القضية الجنوبية بعيون مناطقية!!

> م. رفقي قاسم

>
توجد عيون عدة قطرية وإقليمية وعالمية على اليمن عموما والجنوب خصوصا، لما ما تتميز به عدن خاصةً ومعظم أراضي الجنوب عامة، وسأترك كل العيون وسأتحدث فقط عن العيون الجنوبية الذي اصابته في مقتل وهم أقذر الحاسدين من يحسد أهله وماله كما قال المثل، وهذا ما نحن فيه الان وما نعانيه منذ يوم الجلاء الى يومنا هذا. وبرأيي، السبب لكل هذا الحسد والحقد هو التأميم أي تأميم البيوت ومن هذا المنطلق وعوضا عما كانوا يقولون ويخططون من جعل الأرياف مدنا، فإذا للأسف جعلت أم المدائن عدن أكبر ريف في العالم وحققوا هدفهم بكل خسة وحقارة وخبث وحولوا عدن إلى قرية.

فالتأميم هي مصيبة المصائب، فلا يأتي أحد من القيادة ليقول ويبرر بان بعض القيادات كانوا يخططون بمكر وحقد وحسد، وهذا الكلام فيه الإدانة اكثر من التبرير.. وهل بقية القيادة المتواجدة حينها كانوا اغبياء وسذجا إلى هذا الحد، وإن وجد منهم البعض، فكيف إذاً الإشادة بالقيادة الحكيمة وترداد مقولة "وأفكارك لنا مصباح" نفذوا بجهل وغباء ما أراده البعض، ومن تلك الأزمان إلى يومنا وعدن والمجتمع العدني والشعب الجنوبي يعانون، بعد إن كانت عدن مدينة الطمأنينة والسلام، ومن دخل عدن كان آمناً، ها هي اليوم تنشد الامن والأمان لِمَ؟ لأن الجهل تفشى وهو الحاكم المتفرد.. وإن نسينا فيجب ألا ننسى المصيبة الكبرى وهي خطوة تصفية الكوادر العدنية من جميع الطوائف والمناصب بطردهم من وظائفهم والبعض قتلوا بطرق قذرة كي يسود الأمر لشلة من الجهلة يتحكم بهم قليل من الخُبثاء بدهاء ماكر متقن.

بعد أن وضحنا المسببات الأولى ولم نرَ المستشفيات ولا المدارس ولا دور السينماء ولا المسارح في الأرياف ماذا حل في عدن، بقى كل ما ذكرنا منذ أيام الاستعمار ولا أقول الاحتلال، فشتان الفرق بينهما، إلا ما أسعفنا به بعض اشقائنا ببناء بعض دور الخدمات التربوية والصحية، ولكن بقيت الأشياء كما هي إلى يومنا هذا.. وماذا أيضا؟ تفشى فوق ذلك الحقد والحسد في عدن وساكنيها، وقال لي قائل: أنتم قد أكلتم أيام بريطانيا، وكان هو في عدن ودرس في عدن، بل وفيها سكن.. تصوروا هذا ما قاله مما يؤكد بأن حقد الإبل هو السائد!!
كانت هناك منافذ يدخل منها إخوتنا من الأرياف نمبر ستة ونقطة العلم، وهناك تُنتسى الأحقاد والثأر وتوضع كل أدوات القتل والدمار وتودع قبل دخولهم عدن براضهم كي يعيشوا بأمن وأمان، وإن وجدوا غرماءهم أمام بعضهم البعض، ولكن اليوم الحقد عم بسبب الغباء والجهل، فلا تعليم يذكر والشهادات وإن علت فهي فقط من أجل الرواتب، أما العقل فهو هو كما كان وكأنه لم يحرك ساكنا.

إذاً لا تقولوا لي ولا لغيري بأن طائفة من الناس هي من تتآمر على عدن والجنوب والطائفة الأخرى سالمة ومسالمة، كل ما رأيناه وسمعناه كذب ودجل، كل طائفة تتآمر على الأخرى، بل تعدى الامر بأن كل طائفة تتعدى على الأخرى، وكلهم يجتمعون ويلتمون حين يرون أن الأمر عليهم سيُحاط وتعقبه الكوارث ولا تقولوا أن الأعداء الآخرون من ذكرنا في المقدمة هم من يحثون البعض للقضاء على بقية الطوائف الأخرى.. أقول للأسف أنتم تكذبون وانتم تعلمون أنكم كذلك وانتمائكم لا لوطن ولا تمدن بل انتمائكم لقراكم بل لعشائركم، وهذا ما نراه اليوم في أم المدائن عدن، وخير مثال على ذلك كثرة القتل والبلطجة وقلة الحياء والحيلة!! وتلتمون جميعا معا حين تعرفون أو تسمعون بأن بعض من لهم رؤى لتأسيس أو تكوين كيانات تخص عدن هنا جميعا تلتفون التفاف الحيات والعقارب!! فكيف يجوز لكم ولا يجوز لغيركم؟! فهل عدن ملك لطائفة دون أخرى؟ وعدن ملك سكانها من كل الطوائف وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الحقد ممن دمروا عدن، وعدن قريتي الجميلة، والسبب أنتم ولا حد غيركم.. ولهذا القضية الجنوبية لازالت بعيونٍ مناطقية ولا تلومون غيركم، فهي لكم قبل غيركم.. وأتمنى لو جُربوا أن يكون كوادر عدن ممن أثبت الزمن أنهم أداروها من قبل أيام كانت الميناء الثالث في العالم، وما الضير في ذلك، جربوا ولو مرة لعل الآتي أفضل. فهل من مستجيب؟! ربي نسألك الصبر.. والتأميم سبب تريف عدن دون عذر ولا تبرير ات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى