وزير الداخلية: الإصلاحيون شحنوا هادي ضد صالح وعند دخول الحوثيين صنعاء لم يقاتلوهم

> حوار / إيمان حنا*

> نشرت صحيفة (اليوم السابع) المصرية، أمس، حواراً مطولا مع اللواء أحمد الميسري، وزير الداخلية اليمني، وفي معرض إجاباته هاجم حزب الإصلاح واتهمه بالوقوف وراء عدد من القضايا التي مرت عليها البلاد منذ أزمة 2011. تاليا نص الحوار:
* من خلال مشاهداتنا وجدنا الأوضاع الأمنية في اليمن متباينة ومتفاوتة من منطقة لأخرى.. حدثنا عن سيطرة القبضة الأمنية بالأماكن المحررة؟
- الأمور ليست كما تنقل في وسائل الإعلام الغربي، لأنهم ينقلون عن بُعد دون معايشة للواقع، هم يضخمون كثيرًا من الأحداث، والأوضاع هنا ليست كما نطمح، ولا ندعي أنها في الوضع المثالي، لكنها بالتأكيد أفضل من ذي قبل، لأن الدولة كانت مدمرة تمامًا، أما قوام الداخلية بأجهزتها الآن فهو 92 ألفًا، والقبضة الأمنية موجودة لكن بنسب متفاوتة، طبقًا للإمكانيات المتاحة، والسيطرة على الأوضاع في البلاد موجودة بنسبة كبيرة في كل المحافظات المحررة، لكن هذا لا يمنع من وجود بؤر إرهابية وعصابات ومخربين، كما في جميع بلاد العالم. إذا تحدثنا عن عدن نجد أن الحياة طبيعية إلى حد كبير، الناس تبحث عن الاستقرار والحياة والسكينة، وبدون شك نواجه تحديات ومشكلات أمنية ورثناها عن الحرب، والسبب أن الانقلابيين لم يتركوا الوزارة كوزارة كما كانت، بل سقطت مؤسسات الدولة ككل، وما نشاهده حتى من جيش الآن هو بناء جديد تم بعد الحرب، من بقايا القادة والضباط الذين رفضوا العمل مع الانقلابيين، فبدأت الانطلاقة من عدن.
* ما الضرر الذي لحق بوزارة الداخلية تحديدًا؟
- وزارة الداخلية تتكون من أجهزة البحث الجنائي، والنجدة، والشرطة، والمطافئ، والجوازات، وقوات الأمن الخاصة، وكانت العصا الأقوى للداخلية من فئات وتركيبة قروية، بحيث إنه عند حدوث الانقلاب أصبح من السهل الانحراف معه، وعندما سقطت الداخلية في صنعاء كان هناك ديوان الوزارة، وهو يحوي كل الوثائق والملفات، أي قاعدة البيانات الرئيسية للبلد، وكل الجانب المعلوماتي أنهار، وأصبحنا دون وزارة، ثم بدأ تأسيس الوزارة الجديدة من هنا، من عدن، بقيادة الوزير السابق حسين محمد عرب، وبدأ البناء من الصفر، وتمت سرقة هذه البيانات لاستغلالها.
تم سحب هذه البيانات من ضباط مخلصين في صنعاء، وبدأنا تأسيس ديوان الوزارة بقاعدة بيانات، بالتعاون مع قوات تحالف دعم الشرعية، وفروع للوزارة فى بقية المحافظات المحررة، مثل لحج وأبين وحضرموت ومأرب وعدن، وبدأ التأسيس بـ35 ألف جندي وضابط.
* لاحظنا في نقاط التفتيش في المحافظات المختلفة عدم وجود زي موحد مميز لجنود أو ضباط الداخلية.. ألا يخلق هذا أزمة في التعامل مع المواطنين؟
- هذه ضمن المشكلات التي يعاني منها العاملون في جهاز الشرطة، الزي الموحد كان يحتاج ميزانية ضخمة، والدولة مازالت في مرحلة التعافي، لكن هناك قوانين تنظم عدم ارتداء الزي القديم، لأنه يمكن أن تجد أي شخص يرتديه وبالتالي يحدث ارتباك، والزي الجديد فيه صعوبة، ونحن نحاول تصنيعه، لأن الأول كان مركز تصنيعه في العاصمة صنعاء، والبديل أن تذهب للصين، وهذا يحتاج آليات معينة لإحضار هذه الكمية وميزانية كبيرة، فكل مجموعة لها لون مختلف، مثلًا خفر السواحل تختلف عن النجدة والقوات الخاصة.
لكن النقاط الخاصة بالتفتيش مقسمة، والموجودون معروفون في كل نقطة، ويمثلون أي جهة، سواء كانت داخلية أو قوات مسلحة أو حزامًا أمنيًا.
* ما مهام الحزام الأمني حاليًا؟
- أنشأ التحالف ما يسمى الحزام الأمني لترسيخ الأمن، في الوقت الذي كانت فيه الداخلية في مرحلة محاولة التعافي، لا يمكنها القيام بالمهام التأمينية وحدها، ويتكون من المقاومة الشعبية، وأفراد الجيش، ويضم تربويين، وشيوخ مساجد للتوعية، وأطباء، وسلفيين للتصدي للبؤر الإرهابية، والآن نسعى لدمج الحزام الأمني في وزارة الداخلية.
* تعاني المناطق المحررة من أزمات أخرى، مثل الخلايا النائمة والتفجيرات الإرهابية.. ما خططكم لمواجهة هذه المشكلات؟
- ملف الإرهاب شائك ومعقد، أود أن أوضح أنه لا يمكن التحكم مائة بالمائة في الحوادث الإرهابية، حتى أنها تقع في أكثر البلاد عتادًا وقوة، أما بالنسبة للخلايا النائمة فلدينا جهازان، هما المعنيان بملف مكافحة الإرهاب، فلدينا وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب مهمتها تنفيذية، أن تشترك مع الأمن القومي والسياسي كمساند لهما، أما تتبع ملف الإرهاب فيعتمد على العمل الاستخباراتي وليس المداهمة والتنفيذ، فهذه مرحلة تالية، الأساس تتبع الخلايا النائمة ورصد تحركاتها، وهذه مهمة جهاز الأمن القومي، والأمن السياسي، وهذه المعلومات فقدت بعد الحرب، وهما لا يمكنهما القيام بدوريهما كما ينبغي بسبب ضعف الإمكانيات، كما أنهما كانا يخضعان لقوات علي عبدالله صالح، مما يصعب من إنشائهما من جديد، كما أن ملف الإرهاب متشابك الأطراف مع الولايات المتحدة والدول العربية وجهات إقليمية، فمثلًا المملكة السعودية شريك أساسي في ملف الإرهاب باليمن، لأنها الأكثر تضررًا مما يحدث في اليمن ومن التجمعات الإرهابية، فهناك حدود تمتد لمسافات طويلة بين اليمن والسعودية يصعب السيطرة عليها، وتسرب الأفراد للسعودية مستمر.
* هل يمكن التعاون مع قوات علي عبدالله صالح في هذا الصدد؟
- التعاون وارد بعد مقتل علي عبدالله صالح، فكثير من الضباط من قواته السابقة أدانوا بالولاء للشرعية.
* هل لديك خلفيات عن كواليس قتل صالح؟
- غلطة علي عبدالله صالح أنه حاول أن يلاعب الحوثيين، وهو قتل في منزله وليس على الطريق كما قيل، الوساطة بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح لم يكن هدفها الصلح، لكن الإرشاد على مكانه، فالوسطاء هم من حددوا مكان علي عبدالله صالح قبل مقتله، بعدها تركوا كل الجبهات وركزوا على منزله، وعلى قناة اليمن اليوم، ودكوه بالدبابات.
* ما حجم وجود تنظيم «القاعدة» و«داعش» في اليمن، خاصة عدن؟
- «القاعدة» انحسرت مقارنة بما سبق، وهي على شكل خلايا نائمة في المدن، تتحرك وقت الطلب، وتكون في شكل ظاهر في معسكرات في الأطراف، مثل أطراف حضرموت وشبوة، وطبعا «داعش» صناعة إيرانية كاملة، وليس لها تاريخ على الأرض في اليمن، لكن «القاعدة» لها تاريخ هنا في اليمن منذ عودة المجاهدين العرب من أفغانستان، كان اليمن أحد أكبر مركز تجمع للمجاهدين العرب العائدين من أفغانستان من كل الدول، وذلك بموافقة الدولة اليمنية الرسمية، تحت اسم «المجاهدين العرب»، وكانوا عائدين بالفكر الجهادي ضد الروس، وعندما انتهت الحرب مع الروس عادوا إلى بلدان مختلفة، وتجمعوا بالآلاف في اليمن، بعدها بدأت هذه المجموعات في إيذاء الدول من السودان لأفغانستان، فأصبحوا يتقلدون فكر ونهج «القاعدة»، وهذا كان في التسعينيات، وكانت أول حادثة إرهابية في 1997 باختطاف سياح إسبان وبريطانيين في محافظة أبين، واتُهم فيها شخص اسمه المحظار وقد أعدم. وبدأ تدخلهم في شؤون الدولة والتكفير، وانقسموا عدة فصائل، وبدأت تتشكل قيادات وأمراء، كان فيهم خبراء متفجرات وقتلة، ثم استمرت أزمة «القاعدة»، وكانوا موجودين في أبين وشبوة بدرجة كبيرة ثم لحج، ودمروا أناسًا كثيرين، وخسرنا شبابًا كثيرين كانوا يقاتلون مع «القاعدة» أو يقتلون منهم، ثم دمروا زنجبار عاصمة أبين بعد أن احتلوها في فترة من الفترات، وحتى الآن آثار «القاعدة» موجودة بقوة في أبين وشبوة، وأنا شخصيًا مررت بتجربة مع الإرهاب، فوالد زوجتي انفجر به انتحاري في رمضان في 2011، وشقيقي قتل في 2009 خلال هجوم على الموكب الخاص بي، فكانت لدينا بيئة حاضنة لـ«القاعدة» في اليمن.
* ماذا عن دور الإخوان في اليمن في فترة ما بعد الحرب حتى الآن؟
- الإخوان موجودون بكثافة في المحافظات الشمالية، أما وجودهم في الجنوب فقليل جدًا، وكانوا يمثلون في السابق 15 % من مقاعد البرلمان، هم مع الشرعية لكن وجودهم الآن تلاشى وأصبح أقل بعد انفصالهم عن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذى قدّم لهم فرصًا كبيرة، وكان له تأثير على المجتمع والمشايخ، وكان يوجههم من ينتخبون، وبالتالي أثر على شعبية حزب الإصلاح في الانتخابات، وعندما قامت حرب الانقلابيين أعلن الناصريون وجزء من البعثيين والجزء الأكبر من المؤتمريين والإصلاح أنهم مع الشرعية، ونحن نرحب بأي فصيل ما دام يمد يده بالتعاون معنا، والإصلاح الآن يتعاونون معنا في جبهات القتال، وهم موجودون في عدد من الوزارات، وحزب الإصلاح حزب طموح، ولا نشعر بأي خطر من جهتهم ولا من جهة السلفيين.
* لماذا ضعف وزن الإخوان، وماذا كان دورهم وقت هجوم الحوثيين؟
- كانت لهم سقطات، مثل قيادة أحداث الربيع العربي هنا، وشحن الشارع، وهذا أدى لصدامهم مع علي عبدالله صالح، وهم من استقبلوا الحوثيين وفتحوا لهم الخيام في ساحات الحروب، نكاية في علي عبدالله صالح، فكان الحوثيون ممنوعين من الاقتراب من أطراف صنعاء أيضًا، وبعض ممن تورطوا في
الميسري: بعض ممن تورطوا في حادث مسجد النهدين كانت لهم علاقة مع رئيس الإصلاح وحميد الأحمر
الميسري: بعض ممن تورطوا في حادث مسجد النهدين كانت لهم علاقة مع رئيس الإصلاح وحميد الأحمر

حادث مسجد النهدين كانت لهم علاقة مع رئيس الإصلاح وقتذاك حميد الأحمر، ولم يتمكنوا من نفي هذه التهمة، لكن كل الشواهد تقول إنهم أصحاب المصلحة المباشرة. وكانت هناك خلافات بين علي عبدالله صالح وعبدربه منصور، وكان صالح يأتي بالحوثيين نكاية في عبدربه، والإصلاح كان يشحن عبدربه ضد عبدالله صالح، وعندما دخل الحوثيون إلى صنعاء لم يقاتلهم الإصلاح، مع أن المجتمع كان يعول عليهم كثيرًا في مقاومة الحوثيين، لكن الإخوان ليسوا فزاعة تخيفنا لأنهم ليس لهم وزن قوي.
* بصفتك عضوًا في حزب المؤتمر الشعبي العام، ماذا عن أوضاع هذا الحزب، ألم ترتب أوراقه بعد؟
- المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الأقوى، وله وجود وله الوزن الأكبر، ومقبول من أوساط عامة كثيرة، فهو مكون من 6 آلاف يمني منهم 1200 لجنة دائمة، واللجنة العامة 38 قيادة، ولدينا استعداد لاحتواء أحمد علي عبدالله صالح، فهو شخصية جيدة.
الميسري: مستعدون لاحتواء أحمد علي عبدالله صالح فهو شخصية جيدة
الميسري: مستعدون لاحتواء أحمد علي عبدالله صالح فهو شخصية جيدة

أنا عضو في اللجنة العامة، ومعي رئيس الوزراء أحمد بن دغر، ونسعى الآن للم شمله وأطرافه المختلفة، ونحاول الإعداد لدعوة اللجنة الدائمة للاجتماع، وبعد انتهاء الحرب سيمر الحزب بمرحلة انتقالية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ويعاد تشكيله في المحافظات مرة أخرى من المركز إلى المديرية إلى الدائرة إلى المحافظة، ثم مجموع المحافظات، نؤجل ذلك لبعد انتهاء الحرب، لأن هناك 13 عضوًا من أعضاء اللجنة العامة في الحزب أسرى أو قيد الإقامة الجبرية لدى الحوثيين، منهم يحيى الراعي، أمين البرلمان، وصادق أمين أبوراس الذى عُيّن مؤخرًا رئيسًا للحزب تحت ضغط الحوثيين، ونحن لا نعترف به، وأحمد النويرة وهو عضو بالبرلمان، كلهم محتجزون تحت أيدي الحوثي، وأيضًا مقر المؤتمر والأمانة العامة وفروعه تحت سيطرة الحوثيين، وأعضاء من اللجنة الدائمة.
* ما مستقبل الوضع الأمني في اليمن؟
- الوضع الحالي غير مُرضٍ، خاصة في عدن، بسبب سوء الأداء، ولم نحسن الإدارة في عدن، وحدث بها خلل في القيادات، وتجاذبتها قوى كثيرة للسيطرة عليها، مثل الجنوبيين وعيدروس، ونجد مناطق أخرى أفضل مثل مأرب، تطورت كثيرًا.
* لماذا اختلفت خريطة التوزيع الخاصة بمنظمات الإغاثة الأممية هذا العام، فأصبحت مقسمة شمالًا وجنوبًا، ما تفسيرك لذلك، وهل يشير ذلك إلى تقسيم اليمن؟
- الأمم المتحدة تتعامل مع الواقع، والواقع يقول إن هناك عاصمتين، صنعاء في الشمال، وعدن في الجنوب، فلابد أن يكون لها مكتبان، لأن جزءًا من اليمن حوثيون، وجزءًا شرعية، فمثلًا الصليب الأحمر لا بد أن يتعامل مع الجهتين، والحل الحقيقي هو الحرب حتى تدخل القوات صنعاء.
* عن «اليوم السابع»
حوار / إيمان حنا*

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى