قـصـة شهـيـد "عوض بولقيش العنبوري الكازمي" (نبل وشجاعة وشهامة)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> الشهيد عوض بو لقيش العنبوري الكازمي (أبو قصي) من أبناء العريش مديرية خورمكسر محافظة عدن، متزوج وله ولد واحد اسمه قصي، توفي عنه وأمه حامل به في الشهر الثالث، فأوصى قبل استشهاده أن يسموه “قصي".
يقول عنه صديقه وصهره د. ناصر الخضر مرياش: "لقد كان عوض العنبوري بطلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان نبيلا شهما.. قاتل العفاشيين قبل مقاتلة الحوثيين، فحين رأى أن أرضه أرض الجنوب تغتصب من قبل هؤلاء المتسلطين الذين تسلطوا على ثروات البلاد ولم يرعووا عن ظلم العباد، كافحهم هذا البطل ومن معه من الأبطال، إلا أن عوض دائما في المقدمة، دائما في الخطوط الأمامية. أصيب عوض مرتين قبل حرب 2015، المرة الأولى في الدفاع عن مبنى جريدة «الأيام» بمدينة كريتر في عام 2009، والمرة الثانية في جولة العريش في مظاهرة ضد عفاش".
وأضاف مرياش: "قام بطلنا بمحاربة جيوب عفاش وأذنابه فحين تم القضاء على المستبد السقاف، ظهرت الخلايا النائمة التي زرعها عفاش في كل أرض عدن لتحول عدن إلى مستنقع للموت والخوف لنشر الرعب في قلوب الناس، نهض لهذه العصابات المسلحة الإجرامية شباب عدن الأبطال ومنهم بطلنا عوض.. يقول قائد القوات الخاصة فضل عبدالله باعش: (لما هجمنا على المطار لتحريره من هذه العصابات الإجرامية كان معنا عوض العنبوري، فأعجبت بشجاعته وإقدامه في اقتحام خط النار لمهاجمة العدو، فكان لا يخشى أن يُقتل لأجل الدفاع عن الوطن)..
ولما دخلت جحافل الحوثيين من جهة العلم حتى وصلت إلى غازي علوان العريش كثير من الناس لاذوا بالفرار، إلا جماعة قليلة حملت أرواحها على أكفها، هي في حدود العشرين في مقدمتهم بطلنا عوض العنبوري، ليشتبكوا مع الجيش المسلح بأعتى السلاح وليس لديهم إلا البندقية والأبدان الطهارة التي تستشرف الشهادة في سبيل الله أو النصر”.
وأردف د. ناصر مرياش: “تشكلت جبهة العريش بقيادة عوض العنبوري لتنطلق من جولة (سوزوكي) لتحمي مدينة الشيخ عثمان من دخول الحوثة إليه وتتقدم مع الجبهات الأخرى وتحرز انتصارات حتى تصل إلى الإصدار الآلي، وهنا وفي هذا المكان ماذا حدث لقائدنا الحبيب والبطل الشجاع والأسد الكاسر عوض العنبوري، لقد سقط شهيدا بتاريخ 2015/5/11م لتسقط معه الحياة، ولتحس الأنفس بعده بالضياع الكبير والفراغ المهيب.. سقط بعد أن قدم لله ورسوله روحه وجسده الطاهر فلم يترك لنا إلا ذكرياته الجميلة وبطولاته العظيمة لنبكيها”.
وختم د. ناصر حديثه بالقول: “حين نتحدث عن عوض العنبوري فنحن نتحدث عن جميع شباب عدن الذين قدموا بطولات أسطورية أذهلت الجميع، فأين هؤلاء الأبطال منا اليوم؟!، هل نسيناهم كيف ننساهم وهم نشم عبق الحرية والكرامة بفضلهم؟! كيف ننساهم ونحن ما شعرنا بالأمان والاستقرار على أنفسنا وأهلنا إلا بسببهم بعد أن كانت أرض عدن تشتغل نارا وجحيما؟!، أين هم اليوم في واقعنا ونحن لم نعد نذكرهم فتمتلئ صحفنا ومجلاتنا بصورة براقة ما برقت في سماء عدن حينها ولم تمطر ولو بقطرة واحدة”.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى