الزبيدي: جاهزون لإعلان حكومة جنوبية حين يطلب منا

> عدن «الأيام» استماع

> قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي: إن المجلس بات جاهزاً لإعلان حكومة جنوبية في حال طُلب منه ذلك، مؤكداً استمرار الانتقالي وهيئاته في إعداد خطط بناء الدولة في الجنوب.
وأكد الزبيدي في حوار تلفزيوني مع قناة «روسيا اليوم»، مساء أمس، أن استبعاد الجنوب من مفاوضات الأمم المتحدة سيؤدي إلى استمرار الحرب.

وعن نوايا حكومة الشرعية اليمنية لعقد جلسات لمجلس النواب في عدن قال الزبيدي: إن مثل هذه المساعي، إن أصرت عليها الشرعية دون مراعاة رغبات شعب الجنوب وخياراته ودون الأخذ بدور المقاومة الجنوبية، ستشعل انتفاضة جنوبية كبيرة.

 كيف ترون طريقة تثبيتكم كطرف مهم في هذه المفاوضات، بينما المفاوضات تجري بين الخصمين الرئيسين؛ حكومة الشرعية وفريق حركة أنصار الله، ولا يبدو أن هناك مقدمات لطرف ثالث حتى لو كان طرفاً يمنياً مهماً؟
- الحوثي أولاً، كان طرفاً انقلابياً، ولم يعترف به العالم وأكد العالم جميعاً أنه ضد الحوثي، وعندما سيطر على الشرعية في صنعاء اعتبروه طرفاً رئيسياً في المفاوضات، طبعاً نحن في الجنوب وبداية عاصفة الحزم والحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية دافعنا إلى جانب قوات التحالف العربي، وحررنا الأرض، وليس غريباً أن يكون الجنوب طرفاً أساسياً في المفاوضات، لأنه من يوجد في الأرض هم الجنوبيون والمقاومة الجنوبية على وجه الخصوص، فمن الغريب أن يستبعد المبعوث الخاص والأمم المتحدة طرفاً أساسياً في الحرب، فاستبعاد الجنوبيين من المشاورات والمفاوضات سيؤدي لاستمرار الحرب دون شك.

* مارتن جريفيثس مهمته الرئيسية كمبعوث أممي هي المفاوضات لإيقاف الحرب، والآن مع زيادة تعقيد المشهد الميداني والحربي وحتى الحديدة تتعثر، ومهمته الأساسية هي إنهاء الحرب وليس إثارة النقاش حول قضية الجنوب.
- صحيح نحن الجنوبيين إذا استُبعدنا من المشاورات أو من المفاوضات في إيقاف الحرب، فهذا يعني أننا لسنا طرفاً رئيسياً، ولسنا موجودين في هذه القضية، الحرب هذه اندلعت بسبب انقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية معروفة، نحن الآن على الأرض يعني؛ أي إقصاء أو تهميش لقضية الجنوبيين سيؤدي لإنهاء السلام.

* لازال هناك اختلافات بينكم وبين حكومة هادي أليس كذلك؟
- نحن متحفظين على الحكومة، خاصة وأن هناك نسبة كبيرة من الإخوان المسلمين يعملون تحت مظلتها، وهم من أفشل جبهات القتال في الشمال، وهم سبب الإرهاب في الجنوب، ونحن رافضين رفضاً قاطعاً أي مشاركة للإخوان المسلمين في أي حكومة، وعلى هادي أن يعيد النظر في إشراك الإخوان المسلمين، لأن هذا خطأ استراتيجي بالنسبة له.

* هل هاجسكم من الإخوان المسلمين، من دورهم ربما على الساحة السياسية والحربية اليمنية، هل هو سبب في تلك المطبات الكبيرة والمشؤومة التي تحول دون أن يصل الرئيس هادي وأن يستقر في عدن؟ و ماذا عن عقد جلسة للبرلمان في عدن؟
- هذا الحدث يعدون له من وقت طويل، بالنسبة لهادي نزل بعد الحرب وهو رئيس شرعي، والجميع يعمل تحت مظلته، بالنسبة لمجلس النواب هناك رفض قاطع من كل شرائح الجنوب لعقد أي دورة لمجلس النواب وهذه المسألة ستحدِث انتفاضة كبيرة إذا أرادت الشرعية أن تعقده بدون رضا الجنوبيين، أو بدون أي اعتبار للمبادرة الخليجية، أو دون أخذ دور الجنوب كمقاومة جنوبية، وكحراك، فهذه المسألة ستفضي لمشاكل كبيرة.

* هل نفهم منكم أنكم مسيطرون على عدن وعلى معظم الجنوب حالياً؟
- أنا أتكلم عن أبناء الجنوب بشكل عام، سواءً كانوا في إطار الشرعية أو إطار المجلس الانتقالي، أو في إطار إي مكون جنوبي آخر، داخل السلطة أو خارج السلطة، نحن نتكلم عن شعب جنوبي أنه مسيطر على أرضه عدن، وفي خارج عدن قوات أمن وجيش، وكل أبناء الجنوب مجمعون على استعادة الدولة.

* هل الوضع الأمني في عدن مستتب؟
- طبعاً الوضع مستتب، ولكن نحن نعاني من الإرهاب في عدن والمحافظات الجنوبية، والسبب الرئيسي هم الإخوان المسلمون، وهناك معلومات كثيرة تؤكد ذلك.

* ما الذي يمنعكم أن تسيطروا بشكل كامل، فالحوثيون مسيطرون على صنعاء والوضع مستتب؟
- هناك استقرار، طبعاً صنعاء كانت في مؤسسات دولة قائمة عندما كانت عاصمة، وفي مؤسسات دولة تعمل، والمسألة طبيعيّة وتمشي بشكل هادئ، ولكن عدن بدأت تعود كعاصمة منذ ثلاث سنوات، ونحن نبذل مجهوداً كبيراً لتثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب.

* ماذا سمعتم من الروس على صعيد اليمن والحرب الجارية في اليمن ككل، وهل لمستم أي موقف من الروس في قضية جنوب اليمن؟
- نحن أتينا إلى روسيا لشرح موقف المجلس الانتقالي الجنوبي لإحلال السلام، وإيقاف الحرب، وعودة الحياة الطبيعية للجنوب والشمال، هم على مسافة واحدة مع كل الأطراف في اليمن، وهم لديهم تفاصيل كثيرة على الجنوب والشمال، وكانوا يوماً من الأيام حلفاء استراتيجيين للجنوب. بنينا نحن كجنوبيين مع الأصدقاء الروس دولة مدنية متحضرة من السبعين للتسعين، وكانت دولة رائدة في المنطقة، هم متفهمين كل العوامل الموجودة، وهم يتكلمون عن الجانب الإنساني وأنه لابد من إيقاف الحرب وإحلال السلام، ونحن أكدنا لهم أنه لابد من المشاركة الجنوبية، ولابد من فريق مفاوض جنوبي لاستكمال المشاورات على أسس صحيحة، من خلال مشاركة وفد باسم أبناء الجنوب والقضية الجنوبية، ولاستكمال الفجوة الموجودة في المشاورات حالياً.

* ماذا عن الحسم العسكري في الحديدة، وما موقف روسيا من هذا؟
- طبعاً المسألة حساسة بالنسبة للحديدة، والوضع الإنساني أيضاً صعب، وبالنسبة للأصدقاء الروس هم مع إيقاف الحرب، ولكن الحوثيين أحرجوا الطرف الروسي لأنهم لم ينفذوا من طرفهم الاتفاق الذي تم في السويد، وحتى هذه اللحظة المسؤول العسكري للأمم المتحدة تكلم بشكل صريح أنه لم يتم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه، وهذه مسألة وقت، نحن نعرف أن الحوثيين يكسبون وقتاً لإعداد أنفسهم ولتهيئة أنفسهم والاستعداد لمرحلة جديدة من الحرب.

* لكن ماذا عن الطرف الآخر إذا كان ممكن أن تتحدث عن التحالف العربي، وهناك معلومات تقول: إنها كثفت هناك تدريبات للمقاتلين اليمنيين الجنوبيين، تحديداً في القاعدة العسكرية في السعودية؟
- قبل إيقاف الحرب في الحديدة كانت القوات الجنوبية والعمالقة والمقاومة الجنوبية وحراس الجمهورية والقوات التهامية على وشك إسقاط الحديدة، وكانت ثلاثة أيام فقط وستنتهي الحرب، ولكن تدخل المبعوث الأممي حال دون ذلك، ولكن الآن أعطوا نفَس للحوثي لإعادة ترتيب أوضاعه، لإعادة التمترس وحفر الأنفاق وعمل الألغام في كل أنحاء المدينة، وبالنسبة للتدريبات هذه لا أعرف عنها.. هناك قوات كانت جاهزة لدخول الحديدة، ولكن الأمم المتحدة أوقفت العملية.

* هذه الأخبار خطيرة، فالأمم المتحدة ضد أي تصعيد، وهناك تقارير عن شراء السعودية أسلحة من بعض الدول الأوروبية الشرقية، وتم إرسالها للجبهات، ووزير الخارجية الأمريكية أعطي الضوء الأخضر لخطوات سعودية وإماراتية للتصعيد.
- السعودية والإمارات دخلتا عاصفة الحزم بقرار ودعوة من الرئيس هادي وتحت مظلة الأمم المتحدة، وهناك قرار مجلس الأمن المعروف وهو القرار (2216) ولا شيء جديدا، وتعنت الحوثي وإصراره بعدم الانصياع للمنظمة الدولية، سيؤدي لكارثة إنسانية في اليمن وهذه مسألة محسومة.

* أشرتم إلى أنكم طورتم خططاً شاملة لكيفية عمل الجنوب بالمستقل..
- هذه الحرب أتت بسبب تراكم من 94م حتى 2015، ومنذ احتلال الشمال للجنوب بعد 94، تم تهميش الجنوبيين وإخراجهم من أعمالهم، وهذه النتائج التي نشاهدها اليوم هي بسبب ذلك، والحراك الجنوبي والمقاومة خرجا وقاوما النظام السابق. بالنسبة لمخرجات الحوار ومشاركة الجنوبيين في صنعاء، هناك فصيل كان لا يمثل الحراك الجنوبي، وفوق هذا وذاك، انسحب هذا الفصيل، ونحن كمجلس انتقالي استكملنا هيئة المجلس، وهناك هيئة رئاسية من 26 شخصاً، وهناك جمعية وطنية من 303 أشخاص، تعتكف على إعداد كافة الوثائق، نعدّ كل وثائقنا بما فيها حكومة جنوبية، للوقت اللازم، وفي حالة طلب مننا العمل على تنظيم الهيئات والمؤسسات في الجنوب، سنكون جاهزين، بإذن الله.

* أنتم تقولون أنكم تمثلون كل الجنوبيين، ولكن هناك فئات من الكيانات والفعاليات السياسية لا تعترف لكم بهذا الدور، ويقولون إنكم تحتكرون عملية تمثيل الجنوب؟
- أساساً نحن لا ندّعي الكمال، فالكمال لله سبحانه وتعالى، فنحن لا نقول إننا نعبّر عن إرادة شعب الجنوب مئة في المئة، فهناك ناس خارجون عن المجلس الانتقالي، ونحن فتحنا حواراً مع كل القوى الجنوبية الخارجة من المجلس الانتقالي، أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وقوى حراك ونقابات وشخصيات مستقلة، ولازال الحوار مفتوح.

* ربما خارج سياق السؤال في موضوع قضية الجنوبيين، وكما يسموها «مظلومية الجنوب» كنتم في موسكو وقبل ذلك في لندن، لكن اليمنيين الآخرين، وحتى الحوثي أيضا لهم مظلوميات ولا أحد قرر مصيره.
- الحوثي عندما بدأ وكان عليه ضغط، وتم ممارسة ستة حروب ضده، وهو في صعدة، وكان يقول: إن الجنوب من حقهم استعادة دولتهم، عندما وصل صنعاء وسيطر على السلطة، نسى كل هذا وكأنه يكرر نفس الخطأ الإستراتيجي، الذي مارسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، جنوب اليوم ليس جنوب الأمس، الجنوب اليوم على الأرض.

* ليس من الأسرار الكبرى أن هناك دعماً إماراتياً كبيراً لكم وللمجلس ككيان جديد يمثل كثيراً من الفعاليات في الجنوب، وحتى الإمارات تحارب إلى جانبكم.
- أقول لك: إن دور الإمارات هو دور استراتيجي في اليمن، وتحت مظلة الشرعية، الإمارات أتت بقرار دولي، وكافحت الحوثي إلى جانب المقاومة الجنوبية، ونجحت وقامت بمكافحة الإرهاب في المحافظات الجنوبية ونجحت، وهذه الأحداث التي حصلت هي كلها من داعش والقاعدة، وتحت مظلة الإخوان المسلمين، ولازالوا يعملون حتى هذه اللحظة لتأجيج الأوضاع في عدن، ودور الإمارات هو دور استراتيجي في مكافحة الإرهاب، ونحن إلى جانبهم، والحاضنة المجتمعية في الجنوب إلى جانب الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية.

* هل تريد القول إنه ليس هناك خلاف كبير أو معتبر على أقل تقدير بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، فيما يتعلق بتدبير شؤون يمن الغد؟
- السعودية هي قائدة التحالف العربي، والكل مجمع، ونحن نحترمها، والملك سلمان هو ولي أمر العرب والمسلمين، والإمارات العربية لديها قيادة حكيمة وعندها خطط استراتيجية تتعامل بها، وهناك علاقة حميمة بين السعودية والإمارات ومتماسكة، ولا يمكن أن يحصل أي نوع من الخلاف.

* ماذا يعني الإخوان المسلمين بالنسبة للإمارات؟
- حزب الإصلاح من خلال دوره في جميع جبهات القتال في الشمال، هو فاشل، أربع سنوات لم يتقدم كيلو متراً، يعني هم في نهم منذ 2015م، والجميع يعرف ذلك، يعني نظرة الإمارات العربية صحيحة بالنسبة للإخوان المسلمين، هم يؤذون العالم العربي في كل مكان، ليس في مكان واحد، فهم فاشلون.

* ألم تتعزز مواقعهم قليلاً خاصة في منطقة تعز؟
- تعز شارع مع الإصلاح وشارع مع الحوثي، بينهما عشرون متراً، وليس جميعهم إصلاح في تعز، هناك مقاومة من أبناء تعز، وهناك إصلاح.

* هل صحيح أن هناك رهانات إماراتية سعودية على شخصيات؟
- هناك حراك جنوبي نشأ قبل عاصفة الحزم بوقت طويل، في الشمال والجنوب، هناك كانت مشاكل سابقة، ومن يتعامل مع الوضع بشكل ذكي هو من وظف الوضع بشكل صحيح، ولصالح عاصفة الحزم طبعاً، معروف هذه المسألة؛ أن الجنوب كان ملبي لعاصفة الحزم، وقاتل إلى جانب الإمارات والسعودية، ولكن في الشمال عكس ذلك تماماً.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى