حمقى ومغفلون ! (1-5)

> علي محمد تمام

> عقلاء فعلوا أفعال الحمقى

اليوم ستناول ذكر أخبار جماعة من العقلاء صدرت عنهم أفعال الحمقى وأصروا عليها مستصوبين لها فصاروا بذلك الإصرار حمقى ومغفلين
* ومن ذلك ما حكي عن عبد الله بن حسن فإنه كان يساير السفاح وينظر إلى مدينته التي بناها ظاهر مدينة الأنبار فأنشده:
ألم تر مالكاً أضحى يبني    بيوتاً نفعها لبني بقيلة
يرجى أن يعمر عمر نوح    وأمر الله يأتي كل ليلة

فغضب السفاح فاعتذر إليه
.
* ومنه بينا عيسى بن موسى يساير أبا مسلم يوم إدخاله على المنصور تمثل عيسى فقال:
سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت    وما حل في أكباد عاد وجرهم
فقال أبو مسلم: هذا مع الأمان الذي أعطيت؟ فقال عيسى: اعتقت ما أملك إن كان هذا شيئاً أضمرته.
* لما حوصر الأمين قال لجاريته: غني، فغنت:
كليب لعمري كان أكثر ناصرا       وأيسر جرماً منك ضرج بالدم
فاشتد ذلك عليه ثم قال غني غير هذا، فغنت:
شكت فراقهم عيني فأرقها             إن التفرق للأحباب بكاء
فقال: لعنك الله أما تعرفين غير هذا؟ فغنت:
ما اختلف الليل والنهار وما      دارت نجوم السماء في الفلك
إلا لنقل السلطان من ملكٍ     قد غاب تحت الثرى إلى ملك
فقال: قومي، فقامت فعثرت بقدح بلور فكسرته، فإذا قائل يقول: “قضي الأمر الذي فيه تستفتيان”.

* ولما فرغ المعتصم من بناء قصره دخل الناس عليه، فاستأذنه إسحاق بن إبراهيم أن ينشده شعراً في صفته وصفة المجلس أوله:
يا دار غيرك البلى ومحاك    يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطير المعتصم وعجب الناس من إسحاق كيف فعل هذا مع فهمه، فقاموا وخرب القصر وما اجتمع فيه بعد ذلك اثنان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى