هل سينقذ جريفيثس «اتفاق الحديدة» من الفشل؟

> معاذ منصر

>
 أسبوع وأكثر مر على وصول الفريق الدولي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة، والإشراف على الانسحاب من ميناء مركز المدينة وموانئ الصليف ورأس عيسى، ولكن حتى الآن لا شيء تم تنفيذه، حيث يصطدم اتفاق السويد في الحديدة بعراقيل وخروقات لوقف إطلاق النار، والأطراف اليمنية تتبادل الاتهامات بالمماطلة والتعنت في التنفيذ.

وحتى الآن لا يزال رئيس الفريق الدولي باتريك كومارت، يسعى إلى مسايرة الوضع وترويض الأطراف، للعودة إلى مراجعة الاتفاق ومراجعة بنوده بشكل واضح، حيث إن الأطراف اليمنية تتحدث عن بنود وشروط لا وجود لها في نص الاتفاقية. وعلى سبيل المثال، ما تتحدث عنه حكومة «الشرعية» عن انسحاب لطرف حركة «أنصار الله» فقط، في حين أن نص الاتفاق يؤكد انسحاب القوات التابعة للطرفين من المواقع المذكورة. بما في ذلك، الحديث عن القوات المحلية التي ترفض «الشرعية» إعادة انتشارها في المواقع، وهو ما تقول عنه «الشرعية» إن هذه القوات تابعة في ولائها لحركة «أنصار الله»، وهذا ما لم يتحدث عنه نص الاتفاقية ولم يشر إليه بهذا الشكل وبهذا المضمون الذي لا وجود له بحسب النص.

عراقيل
وتطلق «الحكومة الشرعية» العديد من الاتهامات للأمم المتحدة، بهذا الشأن، وتقول إن تسليم الميناء للقوات المحلية، اتفاق أحادي، ولكنها لم تتحدث عن هذا الإجراء وقتها في السويد، ووقت إعلانها الموافقة على الاتفاق. ما يعني أنها لم تكن مؤمنة بالاتفاق، ولم تكن تتوقع أن خطوات إجرائية وجادة ستتم بعد مغادرة ستوكهولم، وأن فريقا دوليا سيصل إلى الحديدة. وهو الأمر الذي تقول عنه حركة «أنصار الله» إن «الشرعية» غير جادة وغير ملتزمة بما تم الاتفاق عليه.

وإزاء هذه العراقيل، التي غالبا ما تكون من الطرفين، انطلق المبعوث الأممي مارتن جريفيثس بجولة جديدة، وسيحاول إنقاذ الاتفاق من الفشل وإلزام الأطراف اليمنية بتنفيذه بحسب ما تم الاتفاق عليه في ستكهولوم. ووصل جريفيثس إلى صنعاء السبت الماضي حيث التقى قيادات في حركة أنصار الله (الحوثيين) وفي حزب «المؤتمر الشعبي العام»، بما فيهم أعضاء في الوفد التفاوضي الذي شارك في محادثات السويد.

عدم التعاون
وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، فإن المبعوث الأممي طرح على القيادة في صنعاء مسألة التنسيق والتعاون مع رئيس الفريق الدولي باتريك كومارت الذي وصل إلى صنعاء لعقد لقاء مع المبعوث الأممي. وبحسب مصادر سياسية مقربة من مكتب المبعوث الأممي، فإن الأخير ناقش مع باتريك «مسألة المعوقات والعراقيل التي تواجهه في الحديدة، وأنه بدأ مستاء من الواقع وشكا عدم التعاون من قبل الطرفين». وأكد أن «الخروقات مستمرة لوقف إطلاق النار وأنه يحاول أن يعقد لقاءات مشتركة ويعد خططا عسكرية واضحة من خلالها سيلزم الطرفين بتنفيذها، بل إنه من خلالها سيتمكن من العمل على رصد الخروقات بشكل واضح».

وناقش جريفيثس، طبقاً للمصادر، مسألة «إعداد التقرير الأول وتجهيزه، حتى يتم رفعه إلى مجلس الأمن الدولي»، لكن باتريك «لا يريد أن يكون تقريره الأول معبراً عن إخفاق، وأنه قرر تأخير التقرير حتى يتجاوز بعض التحديات والصعوبات التي يواجهها حتى اللحظة». وتضيف المصادر: «لا يريد باتريك أن يصطدم بمواقف الأطراف؛ خصوصاً وأنه أكد في أول يوم له في الحديدة، على أن دوره دور ميسر ومساعد ووسيط، وأن الدور الرئيسي قائم على الأطراف نفسها، وعلى حسن النوايا، وأن دور الأمم المتحدة هو دور مساعد ورقابي».

تقرير جريفيثس
ومن هذا المنطلق لفتت المصادر إلى أن «المبعوث الدولي مارتن جريفيثس، وافق رئيس الفريق بما تم طرحه له بهذا الشأن»، وأكدت أن «جريفيثس سيقوم برفع تقرير إلى مجلس الأمن الدولي هو أولاً، ومن المتوقع أن يقدم التقرير صورة عن جديد المفاوضات وجديد مواقف الأطراف ومصير اتفاق الحديدة، وذلك بناء على المعلومات والواقع الذي رفعه إليه رئيس الفريق الدولي باتريك كومارت، أثناء لقائه بصنعاء، ولكن بشكل دبلوماسي».

مصادر سياسية في صنعاء، أكدت أن المبعوث الأممي، ناقش مع قيادات الحوثين التي التقاها، إمكانية عقد لقاء في الأردن، وذلك لبحث الملف الاقتصادي، وإمكانية إيجاد حلول ملموسة لهذا الملف الذي لم تتمكن الأطراف اليمنية من حسمه ومن تحقيق أي خرق في إطاره. وهو ما أكده عضو «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، والذي أشار إلى أن «مشاورات قد تعقد في عمان، وستناقش الملف الاقتصادي، وليس جولة جديدة من المفاوضات».. وغادر المبعوث الأممي صنعاء إلى الرياض ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس هادي وسيناقش معه تعقيدات اتفاق السويد بشأن الحديدة، كما سيبحث معه بقية الملفات العالقة، طبقا لمصادر سياسية مقربة من مكتب جريفيثس، إضافة إلى ذلك سيناقش معه إمكانية عقد جولة جديدة لمواصلة المفاوضات والانتقال إلى الإطار السياسي العام.
عن «العربي»​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى