براڤو شلال

> د. هشام محسن السقاف

> مع بداية الحملة لإزالة البناء العشوائي من شوارع عدن تبرز الحاجة إلى التخلص من العشوائي في سلوكنا وتفكيرنا معا.
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف

فالعبث الذي تشهده عدن آتٍ من بعض أبناء جلدتنا منذ ما بعد الحرب الأخيرة، وينم في الغالب عن سلوك اجتماعي مسخ كان رهان رأس النظام السابق للاحتلال لتعطيل أي حلم سوي باستعادة الجنوب على أسس مدنية و مدينية تجتاز الإرث الصنيع للجمهورية العربية اليمنية الممارس في الجنوب منذ الحرب العدوانية في صيف العام 1994م، وهو ما رأيناه في التجهيل المتعمد بين الشباب وضرب مقومات التعليم ومسائل أخرى شيطانية تدمر الجنوب حتى بعد أن يتحرر من الاحتلال.
لم تشهد عدن مثل هذا العبث مثل احتلال مؤسسات الدولة والبناء في المعالم الأثرية كصهاريج عدن وأحواض الملح (بما في ذلك أهميتها الاقتصادية الربحية)، وشرطة الشيخ عثمان القديمة، ولا استثني مقر اتحاد الأدباء والكتاب في خورمكسر، ناهيك عن البسط والتصرف بأراضي وعقارات الغير و المتنفسات والأسواق وحتى على أرصفة المشاة، مما جعل عدن تبدو وكأنها قرية كبيرة في أدغال أفريقيا تتحكم بمجرياتها عصابات مسلحة.
ويخطئ من يظن أن هناك فرقا بين من مارسوا النهب والاستحواذ والهيمنة في ظل حراب الاحتلال وبين من يمارسونه اليوم بأبشع صوره، وكأنهم على وصية الرئيس السابق سائرون. متنكرين لدماء آلاف الشهداء من أبناء عدن ممن استشهدوا في سبيل غد أفضل وأجمل لهذا الوطن.
كما أن التبريرات المقدمة من قبل زمرة الفوضى بمسميات مثل مقاومة أو مقاولة أو جنوبي... إلخ، وهي تبريرات لن يصدقها أو يقتنع بها طفل رضيع، فالمقاوم أو الجنوبي الحق هو من وضع السلاح جانبا بعد الحرب وشمر عن ساعديه لإصلاح ما خربته السنوات العجاف من حكم الشمال للجنوب.
إن عدن ليست بحاجة لمن يتغنى بها اليوم ويتلفع بها كشعار ويذرف عليها الدموع بقدر ما تحتاج لمن يقف لأجلها مدافعا عنها كمدينة ومدنية وحضارة، وأن نكون صفا واحدا مع الأخوة في إدارة أمن عدن ممن ينفذون حملة إزالة العشوائيات من شوارع وأحياء هذه المدينة، شريطة أن تستمر لاقتلاع كل التشوه القائم وبدون أن تستثني الحملة أحدا من العابثين والبلاطجة. والانتقال إلى المنغصات الأخرى كحمل السلاح وإطلاق الأعيرة النارية وتعكير السكينة العامة.
إنها الخطوة الأولى التي انتظرناها طويلا، ويجب أن تتبعها خطوات أخرى لأجل عدن وسكانها، والسير بخطى الإصلاح في الجنوب عامة.
تحية لأفراد فرقة إزالة العشوائي.. وبراڤو شلال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى