بدر سالمين باسنيد.. المحامي والمناضل الوطني الفذ

> القاضي / سمير عبدالله شوطح

> سكن السياسة وسكنته، وانخرط في العمل الوطني إبان الاستعمار البريطاني، ودرس القانون وشارك في وضع اللبنات الأولى لمشاريع القانون الوطني بعد الاستقلال، وأغنى مشاريع الدستور الأول والمعدل للجنوب.
خلع رداء الوظيفة العامة مبكرا ولبس روب المحاماة، حين رأى أن مساحة النضال ضد القهر والظلم هناك أوسع، للوقوف مع المظلومين، وقف شامخا أيام النظام الشمولي شجاعا يقارع الظلم وينصر المظلومين حين توارى الكثيرون خوفا وطمعا.
قارع نظام الفساد وانتصر لقضية الجنوب..
تصدر القضايا التي تهم الشارع الجنوبي وطنا وإنسانا وعرضا وشرفا وثروة، وصال وجال في سوح القضاء بعدن والمكلا وكل الوطن.
* أستاذاً في القانون والسياسة سكنه الوطن وقضيته
لن أخوض في نشاطات باسنيد المتعددة في الادعاء العام والمحاماة وسوح المحاكم، فهي أكثر من أن تحصى، ونحن أحوج ما نكون لجمع أعماله و أبحاثه ومرافعاته ومقالاته ونقاشاته لتدرّس وتستقر في ضمير رجالات القانون والقضاء.
في عجالتي هذه أتذكر لقائي به في مكتبي في المكلا بمحكمة استئناف حضرموت في العام 2010م، وحين أخبروني بطلبه للدخول هرعت للباب لملاقاته وهو يتوكأ على عصاه، جاء مسلّما وحكى لي أنه يترافع في قضية قتل في محكمة غرب المكلا الابتدائية.
عرفته منذ القدم، فهو جار لنا في حارتنا، أو بالعدني "حافتنا"، وهي التعبير المحبب لديه، وقل ما لا يستخدمها وذلك لضرورات أو حسب تعبيره "للشديد القوي". الرجل صاحب حضور قوي ومتميز في تواضعه، تذاكرنا في أمور شتى عن الحارة أو الحافة والجيران والاخوان.
* الأستاذ بدر العدني الحضرمي الذي ذابت لديه كل الحدود والفواصل للجنوب بكامله
تذكرت فرحتي أول ما علمت بأنه كلّف بالدفاع الوجوبي أمام المحكمة العليا في أول قضية قتل حكمتها وأنا رئيس لمحكمة استئناف المهرة، وكانت قضية معقدة فيما عرف بجريمة القتل مع توافر ظروف مشددة، لأني وإن كنت متيقنا فيما قضيت إلا أنني شعرت كما لو أن أمرا ما فاتني بغير قصد، لن تمر من فلترته وهو المشهود له بالتشريع الاشتراكي.
وعمني حبور بعد أن قضت المحكمة العليا برئاسة أستاذي ومعلمي القاضي نجيب شميري بتأييد حكمي لم أهدأ حتى حصلت على نسخة حكم المحكمة العليا، وطالعت أروع مرافعة حفرت في ذاكرتي لأستادي بدر.
كان أول وقوف لي أمام أستاذي الذي أجلّه وأقدره وأتعلم منه، هذا غيض من فيض من بحر العلم الأستاذ الجامع بدر سالمين باسنيد. لمثله كل الوفاء، ولمثله تنحني الهامات وتذرف دموعنا ودموع وطن..
للمعنيين في سلطة القضاء ونقابة المحامين وكلية الحقوق جامعة عدن.. ارتقوا واجمعوا أعمال الرجل، فهو إرث قانوني وعدلي ووطني.
القاضي / سمير عبدالله شوطح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى