هل يصلح هانت ما أفسده جريفيثس؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
هاجم قادة الجماعة الحوثية، أمس الأحد، وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، على خلفية تصريحات حث فيها هنت الحوثيين على سرعة الانسحاب من موانئ الحديدة والعمل على تنفيذ اتفاق ستوكهولم.

وكان الوزير البريطاني بدأ جولة في المنطقة من سلطنة عمان التقى خلالها المتحدث باسم الجماعة الحوثية، محمد عبدالسلام، قبل أن يصل أمس إلى السعودية للقاء المسؤولين، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأكد هانت وجود عدم ثقة بين حكومة الشرعية والجماعة الحوثية لتنفيذ الاتفاق، في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر». وقال: «إن التقدم الحاصل هش لكنه قريب من تحقيق مخرجات محادثات السلام حول اليمن المدعومة من الأمم المتحدة».

وأضاف: «هذا ما بحثته مع الرئيس اليمني هادي، هناك عدم ثقة، وتطبيق اتفاق ستوكهولم يستغرق أطول من اللازم، لكن لا توجد خطة أفضل، لذا علينا مواصلة الجهود لإنهاء الأزمة». وفي سياق متصل ذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن الرئيس هادي استقبل الوزير البريطاني بحضور وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، في مقر إقامته في الرياض، وتناول النقاش «جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك».

وفيما أثنى الرئيس اليمني على قرار المملكة المتحدة القاضي بتصنيف حزب الله اللبناني جماعة إرهابية، امتدح الجهود البريطانية والمساعي الدؤوبة «للدفع نحو السلام والاستقرار الذي يتطلع إليه وينشده الشعب اليمني في إطار متابعة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، والذي يعد مفتاح السلام والخطوة الأولى على طريق إحلال السلام الكامل في اليمن».

وأوردت وكالة «سبأ» الحكومية أن الرئيس هادي أشار خلال لقائه مع هانت «إلى ما تقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية من مماطلة وتعنت واضح في تنفيذ بنود اتفاق الحديدة، على رغم من مرور أكثر من ثمانين يوماً على اتفاق ستوكهولم، ومن ذلك أيضاً تعطيل الإفراج الشامل والكامل عن كافة المعتقلين والمحتجزين والأسرى كإجراء إنساني وخطوة من خطوات بناء الثقة تم الاتفاق عليها في ستوكهولم، وكذلك استمرار حصار مدينة تعز».

وقال هادي: «ستظل أيادينا ممدودة للسلام وفقاً لمرجعياته المحددة، وسنبقى حريصين كل الحرص على تنفيذ اتفاق ستوكهولم المتصل بالحديدة وموانئها، وكذلك ملف المعتقلين والأسرى والمحتجزين».
وفي تغريدة على تويتر قال وزير الخارجية البريطاني: «إنه اتفق مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، عادل الجبير، على انسحاب الحوثيين من الحديدة بشكل فوري».

كما شار الوزير البريطاني إلى أن المحادثات التي أجراها مع وزير خارجية السعودية، إبراهيم العساف، كانت مثمرة حول الشراكة الإستراتيجية، مضيفاً: «شراكتنا مع السعودية ساهمت في جعل بريطانيا آمنة»، وأضاف: «ناقشت مع الوزير العساف والجبير في الرياض سبل تحقيق تقدم في سلام اليمن، واتفقت مع الجبير على ضرورة أن تنسحب ميليشيا الحوثي من الحديدة فوراً، للسماح بفتح ممر إنساني». كما أشار إلى بحثه مع الجبير تطورات التحقيق في قضية خاشقجي.

في غضون ذلك قابلت الجماعة الحوثية الضغوط البريطانية لتنفيذ اتفاق السويد بمهاجمة تصريحات وزير الخارجية، جيرمي هانت، ووصفتها بـ «الفاضحة» على لسان القيادي البارز في الجماعة ورئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي.

وقال الحوثي في تغريدات على «تويتر»: «تصريحات جيرمي هانت فاضحة لسياسات بريطانيا وأمريكا»، زاعماً أنهما هما من أعطتا إشارة بدء المعارك في الحديدة، وتريدان الآن تكرارها. على حد زعمه.
ووصف الحوثي هانت بأنه «غير مخول ليكون وسيطاً نزيها أو يحق له إظهار صوت محايد»، في هجوم يرجح أنه يشير إلى رفض الجماعة الحوثية لما طرحه عليها الوزير البريطاني أثناء لقائه مع المتحدث باسم الجماعة في مسقط.

وفي ذات السياق الذي تحاول فيه الجماعة أن تستمر في تعنتها وعدم تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة والانسحاب من موانئها، زعم القيادي في الجماعة عبدالملك العجري في تغريدة على «تويتر» أن اتفاق السويد مع الحكومة الشرعية تطرق إلى إعادة الانتشار العسكري وليس الأمني. ويعكس هذا الفهم الحوثي للاتفاق تمسك الجماعة بوجودها العسكري في الحديدة وموانئها عبر ميليشياتها التي ألبستها بزات قوات الأمن المحلية وشرطة خفر السواحل، بغية تنفيذ انسحاب شكلي فقط لا يسمح بتسليم المدينة والموانئ للقوات الشرعية والسلطة المحلية القائمة قبل انقلاب الجماعة في 2014.

وكان وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، طلب في بيان رسمي، أول من أمس، من الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن جريفيثس تحديد الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بعد مرور شهرين ونصف تقريباً دون إحراز أي تقدم، وبخاصة فيما يتعلق بإعادة الانتشار في الحديدة.

وقال اليماني إن الميليشيات الحوثية رفضت الانسحاب في المرحلة الأولى كما هو مقرر في خطة الجنرال الأممي رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وكبير المراقبين، مايكل لوليسغارد، والتي كان يفترض أن تنتهي يوم الخميس الماضي.
وعاد المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، الأسبوع الماضي من صنعاء دون أن يتمكن من لقاء زعيم الجماعة الحوثية أو يحرز أي تقدم في مشاوراته مع قادة الميليشيات حول تنفيذ عملية الانسحاب بموجب الخطة الأممية التي وضعها لوليسغارد.

وأظهر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، حزماً أكبر حينما طالب الحوثيين الموالين لإيران بالانسحاب من الحديدة، بعد أن استثمروا اللين الذي تبديه لندن تجاههم في ربح الوقت والمناورة، لإفراغ اتفاق السويد بشأن الحديدة من أي التزامات قد تقود إلى الانسحاب من المدينة اليمنية الإستراتيجية.

ويأتي هذا التحول في الإستراتيجية البريطانية تجاه الحوثيين بعد أيام قليلة من تصنيفها حزب الله اللبناني الموالي لإيران منظمة إرهابية، وهو ما قد يكشف عن تغيّر في المزاج البريطاني تجاه إيران وحلفائها في المنطقة.
وتشير أوساط يمنية إلى أن لندن بدأت تشعر بالقلق من أن التهرب الحوثي من السلام قد يفوّت عليها فرصة الإمساك بالملف اليمني، وفرض حل في الحديدة يتماشى وإستراتيجية العودة البريطانية إلى المنطقة من بوابة الميراث الإمبراطوري القديم، الذي تستنجد به لتأسيس مرحلة ما بعد الانفصال عن أوروبا.

ولتبديد الصورة التي ترسم بريطانيا كراعٍ لبقاء المتمردين الموالين لإيران في مواقعهم بالحديدة، تحرك هانت في جولة خليجية تشمل سلطنة عمان والسعودية والإمارات لتأكيد أن بلاده معنية بتسريع الحل في اليمن، وأن ما بدا من «تفهُم» لمخاوف المتمردين لا يعدو أن يكون من باب توفير أجواء من الهدوء بما يساعد على تنفيذ اتفاق.

وتشير دوائر سياسية غربية إلى أن تغيراً لافتاً طرأ على الموقف البريطاني إزاء الملف اليمني خلال الفترة الأخيرة، وبلغ ذروته في اجتماع الرباعية الدولية حول اليمن الذي عقد على هامش مؤتمر وارسو منتصف فبراير الماضي، وهو الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وأسفر عن بلورة موقف موحد تجاه الأزمة اليمنية.

ميدانياً فخخت جماعة الحوثي مخازن الغذاء التابعة للمنظمات الأممية في محافظة الحديدة، حسبما قالت الحكومة اليمنية.
وأكد عبدالرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية في الحكومة رئيس اللجنة العليا للإغاثة، أن «الميليشيا زرعت ألغاماً وعبوات ناسفة في مخازن الغذاء التابعة للمنظمات الأممية بمحافظة الحديدة، في جريمة لم يسبق أن أقدمت عليها أي جماعة في التاريخ، غير الميليشيات الحوثية الانقلابية».

ودعا الوزير فتح الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى إدانة هذا التصرف الإجرامي الذي يهدف إلى حرمان الشعب اليمني من المساعدات الإغاثية، واتخاذ الإجراءات الحازمة والجادة لوقف كافة الأعمال الإرهابية، التي يقوم بها الحوثيون بحق الأعمال الإغاثية والإنسانية في الحديدة، وغيرها من المحافظات غير المحررة.

كما أكد الوزير، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم التي تقوم بها الميليشيا بحق الأعمال الإغاثية غير مقبول، مشدداً على ضرورة قيام المنظومة الأممية والدولية بإجراءات فورية، تعمل على الإنهاء السريع والفوري لكافة أشكال الانتهاك بحق العملية الإنسانية في اليمن.

في غضون ذلك أدى تصعيد الحوثيين في محافظة الحديدة إلى مقتل مدنيين، بينهم طفل، وإصابة آخرين إثر قصف على منازل السكان في مديرية التحيتا جنوب المحافظة. وأفاد موقع «ألوية العمالقة» الحكومية بأن الميليشيات استهدفت صباحاً الأحياء الشمالية لمديرية التحيتا بأكثر من 12 قذيفة هاون ومدفعية وصاروخية، وهو ما تسبب في مقتل مدنيين اثنين، أحدهما طفل، وإصابة العشرات من المواطنين، معظمهم من الأطفال، كما تهدمت الكثير من المنازل.

وحسب الموقع، أمطرت الجماعة مركز المديرية بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ، بعد أن كانت كثفت القصف مساء الجمعة على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في المديرية نفسها بقذائف الهاون ومدافع الهاوزر.
وقال المركز الإعلامي لقوات العمالقة إن القوات خاضت معارك عنيفة شمال مدينة البرح غرب محافظة تعز، فيما قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات للحوثيين، ودمرت أسلحة ثقيلة بينها دبابة.
وأشار إلى أن عدداً من الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى، دون أن يورد حصيلة محددة، إلا أن الموقع أكد أن الميليشيات تتكبد خسائر كبيرة بشكل يومي في هذه الجبهة جراء المعارك مع قوات الجيش.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى