روسيا سترد على التمارين الضخمة لحلف الأطلسي بتجارب صاروخية
> بينيست «الأيام» أ ف ب
>
وقال الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ للصحافيين أمس الثلاثاء بينما كان في غرب النروج حيث تجري التمارين «لقد تلقينا اخطارا الاسبوع الماضي حول مشاريع روسية للقيام بتجارب صاروخية قبالة السواحل هنا».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه «رغم المحاولات الخرقاء من جانب الحلف وممثلي الدول الأعضاء لابراز هذا النشاط العسكري كموقف دفاعي، لكن من المؤكد أن استعراض القوة هذا موجه بشكل واضح ضد روسيا».
واضاف ستولتنبرغ أمس الثلاثاء ان «لدى روسيا قوات بحرية كبيرة في هذه المنطقة. أتوقع أن تتصرف روسيا بشكل مهني ومحترف».
الأطلسي يبحث عن التهدئة
وأكدت «افينور»، الهيئة العامة المسؤولة عن المطارات النروجية، ان روسيا بعثت برسالة الى ابراج المراقبة في المطارات لابلاغهم ان اطلاق الصواريخ مقرر بين الاول والثالث من نوفمبر في بحر النروج.
وقال إريك لويدنغ، المتحدث باسم «افينور» أن مثل هذه الإخطارات في منطقة التدريب «ليست شائعة جدا» حسب خبرته، ولكن «لا شيء يثير القلق».
وأعلن لوكالة فرانس برس «طالما أن الروس يتصرفون بطريقة آمنة ويتولون ابلاغنا كما يجب، فإن هذا يمكن أن يحدث دون أن يسبب أي مشاكل».
بدورها، لعبت النروج ورقة التهدئة ايضا، وقال وزير دفاعها فرانك باكي جنسن للصحافيين ان «الانجراف وراء مشاعر الغضب سيجعلنا نجازف بالتصعيد». وتابع الوزير ان الروس «يحترمون القواعد ويمكنهم ممارسة التمارين كما يشاؤون».
«الحرب الباردة الجديدة»
وتقول جولي فيلهلمسن، خبيرة الشؤون الروسية في المعهد النروجي للعلاقات الدولية لفرانس برس «من الواضح تماما أن ما يسميه البعض (الحرب الباردة الجديدة) وصلت الى اقصى الشمال بشكل لم يتوقعه كثيرون بعد الأزمة في أوكرانيا في عام 2014».
وتضيف الخبيرة «اليوم، خصوصا منذ عام 2014، فإن الكرملين بات مهووسا بما يسميه (تطويق روسيا) ، مع اقتراب حلف الاطلسي أكثر فأكثر من الحدود الروسية، الأمر الذي يعتبره بمثابة هجوم عليه».
وختمت ان «روسيا لن تتخلى بالنسبة لجوارها عما ترى أنه حقها في الدفاع عن مصالحها الأمنية».
أعلنت روسيا أنها تريد اجراء اختبار لصواريخ هذا الأسبوع قبالة النروج حيث تجري منظمة حلف شمال الأطلسي تمارين عسكرية ضخمة، ما من شأنه تسليط الاضواء على تصاعد التوتر في أقصى الشمال، كما يقول عدد من الخبراء.
وتهدف هذه التمارين، وهي الأكبر التي ينظمها الحلف الأطلسي منذ الحرب الباردة، إلى اختبار قدراته لانقاذ إحدى الدول الاعضاء افي حال تعرضت لهجوهم من دولة أخرى.
ويشارك نحو 50 الف جندي، و65 سفينة و250 طائرة من 31 دولة على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الروسية النروجية في القطب الشمالي، في هذه المناورات التي تثير غضب موسكو التي كانت وعدت بـ«الرد».
وكان الجيش الروسي اعلن الأسبوع الماضي نشر أربع سفن في شمال المحيط الأطلسي لاجراء مناورات.
الأطلسي يبحث عن التهدئة
الا أن الامين العام لحلف الاطلسي سعى إلى التهدئة. وقال في هذا السياق «بالطبع سنراقب من كثب ما تفعله روسيا لكنهم يتحركون في المياه الدولية وقد ابلغونا ذلك بشكل اعتيادي».
وتتداخل المنطقة والتواريخ مع تمارين الحلف الاطلسي التي بدات في 25 أكتوبر وتستمر حتى 7 نوفمبر.
كما أكد الامين العام للحلف أن «هذا لن يغير خططنا».
بدورها، لعبت النروج ورقة التهدئة ايضا، وقال وزير دفاعها فرانك باكي جنسن للصحافيين ان «الانجراف وراء مشاعر الغضب سيجعلنا نجازف بالتصعيد». وتابع الوزير ان الروس «يحترمون القواعد ويمكنهم ممارسة التمارين كما يشاؤون».
«الحرب الباردة الجديدة»
لكن خبراء في العلاقات الدولية يرون غير ذلك.
واضافت «بعد اربع سنوات ، نرى ان التفاعلات بين الدول في هذه المنطقة اصبحت عالقة وسط تصاعد التوتر بين الاطلسي وروسيا».
إذا شعرت روسيا بالاهانة، فستقوم بنشر قواتها العسكرية. ففي سبتمبر، قامت بأكبر التمارين العسكرية في تاريخها «فوستوك- 18» مع قرابة 300 الف جندي في شرق سيبيريا وأقصى الشرق الروسي.
وختمت ان «روسيا لن تتخلى بالنسبة لجوارها عما ترى أنه حقها في الدفاع عن مصالحها الأمنية».