«سكان عدن يعيشون في برميل قمامة كبير جدا»!

> أحمد عمر حسين

>  تلك جملة نطقها قبل أكثر من عام دبلوماسي كبير بوزارة الخارجية البريطانية.. جملة من رجل لديه رؤية ثاقبة وخبرة كبيرة تحلل الأمور بدقة متناهية.
لم يكن الدبلوماسي يقصد المعنى الظاهري فقط لتلك الجملة، بل لديه مقصد معنوي آخر وهو يصف ما آل إليه وضع السكان الذين يقطنون عدن، تلك المدينة التي كتب عنها الرومان واليونان ومؤرخو العرب قديما.. عدن فرضة اليمن، وعدن جوهرة جزيرة العرب، وجوهرة التاج الذي مضى.

صحيح أن النفايات وانعدام النظافة العامة ظاهرة للعيان، وأصبح السكان يتعايشون مع ذلك الوضع المزري والذي يبعث الروائح الكريهة وينشرالأمراض كذلك.. إلا أن الدبلوماسي قد ذهب عميقا في تشخيص الأزمة بتشبيهها ببرميل قمامة كبير جدا، فهناك مغزى آخر وهو ماعاناه الدبلوماسي البريطاني وهو القمامة البشرية (الفاسدون والمفسدون)، وبالإضافة إلى ذلك سيل الحروب الناعمة التي تديرها قمامات بشرية، وتلك الحروب واضحة للعيان وفي مقدمتها إضعاف العملة للوصول بالبلد إلى الانهيار التام.

عدن ومن يسكن عدن لا يستحقون كل تلك الجرائم التي ترتكب في حق المدينة وسكانها.. عدن التي حققت النصر وبدأت معركة صد التمدد الحوثي وما وراءه من نفوذ إيراني، وذلك قبل انطلاق عاصفة التحالف.. عدن اليوم تُكافأ بعقوبات تتماهى وجرائم الحروب، وأهمها:

تدهور العملة، تنغيص حياة الناس بتدهور الخدمات الضرورية، البسط على مخططات أراض حضرية صرفت لمؤسسات حكومية كالكهرباء والاتصالات والمعلمين والعسكريين... الخ.
من يدفع ويغض الطرف عما ترتكبه جماعات مسلحة بالقيام بالبسط والتصرف غير القانوني؟ أين دور الداخلية؟ وأين أمن عدن الذي يديره شلال؟ وأين قوات الحزام؟ أم أن حاميها حراميها؟.. أجيبوا على المتضررين يا قيادات، تحملتم المسؤوليات ولم تقوموا بمهامها!

هل الرسالة تقرأ الآن هكذا: من ينتصر على المشروع الحوثي والإيراني سيعاقب كما تعاقب عدن!
حتى الآن منطقة عدن العسكرية تتجاوزها صرف المكرمة السلمانية للمرة الرابعة وتصرف لبقية المناطق العسكرية كافة.. لماذا؟!

هل ثمن التضحية والانتصار هو العقوبة كما يحصل لسكان عدن، مدنيين وعسكريين؟
إن القاضي بامخرمة قاضي عدن ومؤرخها في القرن العاشر الهجري لم يقل في قصيدته «يا ويل عدن»، بل قال الآتي:
فيا ويل صنعاء وأربابها  **  ومن حل من حولها واقترب!!

لكن الخبرة عكسوا المسألة وأصبح الويل من نصيب عدن جزاء انتصاراتها.

عدن التي لم تشترط.. عدن التي لم تساوم أو تتحايل أو تبتز أحدا بقتالها وتضحياتها.
هكذا تُكافأ عدن، وكأن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب!

وأصبح المثل يقرأ بالشكل الآتي: الذي ما تقدر تجازيه عاديه.
وهذا ما يحصل لعدن.. فمن وراء ذلك؟؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى