تركيا توسع تحقيقها في اختفاء خاشقجي وتنفي تسليم واشنطن أي تسجيلات

> اسطنبول «الأيام» أ ف ب

>
وسعت تركيا اليوم الجمعة عمليات البحث في سياق التحقيق حول اختفاء جمال خاشقجي منذ دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، لتصل الى تفتيش غابة قرب المدينة فيما تتخذ هذه القضية طابع أزمة دولية كبرى بين الرياض وحلفائها الغربيين بعدما أقر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بان الصحافي السعودي مات على الارجح.

ونفت أنقرة أيضا ان تكون سلمت مسؤولين أميركيين أي تسجيلات صوتية بشأن قضية اختفاء خاشقجي الذي كان ينتقد سلطات بلاده وكان يقيم في الولايات المتحدة وفقد أثره في أكتوبر بعد دخوله القنصلية.
وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس انه يعتقد ان خاشقجي مات.

وتنشر الصحافة التركية الموالية للحكومة منذ عدة أيام معلومات مفادها أن جمال خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل في القنصلية في نفس يوم اختفائه في أكتوبر على أيدي فريق سعودي حضر الى تركيا، مستندة بذلك الى تسجيلات صوتية تمت في المكان.

وهذا الجدل وضع المملكة، حليفة الغرب منذ عقود، تحت ضغط غير مسبوق وسط تقارير تشير الى أنها تعمل على إعداد تقرير حول هذه القضية، كما يطرح أزمة لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يقدم نفسه على أنه إصلاحي.
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان القادة السعوديين قد يلقون المسؤولية على اللواء أحمد العسيري الذي يشغل منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة والمقرب من ولي العهد السعودي.

 تفتيش غابة
قام محققون أتراك بتفتيش غابة في اسطنبول في إطار التحقيق باختفاء الصحافي السعودي  كما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأفادت صحيفة "جمهورييت" وشبكة "ان تي في" التركيتان ان أعمال تفتيش غابة بلغراد في الجانب الاوروبي من اسطنبول بدأت الخميس.

وتبعد الغابة الشاسعة والنائية 15 كلم تقريبا عن مقر القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأصبحت المنطقة هدفا للمحققين بعدما ركزت الشرطة على سيارات غادرت مبنى القنصلية في نفس يوم اختفاء خاشقجي كما أفادت شبكة "ان تي في". ويشتبه في أن إحدى السيارات توجهت الى الغابة.

وسبق أن قامت الشرطة التركية بعمليتي تفتيش للقنصلية وأخرى استمرت تسع ساعات لمنزل القنصل هذا الاسبوع.
وغادر القنصل السعودي محمد العتيبي اسطنبول متوجها الى الرياض الثلاثاء.

وتحدثت مصادر تركية ووسائل اعلام موالية للحكومة عن ضلوع الرياض في قتل الصحافي على أيدي فريق من 15 مسؤولا أمنيا سعوديا حضر خصيصا الى اسطنبول لتنفيذ هذه العملية، وهو ما نفته الرياض بشكل قاطع.

وقالت وسائل الاعلام المحلية سابقا ان الفريق السعودي وصل إلى تركيا على متن طائرتين خاصتين في نفس يوم دخول خاشقجي مبنى القنصلية مشيرة إلى أن هؤلاء عادوا الى الرياض عبر مصر ودبي.

ولم يكشف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو أي تفاصيل عن التحقيق لكنه وعد بعرض معلومات في الوقت المناسب "بشكل شفاف".

وقال خلال زيارة الى تيرانا عاصمة البانيا "من غير الوارد بالنسبة الينا ان نتشارك بمعلومة او أخرى مع أي دولة".

 "لا تسجيلات" أعطيت
العنصر الاساسي في التحقيق يتركز على تسجيل صوتي تحدثت وسيلة اعلام تركية موالية للحكومة عن وجوده قائلة إنه يثبت تعرض خاشقجي للتعذيب ثم القتل.
وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الاميركية نقلا عن مسؤول تركي كبير الخميس أن بومبيو وخلال زيارته الى تركيا هذا الاسبوع استمع الى التسجيل الصوتي واطلع على نص التسجيل. لكن بومبيو نفى ذلك.

وقال للصحافيين خلال زيارة له الى اميركا اللاتينية "لم استمع الى أي تسجيل، ولم اطلع على أي نص لمضمون التسجيل".
ونفى وزير الخارجية التركي اليوم الجمعة المعلومات التي أشارت الى تقديم الشريط لاي جهة.

وقال تشاوش اوغلو بعد يومين على زيارة بومبيو الى انقرة "من غير الوارد بالنسبة لتركيا تقديم أي تسجيل صوتي لبومبيو أو أي مسؤول أميركي آخر".
وكان ترامب أقر للمرة الاولى الخميس بانه من المرجح جدا أن يكون جمال خاشقجي مات مهددا الرياض بعواقب "خطيرة جدا" اذا ثبتت مسؤوليتها عن ذلك.

ونشرت صحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة اليوم الجمعة صورا جديدة من كاميرات المراقبة لبعض أفراد الفريق السعودي يصلون الى اسطنبول وأشارت إلى أن اثنين من الرجال وصلوا الى المدينة في أكتوبر.

 "محاولات تبرئة"
وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت سابقا ان السعوديين يحضرون تقريرا يفيد أن وفاة خاشقجي نجمت عن عملية تعذيب جرت بشكل خاطىء في محاولة لوقف موجة التنديد الدولية الواسعة ضد الرياض.
وفيما تسعى واشنطن لتجنب قطيعة طويلة الامد مع حليفتها الرياض، أبلغ بومبيو ترامب أنه يجب اعطاء السعوديين "مهلة بضعة أيام اضافية لاستكمال" التحقيق الرسمي.

وأمام الابعاد التي تتخذها قضية خاشقجي، أعلن وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين الخميس انه لن يشارك في مؤتمر اقتصادي ينظم في الرياض من 23 الى أكتوبر ليحذو بذلك حذو عدد كبير من الشخصيات التي لن تحضر المؤتمر وبينهم وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير.

ودعت عدة منظمات في مقدمها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحافيين الخميس تركيا الى المطالبة بتحقيق في الامم المتحدة حول قضية خاشقجي.

وقال روبرت ماهوني أحد مسؤولي لجنة حماية الصحافيين التي مقرها في نيويورك في بيان الخميس "يتعين على تركيا ان تدعو الامم المتحدة الى فتح تحقيق موثوق به وشفاف" مضيفا أن "مشاركة الامم المتحدة ستكون أفضل ضمانة ضد محاولات تبرئة السعودية أو ضد محاولات حكومات أخرى حفظ الملف للابقاء على علاقات أعمال مربحة مع الرياض".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى