> فهد البرشاء

 لن نحدثك عن حال التعليم السليم المتعافي الرائع، فحاله يرثى له، ولن نحدثك عن حال المدارس ورونقها وبهرجها وأناقتها، فبعضها للخراب أقرب، ولن أحدثك عن قدسية المعلم ومكانته وهيبته وقيمته، فقد استبيحت منذ أن بات المعلم على رف الوزارة وآخر أهدافها..

ولكن دعني أحدثك- يا معالي الوزير-  عن جُرم وذنب يُضاف إلى رصيد الذنوب للحكومات المتعاقبة والحالية والتي توالت دون أن يكون لها أو لوجودها أثر يعود بالنفع على الطلاب والمعلمين، وكيف باتت مجرد حكومات تسيير لا نفع منها ولا فائدة في ظل هذه الأوضاع المتردية والمتهالكة لهذا الوطن المتخم هو وشعبه بالهموم والمآسي والأوجاع والحروب..

دعني أحدثك عن واقع أنت تعلمه جيداً وربما تغافلت عنه ولم تعره أدنى اهتمام، يتمثل في مستقبل أولادنا وطلابنا الذين تتقاذفهم المحن وأكف المزاجية والأهواء، وربما عبثية البعض ممن يصطادون في المياه المالحة والعكرة..

مستقبل الأجيال المؤلم اليوم على المحك بعد أن أغلقت المدارس أبوابها أمامهم، وبات الطالب هو ورقة الضغط والربح التي يستخدمها المعلمون لنيل حقوقهم المهدورة من قبلكم أنتم كحكومة ولكنكم لا تفقهون ولا تسمعون إلا ما تريدون..
معلمون يصرخون للمطالبة بحقوقهم، والطلاب يتسكعون في الشوارع، وأنتم تفترشون الموائد وتتلذذون بكل شيء فيها، غير آبهين ولا مكترثين بشيء، فلا يهمكم عويل المعلمين، ولا يعنيكم ضياع الطلاب..

بين هذا التسكع للطلاب والمطالبة بالحقوق من المعلمين هناك جرة قلم أعتقد أنها ستحل المشكلة برمتها إذا قضت ببعض ما يذهب من المال لجيوب (الهوامير)، وسخرته كحق للمعلم الذي بات اليوم فقيرا ولم يعد (رسولا)..
سأحدثك بما تعلم، ولكن هل ستسعون لتغيير هذا الواقع، أم سيظل الحال كما هو عليه، فتمضي الأيام والشهور والطلاب بين معلمين يبحثون عن حقوق ترقد في جنبات المحال، وبين وزارة وحكومة تعيش في سبات عميق..
نناشدكم الله ثم الإنسانية التي تحللت في وطننا،لا تتركوا طلابنا عرضة للضياع والهلاك، وكفاهم جهلا وأمية..!!