باحثون يناقشون الأبعاد السياسية لنزوح الشمال إلى الجنوب

> عدن «الأيام» خاص

>  نظم مركز مدار للدراسات والبحوث، أمس السبت، بالعاصمة عدن، وبرعاية المجلس الانتقالي، ورشة عمل حول تدفق النازحين إلى عدن (الأسباب، الآثار، الأبعاد) بمشاركة باحثين أكاديميين، وحقوقيين، وإعلاميين. 

وضمن أوراق العمل المطروحة قدم رئيس اللجنة التحضيرية للورشة د.فضل الربيعي في ورقتة تعريفا لمعنى النزوح والنازحين في المفهوم الدولي، وأسباب النزوح إلى العاصمة عدن ومحافظة لحج، جراء الحرب الدائرة في محافظتي تعز والحديدة الشماليتين.
وتطرقت مداخلة الربيعي إلى أهم المشاكل التي تتسبب بها حركة النزوح إلى عدن، وأهمها: اكتظاظ المدينة بالسكان وهو ما يتسبب في الاختناقات المرورية، وتزايد البناء العشوائي وارتفاع أسعار العقارات، بالإضافة إلى زيادة معدلات الفقر والعوز والبطالة والسرقات والتسول وانتشار الجريمة، والضغط الشديد على الخدمات العامة بالمدينة.

وأما ورقة أستاذ التخطيط والتنمية المكانية بجامعة عدن د.حسن محمود الحديثي، ركّز فيها على الآثار السلبية للنزوح على الاقتصاد والواقع العمراني في مدينة عدن من خلال الضغط على الهيكل الاقتصادي لعدن وزيادة حجم الطلب الفعال على الخدمات التي تعاني المدينة أصلاً من نقصها، بالإضافة إلى زيادة ارتفاع الأسعار وتراجع المستوى المعيشي.

فيما تناولت ورقة د.محمد عبدالله باوزير، أستاذ التاريخ بجامعة عدن، أكثر آثار النزوح خطرا على العاصمة عدن وغيرها من محافظات الجنوب في مداخلته التي حملت عنوان (إشكاليات وتداعيات النزوح إلى عدن)، هي احتمالات استغلال النازحين في تنفيذ عمليات إرهابية أو مخلة بالأمن والسكينة العامة كالسرقات، وبيع المخدرات، والتسول، والتحرش الجنسي، بالإضافة إلى المشكلات الصحية، خصوصا وأن نسبة كبيرة من النازحين هم من الشباب والأطفال، متسائلا عن مغزى النزوح إلى عدن ومحافظات الجنوب دون النزوح إلى المناطق الشمالية التي تشهد بعضها استقراراً نسبياً كأجزاء من صنعاء وريفها، ومحافظات ذمار، وإب، ومأرب، وغيرها، وهي الأقرب إلى الكثير من النازحين.

من جهتها أشارت د. أسماء ريمي، أستاذة التاريخ بجامعة عدن، في مداخلتها التي حملت عنوان (الآثار المترتبة عن عملية النزوح وتدفق النازحين إلى عدن)، إلى الكارثة البيئية التي تهدد حياة سكان مدينة عدن، وهي ما يتعرض له حوض بئر المياه (بئر ناصر) من تلوث، وهو أكبر الآبار التي تغذي عدن بماء الشرب الذي تنتشر فيه منازل ومخيمات النازحين.

الصحفي ياسر اليافعي، رئيس مؤسسة يافع نيوز للإعلام، تطرق في مداخلته إلى الاستغلال الإعلامي لملف النازحين من قبل قوى الشمال لتحقيق مكاسب سياسية، مستعرضاً عدداً من عناوين الأخبار في صحف محلية وخارجية تناولت موضوع النازحين بهدف استغلال ملفهم لتهييج المنظمات الدولية والحقوقية وإثارة الرأي العام ضد دول التحالف وإحراز مكاسب سياسية.

وأكد اليافعي على ضرورة إيجاد أعلام مضاد يوضح الحقيقة ويتناول موضوع النازحين بموضوعية، وفضح من يحاولون التلاعب بهذا الجانب الإنساني على حساب التربح السياسي.

وفتح باب النقاش للمشاركين في الورشة الذين تحدثوا عن التقارير المغلوطة التي ترفع للمنظمات الدولية حول موضوع النازحين لعدن واستغلال الحكومة لقضية النازحين ماديا دون أن تقدم لهم اللازم، وتخليها عن مسؤولياتها تجاههم، وطالبوا بإيجاد قاعدة بيانات حقيقية عن النازحين، كما دعوا أيضاً كافة المنظمات والجهات الدولية ذات العلاقة بالنازحين إلى القيام بواجبها وزيادة مستوى الدعم المقدم للنازحين وتخفيف الضغط عن عدن وسكانها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى