> أحمد عبدربه علوي
بصراحة أقول إننا لا نزال متخلفين جداً عن العالم المتقدم، والأغلبية الساحقة منا لا تعرف كم هو هائل هذا التغيير الذي يحدث في الدنيا الجديدة خلال السنوات القليلة الأخيرة. إن ما يحدث هو بالنسبة لنا تغيير لا يحيط به علمنا ولم تسمع به آذاننا ولم تره عيوننا إلا قليلا، وإذا رأيناه أو سمعنا عنه لم نؤهل أنفسنا لمواجهته والتعايش والتعامل معه، لا غير أننا متفرغون للمحن والمصائب منذ رحيل الاستعمار البريطاني في نهاية عام 1967، فكلما ذهبت مصيبة جاءت مصيبة غيرها.. أيام حياتنا كلها حروب، يذكرنا ما قاله أحد الشعراء من أبين مديرية مكيراس:
إننا بحاجة إلى لغة الحوار الهادف الموضوعي البناء في مجتمعاتنا، فالمرء (قليل) بنفسه (كثير) بأهل وطنه، فـ «اليد الواحدة لا يمكن لها أن تصفق».. دعونا نقول بكل أمانة إن بلادنا بحاجة إلى وقوف الكثير من أصحاب الكلمة والموقف، أي قدرة على العمل وتصويب المسار خاصة بعد كارثة غزو الحوثي وعصابته للجنوب وانهيار مقومات الحياة الإنسانية في الجنوب وأيضا في الشمال. فهل يعي اهل الواقع ضرورة أن نحافظ على وطننا الغالي ونسترد مكانته قبل أن نندم جميعاً، وليتنا نستيقظ قبل فوات الأوان.
قال بن قاسم علي أيش هذا الكلام * كلما راح مؤذي قال مؤذي سلام؟!
متى ستنتهي الحروب في بلادنا ويعود السلام والوئام والطمأنينة والسكينة إلى بلادنا الجريحة. «يد الله مع الجماعة» هذه الحكمة الغالية والعميقة في معانيها تعلمناها منذ حداثتنا ونسينا قيمتها مع الزمن، فنحن جميعاً نشكو من (الفردية) وندعو بل ونكرر الدعوة إلى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لبناء بلادنا المهدمة المخربة نتيجة للحروب الهمجية وغزو تجار الحروب والنهب والفيد..!
هناك مثل بريطانيا يقول «TWO AREBETTER THAN ONE»، ونطالب بأن تسود مجتمعنا لغة الحوار الصادق بنوايا صادقة، وكما يقول البعض منا نسمع الرأي والرأي الآخر، ونكرر وباستمرار أن العيب الأساسي فينا هو أن كل واحد يعمل بمفرده أو بشلته أو بقبيلته ومنطقته، ولا يروق له أبداً أن يشترك في العمل معه إنسان آخر، وهذا العيب الاجتماعي الخطير هو بداخلنا ربما منذ عصور ما قبل التاريخ، بل إن هناك من يفسر «الفرعنة» قوة قبيلته بأنها شجاعة والانفراد بالرأي ولا يريد أحدا أن يسمع من الغير إلا صدى صوته وعبقريته وحكمته المخالفة، وقادنا هذا العيب الخطير إلى صفة تخجلنا وهي «النفاق»، فكل واحد في موقعه ينافق المسئول الأول في هذا الموقع حتى يحافظ على منافعه ومصالحه الشخصية.
لا خلاف إذا أوضحنا هنا أن المتسلقين أفسدوا كل شيء، وهناك الكثير من المواطنين مستاؤون من عمائل هؤلاء المتسلقين الذين يريدون أن يكونوا بمفردهم فوق القمة، وقد أطلق على هؤلاء أعضاء حزب (أعداء النجاح)، هؤلاء إذا رأى الواحد منهم إنساناً غيره بدأ يلمع في عمله أو وجد من يمتدحه يسارعون إلى محاولة إفساد صورته.