د.ياسين: زيارة هانت لعدن مؤشر على أن «المراوغات» لم تعد مقبولة دوليا

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
أبدى وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، مخاوف من عودة الأوضاع في اليمن إلى حرب شاملة بسبب عدم تنفيذ الاتفاق بين حكومة الشرعية والجماعة الحوثية، في وقت لمح بيان رسمي من الخارجية البريطانية إلى أن جولة هانت في المنطقة قد تكون آخر فرصة لإنقاذ اتفاق السويد وعملية السلام.

وأكمل الوزير البريطاني جيرمي هانت جولته الجديدة في المنطقة بزيارة مدينة عدن، في سياق الجهود التي تبذلها لندن لتعزيز فرص السلام في اليمن، والضغط على الجماعة الحوثية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وتزامنت التصريحات البريطانية مع تصعيد حوثي، أمس وأمس الأول، في محافظة الحديدة هو الأعنف منذ أسابيع، بحسب مصادر ميدانية عسكرية، إذ شن الحوثيون هجمات استمرت عدة ساعات على مواقع القوات الحكومية شرق المدينة وجنوبها، وفي أنحاء متفرقة من أريافها الجنوبية.

التقارب البريطاني مع الحوثيين -إثر التراجع المستمر للتعهدات التي قطعتها جماعة الحوثي للالتزام بالاتفاقات المبرمة بحضور المندوب الدولي مارتن جريفيثس- لم يدم طويلا.
ورفع وزير الخارجية البريطانية، جيرمي هانت، من حدة إدانته للحوثيين أثناء زيارته عدن، محذراً من «موت اتفاقات السويد خلال أسابيع».

واستبقت الجماعة الحوثية التحوّل في الموقف البريطاني بمهاجمة لندن والتشكيك في دورها في الأزمة اليمنية، حيث شن القيادي في الجماعة الحوثية، محمد علي الحوثي، هجوماً غير مسبوق على وزير الخارجية البريطاني، ووصف تصريحاته التي دعا فيها الحوثيين صراحة إلى الانسحاب من الحديدة بأنها «تصريحات مضللة».

وفي تغريدة على «تويتر» لوزير خارجية بريطانيا هانت، قال إنه أكمل زيارته لليمن، غير أن أفكاره تدور من ميناء عدن حول «سبب عودة الوضع بسرعة إلى حرب شاملة، وما يجب أن يحدث لوقف ذلك».
وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً حول زيارة هانت إلى اليمن لتعزيز الدعم لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وأشار البيان إلى أن هذه هي أول زيارة لوزير خارجية غربي إلى اليمن منذ بدء النزاع في 2015. كما أنها أول زيارة لوزير خارجية بريطاني منذ عام 1996.
وقال البيان إن زيارة هانت إلى عدن كانت جزءاً من جولة خليجية ركزت على اليمن، وشارك خلالها أيضاً قادة إقليميون، من بينهم السلطان قابوس في عُمان، ووزير الخارجية السعودي العساف، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في الإمارات العربية المتحدة.

وعد البيان هذه التحركات البريطانية في المنطقة جزءاً من جهود المملكة المتحدة المستمرة في سياق حملة دبلوماسية لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. كما أشار إلى أنه سبق لوزير الخارجية البريطاني أن شارك في محادثات ستوكهولم التي عقدتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، وفي المحادثات الوزارية الرباعية (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة)، في وارسو، في فبراير.

وحذّر وزير الخارجية البريطاني، بحسب البيان، من فشل اتفاق ستوكهولم كلياً، وقال: «من الممكن أن تموت العملية في غضون أسابيع، إذا لم نحاول دفع الجانبين للالتزام بتعهداتهما في ستوكهولم».
وأضاف: «الناس في اليمن على شفا المجاعة، ولا يرغب أي طرف من الأطراف في العودة للقتال. وعليه، فإن الآن هو الوقت المناسب لالتقاط نفس عميق، وتنحية مشاعر الغضب وغياب الثقة جانباً، بعد 4 سنوات من القتال المرير، علاوة على أن الإقدام على المخاطرة أمر ضروري دوماً في بداية أي عملية للسلام».

وأوضح البيان البريطاني أن المملكة المتحدة هي أكبر مساهم غربي للمساعدات في الأزمة اليمنية، بنحو 770 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2015.
وفي معرض تعليق السفير اليمني في لندن، ياسين سعيد نعمان، على زيارة هانت إلى عدن، قال إنها مؤشر على أن «المراوغات الحوثية بالحديث عن السلام لإطالة أمد الحرب لم تعد مقبولة لدى الجهد الدولي لإنهاء الحرب بإنهاء أسبابها».

وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن نائبي رئيس الوزراء، د.سالم الخنبشي وم.أحمد الميسري، التقيا في عدن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، والوفد المرافق له. وكرس اللقاء لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن، والجهود الدولية الرامية لإحلال السلام، ودفع ميليشيات الحوثي لتنفيذ اتفاقات ستوكهولم.

وأكد نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية، أحمد الميسري، أن «موقف الحكومة الشرعية ثابت، وينشد السلام الدائم، رغم أن قوات الجيش الوطني كانت قاب قوسين أو أدنى من تحرير مدينة الحديدة. ومع ذلك، فضلت الدخول في مفاوضات ستوكهولم إيماناً منها بخيار السلام».

وأشار الميسري إلى استمرار الميليشيات الانقلابية في رفضها لجهود السلام، وقال: «ميليشيات الحوثي كل يوم تضع المزيد من العراقيل والتحديات، والمماطلة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مشاورات السويد».
وأوضح أن «الحل الجذري لإنهاء الحرب، وإرساء دعائم السلام، يكمن في إزالة الأسباب الجذرية لاندلاع الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي بانقلابها على السلطة الشرعية، وذلك بتطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتفق عليها محلياً، والمؤيدة دولياً، والمتمثلة في: المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار 2216».

وكان وزير الخارجية البريطاني قد التقى المتحدث باسم الجماعة الحوثية في مسقط، لحث الجماعة على الانصياع لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، غير أن قادة بارزين في الجماعة، من بينهم محمد علي الحوثي، هاجموا الوزير البريطاني، ووصفوا تصريحاته بـ «الفاضحة».

ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن مصادر ميدانية أن كبير المراقبين الدوليين ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، مايكل لوليسغارد، لا يزال يعمل مع ممثلي الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية أملاً في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار التي تشمل ميناءي الصليف ورأس عيسى، وهو ما كانت الجماعة الحوثية قد رفضت تنفيذه للمرة الخامسة من الموافقة عليه.

وكانت مصادر دبلوماسية وصحفية كشفت مطلع الأسبوع عن تحولات طرأت على الموقف البريطاني وبلغت ذروتها أثناء انعقاد مؤتمر وارسو منتصف فبراير الماضي، حيث عقد على هامش المؤتمر اجتماع محوري للجنة الرباعية الدولية تبنى رؤية موحدة للتعامل مع إيران وأذرعها في المنطقة واتباع سياسة أكثر حزماً تجاه الميليشيات الحوثية.

وانعكس التحول اللافت في الموقف البريطاني من خلال التصريحات، التي تبناها وزير الخارجية البريطاني وسفير المملكة المتحدة في اليمن مايكل أرون، والتي عدها مراقبون نقطة تحول فارقة في مسار الأزمة اليمنية بعد تضييق الفجوة بين موقفي واشنطن ولندن، والتي ساهمت في تشجيع الحوثيين على اتخاذ مواقف أكثر تصلباً.

وأكد أرون أن سلامة السعودية الكاملة وخلو اليمن من أي تأثير إيراني، هما أهم أهداف بريطانيا في اليمن، ولا تسوية سياسية قادرة على إنهاء الحرب دون تحقيق ذلك.
وقال السفير البريطاني، في حوار نشرته صحيفة «الرياض» السعودية، إن قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية، لا يمكن تجزئته عن دعم وتسليح حزب الله للميليشيا الحوثية البدائية التي تحوّلت إلى شكلها الخطير الحالي بفعل تدريب حزب الله ودعم إيران.

وجاء التحرك البريطاني المتمثل في جولة وزير الخارجية البريطاني في عمان والإمارات والسعودية واليمن، في أعقاب فشل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس أثناء زيارته لصنعاء في إقناع الحوثيين بضرورة تنفيذ اتفاقات ستوكهولم.
صحيفة العرب اللندنية نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن جريفيثس نقل رسائل شديدة اللهجة إلى قادة الحوثيين وضعهم فيها أمام التحولات التي شهدها الموقف الدولي من الملف اليمني، وأن الموقف الدولي بات موحداً أكثر من أي وقت مضى إزاء التعنت الحوثي الرافض لتنفيذ مخرجات مشاورات السويد، وأن جولات المناورة الحوثية وصلت إلى نهايتها.

وكان هانت قد تحدث قبيل زيارة جريفيثس الثالثة إلى صنعاء خلال شهر عن إمكانية انسحاب الحوثيين من الحديدة وموانئها الثلاثة، لكنه أكد في ذات الوقت وجود فرصة كبيرة لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشلت جهود إقناع الحوثيين بتنفيذ اتفاقات ستوكهولم.

ووصلت المفاوضات الجارية لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة والتي تضمنت انسحاب الحوثيين من ميناء الصليف ورأس عيسى إلى طريق مسدود، نتيجة رفض الجماعة الحوثية تسليم الموانئ إلى قوات أمنية وإدارة حكومية تعود لما قبل الانقلاب في سبتمبر 2014 وإصرارها على تسليم الموانئ لعناصر محلية تابعة لها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى