حامل القلم مديون ومغبون!!

>
>
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين
الأستاذ الكبير والكاتب الصحفي القدير نجيب اليابلي في مقاله الذي نشره ووجهه لذوي الأيادي البيضاء بشأن مديونية المرحوم والمغفور له، بمشيئة ورحمة الله تعالى، الأستاذ عبدان دهيس، وهي مديونية تجمعت خلال سني الوحدة، وخاصة بعد تدهور الحالة المعيشية لجميع أبناء الجنوب سنة بعد أخرى، وظلت الرواتب تتآكل عن قيمتها للدولار عشية إعلان الوحدة، وكانت الأوضاع الاقتصادية تزداد تضخما والمرتب يزداد تناقصا حتى غدا اليوم من كان راتبه عشية الوحدة يساوي 300 دولار كمثال واحد فقط، وعلى ذلك نقيس بقية الفئآت الوظيفية، فمن كان راتبه يساوي 300 دولار أصبح اليوم لا يساوي 140 دولارا بسعر اليوم في القيمة الشرائية، في حين أنه من الطبيعي أن تكون الرواتب تتحسن خلال ثمانية وعشرين عاما.

من هنا أضحى الكثير، ومن ضمنهم المرحوم الكاتب الصحفي عبدان دهيس، أضحى الجميع مثقلين بالديون وليس بالخيرات الوحدوية، والخيرات الوحدوية ذهبت لفئة معينة وهي معروفة للجميع داخليا وخارجيا.
لفت نظري مديونية استهلاك الكهرباء عند المرحوم، وتذكرت مقالي الذي كتبته في 24 يونيو 2016م ونشرته مواقع عديدة منها موقع الأمناء. وعنوان المقال كان «مفارقات تستوجب النظر إليها في اليمن»، وجوهر المقال يتلخص حول المبادرة الخليجية وما تلاها من إقرار حصانة للرئيس صالح ومن شاركه الحكم طوال 33 عاما، وبالتالي الحصانة أعفته ومن معه من الملاحقة في الدماء والأرواح والأموال التي نهبت، وهي بيت القصيد هنا، فها هم بعد كل ما فعلوه وما نهبوه يحظون بالحصانة، واقترحت على الحكومة والتحالف أنه طالما ومن حكم وظلم ونهب فاز بالحماية والإعفاء، فلماذا لا يعفى المواطنون من استهلاك الكهرباء لما قبل يونيو 2016م ونزولا إلى عام 2011م، وقد كانت هناك بادرة من رئيس الوزراء السابق د.أحمد بن دغر، وهي أنه في أحد الاجتماعات في معاشق قرر تجميد المديونية السابقة ليونيو 2016م وما دونها، والبدء بتحصيل ما بعد يونيو 2016م؟، وكانت تلك بادرة طيبة لو استكملت وقفزة أخرى نحو إسقاط تلك الديون على الأقل نرحم الشعب الذي تم قتله وظلمه ونهبت ثروته، وتم إعفاء أولئك النفر رغم أن ما نهبوه يعد بمئآت المليارات من الدولارات، وديون الاستهلاك الكهربائي لم تصل ولن تصل حتى إلى مئتي مليون دولار.

طبعا الجميع غرقوا في الديون، إلا أن المأساة هي في أهل الفكر والقلم، ومنهم المرحوم عبدان دهيس، لأن المبدعين في بلدان العالم المتحضر هم من أصحاب الملايين، ولكن حالة المبدعين في بلادنا تلخصت في مقولة شاعر قديم (مالي أرى رزق التيوس مسهلا * وذوي الفصاحة رزقهم بالقانون! فيا رب أرزقني بقدر فصاحتي * وإلا فدعني من التيوس .....!).

وفعلا حامل القلم ليس مثقلا بالديون فقط ولكن مثقلا بالألم في هذا البلد الذي ذات يوم أطلقوا عليه مسمى «العربية السعيدة».
هل يلتقط الدكتور رئيس الوزراء معين هذه المقترحات ويقرر ما لم يقرره المثقلون بما نهبوا والحاصلون على الحصانة ولم يقدموا لهذا الشعب ما يستحقه من الرعاية والدعم؟
وهل أصبحت مديونية الاستهلاك الكهربائي للسنوات ما قبل يونيو 2016م من المحرمات ويمنع التطرق إليها؟ أكرر شكري للأستاذ نجيب اليابلي لتسخيره قلمه فيما ينفع الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى