قلق من عدد ونوعية الإصابات بالرصاص الإسرائيلي بتظاهرات غزة

> غزة «الأيام» أ.ف.ب

> غزة «الأيام» أ.ف.ب:
توفي فتى فلسطيني أمس متأثرا بجروح أصيب بها أمس الأول برصاص الجيش الاسرائيلي قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة «استشهد صباح اليوم (أمس) الطفل عزام هلال رياض عويضة (15 عاما) متاثرا بجراحه التي اصيب بها في الرأس الجمعة شرق خان يونس» في جنوب قطاع غزة.
ويرتفع بذلك الى 45 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في إطار «مسيرة العودة» التي بدأت في 30 مارس الماضي.
وكان قتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، أمس الأول، الخامس من موجة الاحتجاجات.
وتظاهر آلاف الفلسطينيين على طول الحدود بين قطاع غزة واسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان نحو عشرة الاف فلسطيني شاركوا في اعمال «شغب» على الحدود مع القطاع، لافتا الى انه رد على ذلك مساء أمس الأول بغارات على «ستة اهداف عسكرية تعود الى القوة البحرية لحركة حماس الارهابية في قطاع غزة».. ولم يحدد الجيش موقع هذه الاهداف، لكن وزارة الداخلية التابعة لحماس قالت ان المقاتلات الاسرائيلية استهدفت ميناء غزة الرئيسي والحقت اضرارا بزورقين من دون تسجيل اصابات.
وافاد شهود ان الزورقين اصيبا باضرار جسيمة ومنعت قوات الامن التابعة لحماس الصحافيين من الوصول الى المكان.
ويعتقد انها المرة الاولى التي يستهدف الطيران الاسرائيلي فيها زوارق في غزة منذ حرب 2014 بين الدولة العبرية وحماس.
وبدأ الفلسطينيون «مسيرة العودة» بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض»، على ان تبلغ ذروتها في الذكرى السبعين للنكبة في 15 مايو.وهي تهدف الى المطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين ورفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع.
وتعرض الجيش الاسرائيلي لانتقادات شديدة بسبب إطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين لكنه دافع عن جنوده مبررا ان قواته لم تطلق النار الا عند الضرورة.
ورفضت اسرائيل نداءات دولية لاجراء تحقيق مستقل حول سقوط القتلى.
و يروي الشاب محمد المغاري من على سرير المستشفى الذي يتواجد فيه بعد ثلاثة أسابيع من إصابته برصاصة اسرائيلية على حدود قطاع غزة، أن هناك فجوة في ساقه تحت الجبس بإمكانه تمرير إصبعه من خلالها من جانب الى آخر.
ويقول الشاب البالغ من العمر 28 عاما «أصبتُ برصاصة في ساقي أحدثت تفجيرا في العظام، تدمّر 30 سنتم من عظم الساق تماما إضافة الى العضل كاملا».. ويضيف أن هناك جسورا عدة من البلاتين على ساقه اليسرى «المفتوحة تحت الجبس»، بحسب قوله. «بإمكاني ان أضع كفة يدي من جهة وأخرجها من الاخرى».. ويتابع بحسرة ان الاطباء كانوا على وشك بتر ساقه، مشيرا الى انه كان يعمل في مطعم. ويقول «لن أتمكن من العمل الان لسنتين على الاقل بسبب إصابتي. كنت أنوي أن اتزوج قريبا، لم اعد افكر في الامر حاليا».
وأصيب المغاري خلال مشاركته في الاحتجاجات على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
ويبدي الاطباء قلقا إزاء تدفق مئات الجرحى الى المستشفيات بجروح خطيرة، لا سيما في منطقة الركبة. وتعرض الجيش الاسرائيلي لانتقادات بسبب استخدام غير متكافئ للقوة وكذلك بسبب نوعية الذخيرة المستعملة في مواجهة المتظاهرين.
وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة ان الاطباء أجروا منذ بداية ابريل 21 عملية بتر في الاطراف.
وتعتبر رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الاراضي الفلسطينية ماري إليزابيث انغر أن «ما هو غير عادي هو ان الجروح كبيرة جدا، والعظام يمكن ان تكون تفتت الى أجزاء عدة».
وتقدم هذه المنظمة الدولية حاليا خدمات طبية لاكثر من 600 من هؤلاء الجرحى في ثلاث عيادات تتبع لها في قطاع غزة.
وتشرح انغر ان «تأثير الاصابات سيكون طويل الامد، ليس فقط على الاشخاص لكن على النظام الصحي، على عائلاتهم والمجتمع باكمله».
*نقص الأدوية
ويقول مدير عام المستشفيات الحكومية في قطاع غزة الطبيب عبد اللطيف الحاج «أغلب الاصابات كانت برصاص متفجر يفتت العظام والاوعية الدموية ويحدث تمزيقا شديدا في الانسجة مع تمزق في الشرايين والاوردة،.. ما يستدعي اجراء عمليات جراحية معقدة».
ويقول الجيش الاسرائيلي إنه يستخدم «الرصاص الحي كحل اخير»، مشددا على ان قواته تستخدم «الذخيرة والاسلحة المشروعة في القانون الدولي».
ويشكو الحاج من النقص الحاد في المستلزمات الطبية اللازمة في مستشفيات القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات، مشيرا الى ان المحاليل الملحية، ومواد التعقيم، والادوية المانعة للجلطات والمضادات الحيوية الوريدية ستنفذ بعد ثلاثة اسابيع.
ولا يخفي ان الطواقم الطبية تضطر لاخلاء المستشفيات في نهاية الاسبوع من بعض المرضى تمهيدا لاستقبال جرحى جدد في ايام الجمعة.
ويقول «نحن مضطرون للمفاضلة في الاولويات بين وضع المرضى بسبب نقص الاسرّة».. وتبدي الطبيبة ماتيلدا بيرثيلو من منظمة اطباء بلا حدود خشيتها من «أن يتعرض المرضى بسبب بقائهم في المنازل بدون عناية مناسبة الى خطر كبير بسبب حدوث التهابات».
*«أخشى أن أفقد ساقي»
ويقول المغاري إنه يأمل «في السفر لتلقي العلاج في الخارج، أخشى أن افقد ساقي».
ويقول الشاب معاذ سالم (27 عاما) الذي يلف الجبس ساقه اليمنى وقطعة أخرى من الجبس ركبته اليسرى، «أصبت قبل أسبوعين برصاصتين في ركبتي الاثنتين».
ويشرح «أجروا لي عملية في الركبة اليسرى، لكنهم لم يتمكنوا بعد من إجراء عملية في الركبة اليمنى لان فيها كسورا شديدة تحت الركبة وفي الرباط الصليبي».
ويضيف الشاب، وهو أب لطفلين وكان يعمل كهربائي سيارات، «أخبرني الاطباء انهم سيقيّمون وضع قدمي بعد ستة شهور الى سنة، لن اتمكن من العمل حاليا لكنني اتمنى ان اعود الى عملي يوما ما».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى