نحو 72 ألف مهاجر غير شرعي دخلوا الجنوب بعد الحرب عبر لحج

> تقرير/ هشام عطيري

> تدفق بشري هائل وبشكل يومي لهجرة غير شرعية من القرن الأفريقي إلى داخل البلاد في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة والمنظمات الدولية تجاه هذا الزحف المتواصل من المهاجرين غير الشرعيين، حيث شكل الشريط الساحلي بمناطق الصبيحة نقطة وصول مركزية لأولئك المهاجرين القادمين من القارة الأفريقية بواسطة مهربين متخصصين يقومون بنقلهم إلى السواحل الجنوبية للبلاد مقابل عائد مادي كبير، إلا أن بعض تلك الرحالات تنتهي بمآسٍ حقيقية جراء فقدان العشرات من المهاجرين الأفارقة في عرض البحر.

الهجرة غير الشرعية إلى داخل البلاد للأفارقة أظهرت العديد من المهربين الذين يقومون بنقلهم إلى مناطق أخرى عبر طرقات غير رملية بسيارات ذات دفع رباعي مقابل مبلغ من المال، وحول المهربون بعض المناطق الصحراوية في محافظة لحج إلى مواقع تجمعات لأولئك الأفارقة ليتم إدخالهم وتوزيعهم فيما بعد على المدن، وتحولت عملية تهريب الأفارقة إلى تجارة مربحة.


 فيما آخرون من المهاجرين غير الشرعيين تجدهم يقطعون مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى هدفهم، حيث يلاحظ أن أغلبهم من الشباب والفتيات ممن تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما.

الأجهزة الأمنية في لحج أفشلت الكثير من عمليات تهريب الأفارقة وتحفظت على المهاجرين الذين ضبطتهم، إلا أن عدم توفر الإمكانيات اللازمة لوضع أولئك الأفارقة في مخيمات خاصة وعدم قيام المنظمات الدولية المعنية بالهجرة بتصحيح وضعهم وإعادتهم إلى بلدانهم - كما تقول مصادر أمنية - دفع بتلك الأجهزة الأمنية إلى إطلاق سراح المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ضبهم.

يسلك المهاجرون خطوط سير تبدأ من لحج وتمضى باتجاه يافع حتى رداع بمحافظة البيضاء ومنها إلى صعد وحدود السعودية، فيما آخرون يتجهون من لحج نحو الضالع، ومنها يكملون وجهتهم.
 يقول أحد المسئولين في يافع: «إن العديد من المهاجرين يمرون يوميا من طريق يافع باتجاه رداع دون أن تحدث أي إشكاليات منهم».

 كل تلك التدفقات اليومية للهجرة غير الشرعية تطرح العديد من التساؤلات حول مصيرهم وأين يختفون؟! فهناك أحاديث تشير إلى أن الأفارقة تحولوا إلى عمال في مزارع القات في العديد من المناطق الشمالية، فيما آخرون يعتقد أنهم دخلوا حدود السعودية، وهذا مستبعد في الوقت الحالي نتيجة للأحداث التي تشهدها البلاد.


العميد أحمد قاسم عبد الكريم طماح، مستشار محافظ لحج لشؤون الأمن والدفاع يقول: «إن الهجرة غير الشرعية للأفارقة زادت بشكل غير مسبوق وبأعداد كبيرة، حيث يتدفقون المهاجرون إلى البلاد عبر منافذ رئيسية، ويأتون بشكل منظم ويتم استقبالهم في تلك المناطق والقيام بتوزيعهم على المهربين وإدخالهم إلى المحافظات الجنوبية ومنها إلى مناطق أخرى».

 
العميد أحمد قاسم
العميد أحمد قاسم
ويشير العميد طماح إلى أن المئات من المهاجرين غير الشرعيين يمرون كل يوم أمام مرأى ومسمع الجميع.. متسائلا عن مصير ذلك العدد الكبير من الأفارقة المهاجرين، وأين يعملون؟ ومن يستقبلهم؟ وأين يختفون؟ وأين تحط بهم الرحال؟ ومن يستوعب كل تلك الأعداد الهائلة من المهاجرين غير الشرعيين؟ وما هو العمل الذي يمكنهم أن يقومون به؟.. مطالبا كل الأطراف المعنية بالإجابة على هذه الأسئلة المهمة وتوضيحها للشارع الجنوبي. 
ورغم الحديث عن قيام التحالف العربي وبمساعدة دولية بمراقبة النشاطات والتحركات البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر إلا أنها عجزت عن إيقاف المد البشري الأفريقي إلى سواحل الجنوب، والذين يشكلون خطرا كبيرا على الأمن القومي الجنوبي.

 منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي لماذا لم تحرك ساكنا تجاه الهجرة غير الشرعية وإيجاد المعالجات لأولئك  المهاجرين من خلال إعادتهم إلى بلدانهم أو العمل على وقف تلك الهجرة غير الشرعية.


من خلال إحصائية تقريبية، فإن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الواصلون إلى الجنوب ما بعد حرب الحوثيين 2015 عن طريق محافظة لحج خلال الأربع السنوات الماضية بلغ 72 ألف مهاجر، بمعدل سنوي يقدر بـ 18 ألف مهاجر غير شرعي ومتوسط شهري يبلغ 1500 مهاجر، مما يعني 50 مهاجرا أفريقي كل يوم يدخل إلى الجنوب بطريقة غير شرعية.

هذه الأرقام للمهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون الجنوب بطريقة غير رسمية، ولكن تم حسابها من خلال تقدير عدد الواصلين بشكل يومي من منظار الحركة اليومية للمهاجرين على الطرقات الرئيسية، وتشكل خطرا حقيقيا جراء التدفق المتواصل لتلك الأعداد الكبيرة من الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين واختفائهم السريع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى