باقزقوز يستقيل من حكومة الحوثيين بسبب إهانة من مكتب المشاط

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 قدم وزير جنوبي في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) في صنعاء استقالته مساء أمس الأحد بسبب الإهانات والتهديدات التي طالته مؤخرا.

ودفعت الإهانات الحوثية والتهديدات المتتالية وزير السياحة التابعة للحوثيين الوزير الجنوبي ناصر باقزقوز لتقديم استقالته، ما يعكس طبيعة العلاقة الهشة التي تربط الحوثيين بالقيادات الموالية لها في مؤسسات الدولة الخاضعة لها.

وبث ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة منسوبة إلى وزير الجماعة الحوثية للسياحة الوزير الجنوبي ناصر باقزقوز، تضمنت تقديم استقالته بعدما ضجر من الإهانات والتهديدات التي تلقاها من القيادي الحوثي البارز أحمد حامد المعين مديراً لمكتب رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط.

واعترف باقزقوز، بحسب الوثيقة الموجهة من رئيس حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) عبد العزيز بن حبتور إلى المشاط، بأن القيادي البارز في الجماعة وعضو مكتبها السياسي أحمد حامد المكنى «أبو محفوظ» قام بتهديده أكثر من مرة ووجه له الإهانات التي دفعته للاستقالة.

ورغم تهديد باقزقوز بأنه سيغادر صنعاء إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية (المعترف بها دوليا) فإن ذلك لم يشفع له بحسب فحوى الوثيقة عند القيادي أحمد حامد للتوقف عن فرض الإملاءات عليه.

وقالت مصادر سياسية وحزبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الخلافات بين باقزقوز، وهو من القيادات المحسوبة على النسخة الحوثية من «الحراك الجنوبي»، وبين القيادي الحوثي كانت على الأموال الخاصة بصندوق الترويج السياحي الخاضع للحوثيين بصنعاء.

ففي حين يرى باقزقوز أن التصرف في هذه الأموال أمر يخص صلاحياته في حكومة الانقلاب، يسعى القيادي أحمد حامد إلى الاستيلاء على النصيب الأكبر من عائدات الصندوق، كما هو دأبه مع بقية الصناديق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القيادي الحوثي البارز أحمد حامد، تحول إلى واحد من أكبر «هوامير» الفساد داخل سلطة الحوثيين، لجهة الأموال التي يفرضها على أغلب وزراء جماعته، خصوصاً الوزراء الذين تقع تحت يدهم موارد مالية ضخمة.

وكشفت المصادر أن «الحوثي أحمد حامد يتقاضى بالقوة مبالغ شهرية بمئات الملايين من صناديق «الترويج السياحي» و«صيانة الطرق» و«النشء والشباب» و«التأمينات»، كما أنه يعد الحاكم الفعلي لأغلب وزارات الانقلاب وفي مقدمتها «الاتصالات»، فضلاً عن توليه الإشراف على ملف وسائل إعلام الجماعة».

وبحسب الوثيقة المتداولة، قال باقزقوز إنه لا يشرفه البقاء في صنعاء لحظة واحدة، في ظل التهديدات والإهانات المتعاقبة التي يتلقاها من القيادي الحوثي البارز الذي ينتمي إلى منطقة مران في محافظة صعدة، حيث المعقل الأول لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وأحد أبرز مؤيدي مؤسسها الأول حسين الحوثي.

وكشفت الوثيقة المسربة، بحسب الناشطين، عن مدى شكلية حكومة الانقلاب وهشاشتها، إذ أوضحت عدم قدرة بن حبتور على اتخاذ أي إجراء للدفاع عن وزرائه المفترضين أمام هيمنة وتغول قيادات الحوثيين.

من جانب آخر، قال وزير السياحة في الحكومة الشرعية (المعترف بها دوليا) د.محمد قباطي، إن ما يتعرض له وزراء حكومة الانقلاب (غير المعترف بها دولياً) في صنعاء «يعد نموذجاً لطبيعة الإرهاب الذي يمارس عليهم»، واصفاً استقالة وزير السياحة فيما تسمى حكومة الإنقاذ ناصر باقزقوز بالنموذج الفاضح للفساد الذي يمارس في أروقة أجهزة الدولة في صنعاء.

وشبه قباطي في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، الوزراء في حكومة الحوثيين بالعناصر الخاملة، التي يملى عليها ما يصل إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يسيطر عليه الحوثيون مهدي المشاط، من توجيهات من مستشارين إيرانيين ومن عناصر حزب الله الذين اعتبرهم الوزير اليمني يديرون المشهد السياسي في صنعاء، مشيراً إلى أن الوزراء ليست لديهم أية قدرة في اتخاذ القرارات.

واستشهد قباطي، أثناء حديثه، بالموقف الذي تعرض له أستاذ القانون الذي يحمل منصب سفير في وزارة خارجية حكومة الحوثيين في صنعاء قبل 5 أيام، حينما أوسع ضرباً مبرحاً على مرأى من إداريين في الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لمكتب الخارجية، لعدم انصياعه لأوامرهم، مؤكداً بهذه الحادثة أن جميع من يعمل في هذه الحكومة الانقلابية ليسوا إلا واجهة ودمى تتحرك كيفما أرادوا.

ويعرف عن القيادي الحوثي أحمد حامد، بحسب مصادر مطلعة على ما يدور في أروقة الجماعة، أنه بات من أكبر ملاك العقارات في العاصمة صنعاء، فضلاً عن امتلاكه عدداً من الشركات التجارية التي أسسها بالشراكة مع قيادات حوثية أخرى.
يشار إلى أن الاعتداءات التي تطول المسؤولين لم تتوقف عند باقزقوز وحسب، حيث شهد مقر وزارة الخارجية اليمنية اعتداءً مهيناً لمدير الدائرة القانونية السفير نجيب عبيد، بتوجيهات واعتداء مباشر من قبل حسين العزي وهو المشرف الحوثي على وزارة الخارجية بحكومة الحوثيين، ويتقلد منصب نائب الوزير هشام شرف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء ويعتبر مخطوف القرار من قبل الحوثيين).​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى