حملة لإزالة البناء العشوائي بعدن.. الجهات المسؤولة تؤكد تنفيذها على الجميع ومواطنون يشككون

> رصد/ وئـام نجيب – كيان شجون

> حققت حملة الإزالة للعشوائيات والبسط على الأراضي والممتلكات العامة بالعاصمة عدن، التي دشنتها وزارة الداخلية وإدارة الأمن، بالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب الأشغال العامة والطرقات، في الـ 25 من شهر أبريل الماضي، حققت نجاحاً كبيراً، وأعادت للمدينة شيئاً من جمالها وإشراقتها التي عُرفت بها منذ قديم الزمان، بعد أن شوهته طيلة السنين الماضية أيادي العبث والبلطجة الخارجة عن القانون، والتي وجدت في غياب الدولة والانفلات الأمني فرصة سانحة لمثل كهذا أعمال طالت العديد من أراضي الدولة في عموم مديريات العاصمة عدن.
جانب من الحملة خلال عملية الازالة
جانب من الحملة خلال عملية الازالة

وأشاد المواطن جميل أحمد، أحد أبناء منطقة القاهرة بمديرية المنصورة، بالحملة المنفذة ضد البسطات والبناء العشوائي في المدينة، «والتي شكلت عائقاً وازدحاما كبيرين أمام مصالح الناس وحركة تنقلاتهم، خصوصاً في هذه المنطقة»، مضيفاً: «صحيح الكثير يبحث عن مصادر دخل لإعالة أسرهم ولكن لا يعني أن تكون في الجولات والأماكن التي تشهد ازدحاماً في حركة السيارات ووسائل النقل، لتزيد من عملية الاختناق، ونتمنى المزيد من الحملات واستمرارها حتى تحقيق الهدف كاملاً، وكذا رفع مخلفات ما تم هدمه من المباني العشوائية والتي ما تزال مكومة في الطرقات العامة، كما نتمنى من الجهات ذات العلاقة رفع البسطات المتواجدة بكثرة في الطرقات الرئيسية في المديرية، وكذا محاربة كافة الظواهر السيئة في مدينة الشيخ عثمان كالدراجات النارية وغيرها».
*طمس الهوية والتاريخ
وأوضحت أم رباب أن البناء العشوائي «طمس الهوية التاريخية لمديريات العاصمة عدن، بعد أن طال الكثير من المواقع الأثرية والشاهد على حضارة البلد الضاربة في جذور التاريخ، فضلاً عن تشويهها لثقافة المدينة التي عُرفت بها (كثغر باسم)».. مضيفة: «لابد من وجود قرارات حاسمة لردع كل من تسول له نفسه العمل على البسط والاستيلاء على الممتلكات العامة وكنوزنا الأثرية والتاريخية».
أحد الأبنية العشوائية تم إزالتها
أحد الأبنية العشوائية تم إزالتها

وقال المعلم مصطفى أحمد: «تزايدت الفوضى وبلغت أشدها، فهناك ممن يمتلكون تراخيص ببناء أكشاك بمساحة محددة، استغلوا الوضع الحالي بتجاوز ما هو مرخص بالتوسع وبناء أكشاك وبسطات أخرى، بل إن بعضهم عمد إلى تشييد أبنية كبيرة على أراضي الدولة والممتلكات العامة، وتنفيذ هذه الحملة كانت صائبة وفي محلها».
*تخفيف الازدحام
وأوضحت لـ«الأيام» المواطنة صفية حسين أن «الحملة ساهمت كثيراً في تخفيف حالة الاختناقات المرورية التي باتت تشهدها مدينة عدن منذ سنوات، وفقدت على إثرها جمال شوارعها ومدنها، ونأمل من القائمين على هذه الحملة توسعتها لتشمل كل المديريات الثمان لتعود لسابق عهدها».
*الظروف الصعبة سبب المشكلة
وأكد الحاج عبده محمد وهو أحد سكان القاهرة أن الظروف المعيشية الصعبة هي السبب الرئيس لإقدام المواطنين على البناء العشوائي».
إزالة العشوائيات بالقرب من جولة القاهرة
إزالة العشوائيات بالقرب من جولة القاهرة

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «هناك من اضطروا إلى اللجوء لهذه الطريقة لعدم مقدرتهم على البناء في مواقع مرخصة، وكذا لا تسمح لهم ظروفهم بدفع الإيجارات للمساكن».
*لابد من إيجاد البدائل
يقول عرفات سيف علي (مالك محل لبيع الدواجن): «لم أستلم أي إشعار من المختصين بتنفيذ حملات الإزالة، وعند تنفيذ الحملة في شارع المسبح بالقاهرة يوم الجمعة الماضية تمت إزالة (البُرت) لوحة المحل الخاص بي، بحجة أنها عشوائية وخارجة عن الخط والمساحة المحددة من مكتب الأشغال في المديرية»، مضيفاً: «لا نُمانع من ذلك متى ما تم تطبيق القانون على الجميع، وشملت عملية الإزالة كل شيء مخالف ويشكل ضررا على المصلحة العامة، كما يجب توفير بدائل للمحلات والبيوت التي تم هدمها لاسيما أن غالبيتهم لا يملكون أي دخل ومأوى».
*يجب الإشعار مسبقا
كما طالب عمر سمير وهو مالك محل لبيع الخضار والفواكه في المنصورة بحملة تشمل الكل، مواطنا كان أم مسؤول على حدٍ سواء؛ ليشعر الجميع بأن لا أحد فوق القانون، كما شكا من عدم تلقيهم أي اشعارات من منفذي الحلمة اسوة بغيرهم في الشوارع الأخرى في المديرية».
وأضاف لـ«الأيام»: «كان يتوجب على القائمين على الحملة البدء بإبلاغ المواطنين وخاصة أصحاب المنازل ليتمكنوا من إخراج مقتنياتهم وأغراضهم المنزلية حتى لا يصبحوا خسرانين في كلتا الحالتين».
بناء عشوائي بشارع النقيب في المنصورة
بناء عشوائي بشارع النقيب في المنصورة

وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قد أكد خلال تصريح سابق أن حملة إزالة العشوائيات والبسط على الأراضي والممتلكات العامة التي تشهدها العاصمة عدن ستستمر حتى استكمال أهدافها المرجوة، وستشمل كافة مديريات المدينة، وأنها لن تستثني أحداً»، لافتاً إلى أن «الحملة تسير وفق خطة وبرنامج تم إعداده بناءً على إجراءات قانونية وقرارات محددة وتحظى بتأييد شعبي واسع، وتفاعل كبير على مواقع صفحات التواصل الاجتماعي» منوهاً إلى أن «الحملة تهدف إلى إعادة الوجه المشرق والوضاء لعدن وتثبيت النظام والقانون».
وشهدت الحملة في يومها الأول من التنفيذ اندلاع اشتباكات بين الأمن ومسلحين حاولوا تعطيل حملة أمنية لإزالة العشوائيات بالمنصورة أسفرت عن قتيل وأربعة من الجرحى في صفوف جنود أمن العاصمة عدن.
رصد/ وئـام نجيب – كيان شجون

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى