وجامعياً للأدب القصصي اللبناني العربي النازع إلى العالميّة.
له مجموعة شعرية وحيدة هي (همس الجفون)، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات في مجال الدراسات والمقالات والنقد، منها (كان ما كان) 1932، (المراحل، دروب) 1934، (زاد المعاد) 1945، (البيادر) 1946، (صوت العالم) 1949، (النور والديجور) 1953، (في مهب الريح) 1957، (أبعد من موسكو ومن واشنطن) 1963، (في الغربال الجديد) 1973، وغيرهم.
ما بين عامي 1959 و 1960 وضع نعيمة قصة حياته في ثلاثة أجزاء على شكل سيرة ذاتية بعنوان (سبعون)، ظناً منه أن السبعين هي آخر مطافه، ولكنه عاش حتى التاسعة والتسعين، وبذلك بقي عقدان من عمره خارج سيرته هذه، حيث توفي عام 1988.
من نتاجه الشعري
سقف بيتي حديد
ركن بيتي حجر
فاعصفي يا رياح
وانتحب يا شجر
واسبحي يا غيوم
واهطلي بالمطر
واقصفي يا رعود
لست أخشى خطر
سقف بيتي حديد
ركن بيتي حجر
من سراجي الضئيل
أستمد البصر
كلما الليل طال
والظلام انتشر
وإذا الفجر مات
والنهار انتحر
فاختفي يا نجوم
وانطفي يا قمر
من سراجي الضئيل
أستمد البصر
باب قلبي حصين
من صنوف الكدر
فاهجمي يا هموم
في المسا والسحر
وازحفي يا نحوس
بالشقا والضجر
وانزلي بالألوف
يا خطوب البشر
باب قلبي حصين
من صنوف الكدر
وحليفي القضاء
ورفيقي القدر
فاقدحي يا شرور
حول قلبي الشرر
واحفري يا منون
حول بيتي الحفر
لست أخشى العذاب
لست أخشى الضرر
وحليفي القضاء
ورفيقي القدر"
أخي
أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
*من أقواله
- عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار، ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة.
- عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوماً متحضر.
- متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.
- يا للعجب! أزرع قلبي على الورق فينبت في قلوب الناس.
- لولا الحب ما تذوق الإنسان سعادة الوجود ولا انتشى بخمرة الحياة.
- المدينة العظمى هي التي يسير فيها الذئب والحمل والنمر والجدي معا.
- المدينة العظمى هي التي يسود فيها العلم والحرية والإخاء والوفاء.
- أنا لبناني متطوع في خدمة الأمة العربية، وعربي متطوع في خدمة الإنسانية.
- إذا فتحنا المدارس اليوم، لا نحتاج إلى مساعدة الأجانب غدا.
عائشة المراغي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى