جريفيثس: مشاورات السويد إنسانية والجولة المقبلة ستكون سياسية

> «الأيام» عن موقع أخبار الأمم المتحدة

>
أكد المبعوث الدولي الخاص لليمن، مارتن جريفيثس، أن عام 2018م كان مروعاً بالنسبة لليمن، لكنه أيضا حمل في نهايته، بعد المشاورات التي جرت في السويد، أملاً بإمكانية أن يكون آخر أعوام الصراع اليمني.
وقال: "إن الحوثيين والشرعية اتفاقا على تبادل الأسرى قبل التوجه إلى السويد"، مشيراً إلى أن المراقبين الذين سيصلون إلى الحديدة سيتمركزون في مواقع رئيسية مزودين بآلية إبلاغ قوية؛ لتقديم تقارير أسبوعية للأمم المتحدة.
كل ذلك جاء في حوار هاتفي أجراه موقع "أخبار الأمم المتحدة" مع جريفيثس، أمس الأول، المتواجد حالياً في العاصمة الأردنية عمان، والذي أكد أن "مشاورات السويد مجرد خطوة إنسانية، والمهم أن تكون الجولة المقبلة خطوة سياسية للأمام".

نص الحوار:

كيف تقيم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة؟
يعد ذلك من بين الأشياء التي لا يمكن معالجتها إلا من خلال الأمم المتحدة. والمثال الجيد على ذلك يتمثل في أن مراقبة وقف إطلاق النار والانسحاب سيتم تحت قيادة الجنرال باتريك كمارت الذي يتمتع بخبرة واسعة، نحن محظوظون لعمله معنا. والأمين العام نفسه حريص للغاية على التحرك بشكل عاجل على مسار تنفيذ وقف إطلاق النار. وفي غضون أسبوع من التوصل إلى اتفاق في السويد، بدأنا في رؤية الناس يتحركون ويعملون على الأرض في الحديدة. سيكون الأمر صعباً، ولكنها بداية جيدة. وبشكل عام فإن اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة قائم.

ستقوم الأمم المتحدة بدورين في الحديدة، أحدهما عبر لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي أشرت إلى أن الجنرال كمارت يرأسها، ما القدرات المتوفرة لديه لتنفيذ هذا الدور على الأرض؟
سيـُفصل الأمين العام ذلك في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، إذا حدث ما نتوقع وصدر قرار من المجلس خلال يوم أو اثنين يطلب تقديم مثل هذا القرار. تفاصيل بعثة الجنرال كمارت ستكون واضحة عندما يتوجه إلى هناك، وستتضح أيضا في التقرير المقدم إلى مجلس الأمن. ولكن، كما أعتقد، فسيتمركز المراقبون غير المسلحين تحت قيادته في مواقع رئيسية بأنحاء مدينة وميناء الحديدة، مزودين بآلية إبلاغ قوية. ووفق المتصور، ستقدم تقارير أسبوعية إلى مجلس الأمن بشأن الامتثال للاتفاق. أعتقد أن هذا الأمر مهم للغاية، ويمنح الثقة للأفراد والمجتمع الدولي ولنا في أن الاتفاق سينفذ.

هل يمكن أن تدلي لنا بمزيد من التفاصيل عن أولئك المراقبين غير المسلحين؟
سيعتمد أولئك المراقبون غير المسلحين بشكل أساسي على حسن نوايا الأطراف. الجنرال كمارت عقد اجتماعاً مع اللجنة التي يرأسها، يوم  الأربعاء (الماضي)، والأمر المهم هو أن الطرفين أعربا عن دعمهما الكامل لأنشطة المراقبة. ونحن نعلم أن ممثلي الطرفين يعرفان بعضهما البعض جيداً، وقد عملا معاً من قبل. ويعطينا ذلك بعض الثقة. لا يمكن أن ينجح اتفاق لوقف إطلاق النار عبر المراقبة فقط، ولكن النجاح يأتي عبر إرادة الطرفين. ولم أسمع من أي من الطرفين ما يثير الشكوك في أنهما سيلتزمان بذلك. لا يعنى هذا أن الأمر سهل، ولكنني واثق أن الإرادة موجودة.

ماذا عن الدور الرئيسي الذي ستقوم به الأمم المتحدة لدعم إدارة ميناء الحديدة، كيف سيتم ذلك؟
هذا أمر مهم، وقد يكون أكثر أهمية من وقف إطلاق النار نفسه. ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية والتي تتمتع بكفاءة استثنائية، وزملاؤها في وكالات الأمم المتحدة وضعوا خططاً مفصلة لذلك. كنا محظوظين في السويد بحضور ممثلين عن مكتبها وبرنامج الأغذية العالمي، الذين كانوا منخرطين للغاية في ذلك منذ البداية. وأعلم أن برنامج الأغذية العالمي، الذي غالباً ما سيقوم بالدور الرئيسي في تعزيز عمل سلطة موانئ البحر الأحمر في اليمن، قد بدأ بالفعل التفكير في كيفية فعل ذلك.

ماذا عن تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، فكما قلت هو اتفاق مهم لبناء الثقة بين الجانبين، هل حدث تقدم على هذا المسار؟
هناك تقدم، والميزة التي كانت لدينا بخصوص اتفاق تبادل الأسرى تمثلت في أن الطرفين اتفقا على ذلك قبل التوجه إلى السويد بعدة أيام. ثانياً يعرف الطرفان بعضهما البعض جيداً، وقد تفاوضا حول هذا الموضوع. ما نتصوره، وسيكون أمراً رائعاً إذا حدث، أنه سيتم إطلاق سراح أربعة آلاف سجين، 2000 من كل جانب، ونقلهم جواً من صنعاء إلى حضرموت والعكس. وسيكون ذلك رائعاً لأسر أربعة آلاف شخص، وأيضا سيكون رسالة أمل للشعب اليمني. اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كانت حاضرة أيضاً بدور داعم في مشاورات السويد، قد وافقت على إدارة النقل الجوي. وآمل أن ينجح ذلك.

ماذا عن القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها في مشاورات السويد، وتحديداً إعادة فتح مطار صنعاء والبنك المركزي؟
إعادة فتح مطار صنعاء قضية صعبة منذ سنوات، حاولت تحقيق تقدم على مسار هذه القضية منذ توليت مهمتي في مارس، خاصةً وأن الأمين العام يتخذ موقفاً قوياً حيال تلك القضية ويشعر بالقلق بشأنها. ما زلنا نتفاوض بين الجانبين للموافقة على العناصر الأساسية للاتفاق. لا نحتاج جولة أخرى من المحادثات للتوصل إلى هذا الاتفاق. الحكومة اليمنية تريد بقوة التوصل إلى هذا الاتفاق. وأعتقد أن اليمنيين يودون استئناف الرحلات الجوية عبر المطار بعد التوقف. أتمنى تحقيق تقدم على هذا المسار. بالنسبة للبنك المركزي، فالقضايا الاقتصادية أعقد قليلاً، ولكننا نود أن يعقد اجتماع ربما في عمّان أو مكان آخر بين تقنيين من البنك المركزي بمساعدة صندوق النقد الدولي لضمان وجود عملية شفافة لجمع الإيرادات، بما في ذلك من ميناء الحديدة، كأساس لدفع الرواتب بأنحاء اليمن لجميع الموظفين.

كانت نتيجة مشاورات السويد إنجازاً، ولكن الجميع يتطلعون الآن إلى الجولة المقبلة من المشاورات، ما أهم القضايا التي ستناقش فيها؟
ما آمل أن أتمكن من تحقيقه خلال الجولة المقبلة، وبالطبع سأسعى لموافقة الرئيس عبد ربه منصور هادي حول التوقيت والمكان وكذلك موافقة قيادة أنصار الله، ما نأمل، في الأمم المتحدة، في رؤيته خلال الجولة المقبلة من المشاورات هو بحث العناصر الأساسية للحل السياسي للصراع. قال البعض: "إن مشاورات السويد كانت جيدة ولكنها مجرد خطوة إنسانية إلى الأمام"، فمن المهم الآن أن نتفق على أن تكون الجولة المقبلة خطوة سياسية إلى الأمام. يجب أن نعالج القضايا الرئيسية من أجل تحقيق تقدم، وكي نعطي لليمن وللمجتمع الدولي ومجلس الأمن حساً بالتوقيت الذي سنتمكن في إطاره من التفاوض لإنهاء الصراع. أعتقد أن الجولة المقبلة من المشاورات ستقدم إجابات أوضح لتلك الأسئلة.

شهدنا النتيجة الإيجابية لمشاورات السويد، ولكن خلف الستار هل ثارت لديك أي تساؤلات تجاه العملية برمتها؟
طوال الوقت في الحقيقة. كنا سعداء للغاية بالوصول إلى السويد ورؤية الطرفين يجلسان مقابل بعضهما على نفس الطاولة. كانت لحظة رائعة. كان هناك الكثيرون الذين قالوا: "إن هذا يكفي". ولكن جميع من انخرط في هذه العملية، وأشمل هنا الكثير من السفراء والدبلوماسيين الذين تواجدوا هناك والدول الأعضاء التي دعمت العملية، كلهم أرادوا أكثر من ذلك. لقد كان أمراً مهماً للغاية أن تقرر أطراف حرب مثل التي يشهدها اليمن، أن تضع أسلحتها جانباً وتجلس معاً للحديث للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. كان من المهم الاستفادة من هذه اللحظة، وألّا تصبح مجرد تدبير لبناء الثقة. لذا كنت حريصاً للغاية على تحقيق تقدم على صعيد القضايا الرئيسية بما في ذلك الحديدة. بعض الناس كانوا متشككين بشأن ذلك، ولكن يجب أن نتذكر أننا كنا نتفاوض بشكل فاعل حول اتفاق ما بشأن الحديدة منذ مايو، بسبب القضايا الإنسانية والقلق إزاء تعقيد الوضع في المدينة والميناء. لذا كنا نعرف الكثير عن الاتجاه الذي نريد التحرك على مساره، وكنا محظوظين للغاية؛ لأن الأطراف في السويد اتفقت معنا.

عملت عن كثب مع المجموعة الاستشارية النسائية، التي حضرت المشاورات في السويد، كيف أثرت المجموعة على عملية التشاور؟
كنت أقابل عضوات المجموعة الست كل يوم. لم يشاركن في المشاورات الرسمية، ولكنهن تمكن من التواصل بشكل اجتماعي فعال مع الوفدين. لقد قدمن النصح، بصورة غير رسمية لأعضاء الوفدين، وكن يعلمونني أنا وزملائي بحقيقة ما يدور، لذا كن مصدراً مهماً هائلاً للغاية نتمنى أن يتوسع مع الوقت.

عام 2018م قارب على الانتهاء، كيف تصف هذا العام بالنسبة لليمن؟
كان عاماً مروعاً، بسبب توقعات حدوث المجاعة والمعارك التي وقعت. ولكن مع مرور الأشهر، شهدنا تركيز المجتمع الدولي على الحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي. أيضاً كان 2018م في النهاية عاماً للأمل، وهذا ما نعتقد أن مشاورات السويد تمكنت في فعله. يعني هذا أن عام 2019م، إذا حالفنا الحظ وبإرادة الأطراف، سيكون العام التي ننهي فيه هذا الصراع. آمل أن يكون عام 2018م آخر أعوام الحرب في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى