كيف يمكن تحقيق التعايش السلمي في اليمن؟

> د.باسم المذحجي

>
د. باسم المذحجي
د. باسم المذحجي
مجال تطوير البلدان يعنى به أنك متطرف تنموي، مدمن بناء بلدان، ومن هذا المنطلق فأنت تتعمد إقصاء كل المشاريع العبثية، والتخريبية، ومن هذا المنطلق فأنت تعد مطلوب أمنيًا لكل من يريد التخريب ونشر الفوضى في بلدك، أي من هذ المبدأ الاستراتيجي فالمحدد هو وزنك في التنمية، وماذا قادر لتعمل في هكذا سباق استراتيجي.
حسابات مجال تطوير البلدان تقوم على ماذا ستقدم من خطط جلب مال لتطوير بلدك، وأفكار تنموية تحقق عائدا يرفع الدخل القومي، والناتج الإجمالي المحلي، ماعدا ذلك فأنت في القائمة السوداء، والحظر الاستراتيجي التنموي، ويتم شن ثورة مضادة ضد أجندتك بكل صورها. إذا كنت شيخ قبيل فأنت عبء علينا، فأنت لا تدر الدخل بل تنهب، ولا تصنع جيلا تنمويا بل أتباع جهلة، وهكذا إذا كنت سياسيا أو عسكريا أو طائفيا ميليشاويا، كيفما كنت فماذا أنت مقدم للتنمية، وراتبك الذي تتقاضاه بأي وجه طالما منصبك يعد رقم «صفر» وقيمك وسياساتك رقم «صفر» والحديث لجماعة الحوثي، فكذلك فأنتم رقم «صفر»، ولاشيء، NOTHING.

فكرة بناء وتطوير البلدان تقوم عل القفز على الجميع، وبناء مجال فسيح لا يقبل، ولا يعتد إلا بمن سيطور البلد، وسيجلب المال التنموي، وليس استراتيجية نشر القتل، والدمار، والتخريب من الوهلة الأولى، ونهب ثروات الوطن، وإفرغ جيوب المواطنين، واستثمار حاجياتهم، ومعاناتهم، ومستقبلهم.

برنامج القبيلة في اليمن
القبيلة عبارة عن عدد من المشاريع بنيت على الإقصاء، والاستحواذ، والعسكرة، والملشنة، والسياسة، والتحكم بالشعب. بمعنى نفس الفكر لكن يختلف القناع الذي تدير به الأجندة، وتوقيت تغيير القناع بناء معطيات الواقع الآنية.
أليست جماعة الحوثي قبيلة، وتماهت معها جل القبائل اليمنية؟!!
أليست قبائل اليمن في 2011 حاولت التحول إلى مدنية كما وصفها المفكر العربي الشهير محمد حسنين هيكل؟!
أليست القبيلة هي مخزون السلاح والمقاتلين، وملاذ المتطرفين، والإرهابين، والمتشددين؟!
أليست القبيلة التي تحكم اليمن منذ 1990 حتى يومنا هذا 2019، ومن هذا المنطلق يوجد تنوع في القبيلة، والذي يهدف إلى إفشال التنمية الاستراتيجية في اليمن؟!!
برنامج القبيلة يضرب مفهوم المواطنة ومقوماتها في صميمها البنيوي والاستراتيجي.
بالرجوع إلى أن المواطنة في الاصطلاح المعاصر تعني انتماء الإنسان إلى دولة إقليمية معينة، وعلاقة اجتماعية بين الفرد والدولة، والتزام بالتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، واحترام نظام الدولة، ومشاركة في الحقوق والواجبات.

مقومات المواطنة:
(1)
الانتماء: أي شعور الإنسان بالانتماء إلى مجموعة بشرية ما، وفي مكان ما (الوطن) على اختلاف تنوعه العرقي والديني والمذهبي مما يجعل الإنسان يتمثل وينتمي ويندمج مع خصوصيات وقيم هذه المجموعة.
(2)
الحقوق: التمتع بحقوق المواطنة الخاصة والعامة، كالحق في الأمن والسلامة والصحة والتعليم والعمل والخدمات الأساسية العمومية، وحرية التنقل والتعبير والمشاركة.
الواجبات: كاحترام النظام العام، والحفاظ على الممتلكات العمومية، والدفاع عن الوطن، والتكامل والوحدة مع المواطنين، والمساهمة في بناء وازدهار الوطن.
المشاركة في الفضاء العام : المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية ( الانتخابات والترشيح )، وتدبير المؤسسات العمومية، والمشاركة في كل ما يهم تدبير ومصير الوطن.

إدارة التنوع في اليمن
القبول بالحكم الذاتي والإدارة الذاتية يعد أرقى وسائل التعايش السلمي في عصرنا الراهن.
المكسب وليس الخسارة. ثورة تطوير البلد ثورة من نوع آخر، ثورة ضد الاستبداد.

عندما يقوم برنامج تطوير البلدان بتحليل أي مشروع يتم تقييمه عندما يصبح معطلا وتلكم أمور مفروغ منها فيما يخص القبيلة وبرنامجها السياسي والميليشاوي.
قدرة أي برنامج غير تنموي أو مشروع تدمير يعتمد على التعطيل ونشر العبثية عندما يصطدم بالقواعد الكبرى لأي تعايش سلمي.

القواعد الكبرى لأي تعايش سلمي
1 - أمن واستقرار
2 - نظام وقانون
3 - حقوق والتزامات
في اليمن لا يمكن لهذه القواعد الكبرى أن تتحقق إلا بعد تحقيق عدد من الشروط الاستراتيجية:
- تقسيم جيوبولوتيكي بمميزات تأهيل دول.
- إعادة تأهيل القبيلة.
- إعادة تأهيل الجنوب كدولة.
 ثم نلج في مرحلة الفرق ما بين التنوع والمساواة والتنوع الثقافي واختلاف الثقافات في مرحلة استراتيجة لاحقة.
كيف يتم ذلك؟
عبر تحقيق الآتي:
1- التأكيد على النطاق الجيوسياسي المشترك.
2 - التأكيد على الكفاءات والتكنوقراط في إدارة البلد.
3 - التأكيد على نبذ الإرهاب ومن يدعمه ويغذيه.
إن المنافسة الحرة في المجال السياسي والاقتصادي هي الحل نظرًا لأن الصراع على الثروة يقود الى التهديد والصراع.

عينة نموذجية استراتيجية
في اليمن نتفاوض حول النزاعات، ولم نتفاوص حول التنمية، وذلك ثابت في الحوار الوطني الشامل..
اليمن تمر بمرحلة صعبة والمسئولية كبيرة، كيف نحقق التعايش ما بين المختلفين سياسيا مذهبيا.
لنحدد نوع الاختلاف ليكون مدخلا للتعايش
فحص عينة مقاربة واقعية
10 % اختلاف مذهبي: برعاية شمال الشمال في اليمن.
40 % اختلاف سياسي: برعاية الشمال والمرتفعات الوسطى.
60 % اختلاف اقتصادي وتنموي: كل اليمن.

أنواع التعايش السلمي في اليمن
1 - تعايش ديني: 90 % يمثل اليمنيين.
تعايش عرقي التفاحر بالألقاب: 10 % تمثل اليمنيين.

ضوابط التعايش الاستراتيجي
هي الحقوق والواجبات
عينة واقعية (1)
استعلام بين المواطنيين حول انفصال الجنوب.. كان هناك رد جماعي من الشمال سننزل لهم جمعيا، وسنخضعهم بالقوة.
عينة واقعية (2)
إذا تمتع أبناء تعز بحكم ذاتي. كان الرد سيتم سحلهم، استعلام شعبي
نحن نواجه ازكاء النزاع والمفاجأة من جماعات وأفراد تدعي المواطنة، القيادة، والتي تبطل أهم اشتراطات المساواة بين اليمنيين، لأن المساواة بين كل الأفراد تعد لب التعايش السلمي، فانقاص الحقوق يعني انقاص الواجبات، لذلك يجب أن نخوض تجارب جديدة في اليمن.

توطيد السلم الأهلي في اليمن
تحقيق التعايش السلمي يتطلب إدارة التنوع، والتنوع الناجح لابد ونحتاج إلى التكافؤ بين أفراد المجتمع والأخير لا يتحقق إلا عندما نقوم ببناء استراتيجية تضمن توافر الموارد البشرية الايجابية والموارد المالية الفعالة لإدارة التنوع في اليمن.

اتباع الدراسات الوقعية حول التعايش السلمي في اليمن
الفكرة هنا تكمن بعدم بناء التعايش السلمي بما يروق للأحزاب أو المصالح الشخصية أو نهج القبيلة الحاكمة بل بموجب هيكل اجتماعي واقعي وثقافي لنتمكن من تغيير الواقع بمرور الوقت أو وفقا للمتطلبات التنموية والاستثمارية.
إدارة التنوع في اليمن: قضايا وتحديات!!
نبحث المتطلبات القانونية والسياسية والمبادئ التي تمكنا من مواجهة التحديات. اليمن مجتمع متنوع الأشكال وليس أحادي الشكل، ولذلك يتوجب منح كل مجتمع الاستقلالية وحرية صناعة القرار..

عينات ثقافية في اليمن
مجاميع مسلوبة القرار 45 %
مجاميع مصلحية براجماتية 15%
 مجاميع عملية حضارية 40 %

عينات خطاب موجه
كلها تدعي العدالة والمساواة، لكنها بروباغاندا تسلطية في نهاية المطاف، وهذا يقودنا إلى محاولة إجبارها على تلافي مكامن الفشل المتوقعة..
- التقييم الموضوعي من خلال ثقافة الإنجاز
أحزاب
الثقافة التنظيمية للأحزاب تكرس الفوضى والخراب والعبثية شأنها شأن الطائفية الميليشاوية.
قبيلة خذ العمر 34 سنة لليمن منذ حكم القبيلة بدون تعطيل، وليس سنة واحدة 2019 ، وتعطيل مضاد.
قادة التقييم الموضوعي من خلال الابتكار، والتحديث

ماهو الإطار العام والبيئة
الحاضنة للتعايش السلمي؟
ما هو المفضل والمرغوب لدى اليمنيين؟
أنموذج ثقافة هرمية للتعايش في اليمن.
لا مشروع للقبيلة (القاعدة الهرمية)
تفكيك جيوبوليتيكي (منتصف المثلث الهرمي)
إطار سياسي جامع توافقي (الهرم)
هناك علاقه استراتيجية ما بين التعايش السلمي والتنمية في اليمن..
لإدارة التنوع في اليمن، والثقافة وتحقيق التعايش السلمي لابد من بناء ثقافة تنظيمية ترتكز على التنوع، والأختلاف في القبيلة، والأحزاب، والمصالح، والتنمية والتطوير، والتغيير. نحتاج إلى دمج الأفكار في نمط جديد أساسها فوائد جديدة محتملة..
أمثلة
المنظور الواسع للتعايش السلمي وإدارة التنوع في اليمن
التعليم (1)
المعتقد الديني (2)
الموقع الجغرافي (3)

مخطط استراتيجي
- نمط الاتصال: حضاري أم همجي (1)
- نمط النشاط الاجتماعي: خبرات قتالية أم تنموية واستثمارية (2)
- القدرة على رفع مؤشرات الناتج المحلي والدخل القومي (3)
- التوجهات المستقبلية (4)

التعايش في اليمن لابد ويبنى
 على الأبعاد التالية:
1 - وجهة النظر الأولى:
التضيق على أجندات القبيلة، والمعتقدات الدينية، والأقدمية في صناعة القرار.
2 - وجهة النظر الثانية:
مفهوم أوسع للمستوى التنظيمي للقبيلة والأحزاب والنخب بحيث يتم إشراك الجميع في الدائرة التنظيمية.
3 - وجهة نظر ثالثة:
القفز على المنظور الأول والثاني بالاعتماد على المخططات التنموية والاستراتيجية وإفساح المجال لها لترسم مستقبل اليمنيين. وهذا هو الأنجع للحالة اليمنية نظرا لأن الوجهات السابقة إعادة تأهيلها معطلة وتضيع الوقت وتستنفد الجهود في إعادة هيكلتها وإصلاحها على المدى البعيد.

الصورة النهائية للتعايش
 السلمي في اليمن
1 - الإدارة الجغرافية تحل محل مفهوم الحكم الذاتي والانفصال...الخ (1)
مواقع ومجموعات العمل تحل محل فرق سياسية، أو قيادات عسكرية، أو نخب قبلية وعشائرية (2)
3 - نوع ومجال العمل التنموي والأهداف والمكاسب المستقبلية هو العمود الفقري للتعايش السلمي في اليمن.
القضية في اليمن ترتكز إلى أصل الاختلاف، وأصله سياسة الاستبداد والإقصاء والهيمنة والتي لا يمكن الخلاص أو الفكاك منها إلا عبر الإدارة الجغرافية المستقلة، وتنوع السلوك التنظيمي، والقيم التنظيمية ونبذ التعالي العرقي والمعتقد السياسي والتحريض السياسي والميليشاوي الطائفي. يمن بثقافة جلب الاستثمارات والتنمية البشرية والصناعية هي بوصلة التعايش السلمي في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى