باشراحيل في ذكرى ميلاده الـ 99

> أحمد عمر حسين

> تهل علينا في 4/أبريل 2018 الذكرى الـ99 لميلاد الأستاذ محمد علي باشراحيل، رحمة الله وغفرانه عليه، حيث ولد في 1919/4/4م وتوفي في 1993/2/21م.
هذه الذكرى التي يفصلها عن المئوية "القرن" سوى عام واحد فقط، تستوجب مننا النظر بعمق في تاريخ الرجل العظيم والمدرسة الصحفية «الأيام»، فقد كان عميدها ومؤسسها، ولقد أسسها على أسس ثابتة ومداميك صلبة حافظت على إرثها وتاريخ الرجل العظيم، رغم عوادي الزمن وعثرات الساسة والأنظمة.
*الباشراحيل قامة سامقة
كان المؤسس العظيم، رحمة الله عليه، هامة عظيمة وقامة سامقة وباسقة مستوسقة، وأثمرت ببناء مؤسسة صحفية راسخة، وبنين عظام يواصلون مسيرة الراحل بثبات وصبر وحكمة وكياسة في ظل العواصف الهوجاء والتصرفات الرعناء التي ابتليت بها اليمن.
*عصامية باشراحيل
هذه الشخصية الفذة نُحتت في الصخر بأظفاره ليرسي أول المداميك لهذه المؤسسة الصحفية، وسعى على قدميه الوثابتين حتى أصدر صحيفة «الأيام» 1958م بعد أن مر بتجارب صحفية عدة من "الرقيب" إلى «الأيام».
*التنوير والتثوير كما سعى له الباشراحيل
من خلال الصحافة التي امتهنها الأستاذ الراحل كان الهدف الأسمى لديه هو التنوير، وكانت «الأيام» مشعل نور وقبس هداية للناس، لتضع أقدامهم على طريق الفجر، ومن التنوير ينطلق التثوير الممنهج والمؤسسي والعقلاني، لأننا في الأساس أمة "اقرأ"، فأول آية مرسلة بواسطة الروح الأمين جبريل من الله جل في علاه إلى رسولنا، محمد صلى الله عليه وسلم، كانت "اقرأ"، وما أعظمه من استفتاح رباني يجب أن يظل نصب أعييننا ومستقرا في بصائرنا وأفئدتنا.
*كفاح الباشراحيل
من أساسيات مدرسة الباشراحيل الأستاذ العظيم أنه أراد التغيير، وهكذا كان له من خلال التنوير ثم التثوير، وعن طريق العلم والمعرفة يكون التغيير، وهكذا كان رجلا بحجم حزب، وحزبه صحيفته التي تخدم المجتمع وأعضاء القراء والمحبين، ولقد كان بثقافته الكبيرة الواسعة، فهو لم يكن مثقفا عاديا، بل كان موسوعة ثقافية تسعى على قدمين.
*الإصرار والتحدي طريق بناء مؤسسة «الأيام»
لأن النجاح في ذهنية محمد علي باشراحيل، رحمة الله عليه، كان ينطلق من "اقرأ"، فهي مفتاح النجاح وأكسيره السري، وهي بداية العلم والمعرفة.
ومن يتتبع ويقرأ كلمات العميد باشراحيل يكتشف أنها حكم وعبر وخلاصة تجارب، بدليل أنها تقرأ اليوم وكأنها قيلت في هذه اللحظة ولم تكتب قبل نصف قرن مضى، وبذلك الإبداع والمعرفة لدى الباشراحيل تظل كلماته وافتتاحياته في صحيفته بمثابة خارطة طريق لحل الكثير من مشاكل الأمس البعيد، وكذلك لحل مشاكلنا الآنية الحاضرة في حياتنا اليوم، والتي تعكر صفو حياتنا وتهدد مستقبل أجيالنا.
وإن كنا في الماضي البعيد "نصف قرن" لم ننصت لكلام الباشراحيل وبقية الحكماء أمثاله في عدن حينذاك، وصرنا بعد ذلك إلى المآل الذي نرزح فيه الآن فإنه اليوم يتوجب علينا الإنصات والتمعن وأخذ العبر من ماضينا، ونقرأ بعقل منفتح وبصيرة مدركة كلمات الباشراحيل التي تتحفنا بها صحيفة «الأيام» الغراء كل يوم ونستخلص منها الدروس التي أهملها من سبقنا في عصره بتلك السنين التي طغى فيها صوت النار على صوت الرأي والكلمة.
أتمنى أن تستمر «الأيام»، في مدِّنا باستمرار بكلمات العميد المؤسس محمد علي باشراحيل، كلما سنحت لها السانحة، وأن تطبعها كذلك في كتاب أو على النت حتى يستفيد منها الجميع.
أحمد عمر حسين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى