الزبيدي: العدو يتآمر في وداي حضرموت وبيحان وسندعم الأهالي لحماية أنفسهم

> عدن «الأيام» خاص

>
أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، أن تحديات وعقبات ما زالت قائمة في الجنوب وتحتاج من القوى الجنوبية إلى تجاوزها ببسالة.

وقال الزبيدي، في كلمة بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم: «لا تزال الجماعات الإرهابية المرتبطة بالانقلاب والأطراف السياسية الأخرى حاضرة، وتجد لها بيئة خصبة ومناطق آمنة تنطلق منها إلى حدود الجنوب لتنفذ عملياتها بهدف زعزعة الوضع وخلط الأوراق وتخويف الناس وإجبارهم على التنازل عن مشروعهم الوطني».

وأضاف: «لم تكن سلميتنا في أي مرحلة من المراحل تعبيراً عن الضعف بقدر ما هي حب حقيقي للسلام، خرجنا في كل أرجاء الوطن الجنوبي الغالي ورفضاً هذا الغزو وهذا الانقلاب بالطريقة التي يفهما الغزاة، وقدمنا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة لا تُعوض، لكننا عاهدنا الله والشعب أننا لن نميل قيد أنملة عن أهداف من رحلوا حتى نحقق أهداف شعبنا كاملة ودون نقصان».

نص الكلمة
الحمد لله القائل: «وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين رسولنا الصادق الأمين، محـمد بن عبدالله..  وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها الشعب الجنوبي العظيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم المباركة، التي عصفت بالمعتدين الآثمين، وحالت دون وقوع الوطن فريسة لهم ولفكرهم المتطرف، في مثل هذا اليوم بدأنا مرحلة جديدة عنوانها النصر، سقطت فيها هيمنة الغزاة الجدد، وتبدلت فيها الأجواء إلى برد وسلام على الثوار، حين امتطى ركائب السماء صقور سلمان الحزم ومحمد العزم، ليلة لا تُنسى تجلّت فيها مبادئ نُصرة المظلوم وسقوط الظالمين، فزعة الرجال وإغاثة الملهوف، ليلة عربية تلحفت بكرامة العرب وشجاعتهم وأنفتهم، فسلام - قبل كل شيء - على أرواح الشهداء، وتحية بحجم السماء لدول التحالف العربي وملوكها وحكامها ورجالها الذين بذلوا الكثير ولا يزالون من أجلنا ومن أجل حاضرنا ومستقبلنا.

أبنائي وبناتي.. أيها الجنوبيون في داخل الوطن وخارجه..
قبل أربعة أعوام تدخل الأشقاء العرب بقيادة المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي، لإنقاذ شعبنا وأرضنا ودعمنا في مواجهة الانقلاب الغاشم الذي قادته إيران عبر ذراعها السياسي والعسكري في اليمن المتمثل في ميليشيات الحوثي، في محاولة لطمس تاريخ هذه الأرض، وتغيير هوية الشعب، في اعتداء سافر لم يشهد له التاريخ مثيلاً. كان قرار القوة قراراً حكيماً، فلم يترك المعتدين خياراً آخر، ولم يتركوا فرصة للسلام أبداً، قتلوا الشعب في المدن وفي القرى، فلم يسلم منهم عابر سبيل، ولم يرحموا ضعيفاً، ولم يسلم منهم شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة، انتهكوا حرمات الله، ودمروا كل ما لا يجوز تدميره، فلم يتركوا قيماً تربى عليها هذا الشعب، ولم يصونوا شرعاً ولا عرفاً، وكان القتال حينها ولا يزال، دفاعاً عن النفس وعن الدين وعن الكرامة، دفاعاً عن الوطن، عن عروبة هذه الأرض، عن تاريخها وإرثها الحضاري.

وأمام هذه الاعتداءات السافرة التي مثلت في مجموعها غزواً كامل الأركان يسوقون من خلالها الموت إلى كل بيت، والمذلة إلى زاوية في هذا الوطن الذي افتديناه بأرواح أغلى الرجال وأسمى الحرائر، قاتلنا بكل بسالة، وترك رجالنا الأبطال ومقاومتنا الجنوبية البطلة بصمة للتاريخ لن تُمحى، تركوا أثراً لا يخاف قارؤوه من لهيب النيران ولا الموت، فواجهنا جميعاً الة القتل بآلة النصر وردعنا آلة الخراب بآلة الحق حتى انتصرنا.

عبّرنا عن توقنا للحرية وحبنا للكرامة ودفاعنا عن العدالة، وأثبتنا للعالم أجمع عن جديتنا في تحقيق أهدافنا، فلم تكن سلميتنا في أي مرحلة من المراحل تعبير عن الضعف بقدر ما هي حب حقيقي للسلام، خرجنا في كل أرجاء الوطن الجنوبي الغالي، ورفضا هذا الغزو وهذا الانقلاب بالطريقة التي يفهما الغزاة، وقدمنا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة لا تُعوض، لكننا عاهدنا الله والشعب أننا لن نميل قيد أنملة عن أهداف من رحلوا حتى نحقق أهداف شعبنا كاملة ودون نقصان.

كان الانقلابيون قد رتبوا أوراقهم كاملة، وكاد الخطر أن يعم البلاد كافة، إلا أن فزعة الأشقاء العرب قد غيرت موازين المعركة منذ الوهلة الأولى، وهي وقفة لن ينساها التاريخ وسيظل جميلها في رقابنا جيل بعد جيل، موقفا نبيلا وشجاعا صان أرواح المدنيين، وأنقذ الشعب من السقوط تحت وطأة الموت القادم من كهوف الشرّ.  يا شعبنا الجنوبي العظيم.. لقد كان تحرير الجنوب حلماً حققتموه بأيديكم، وبذلتم لأجله الكثير، حتى أصبح الوطن أكثر أماناً بعد رحيل قوى التمرد والانقلاب من ربوعه الغالية، إلا أننا لا زلنا نقف أمام مسؤولية تاريخية للحفاظ على هذا المنجز العظيم، منطلقين من ثوابتنا الوطنية وإرادة شعبنا وإجماعه على نيل حريته واستعادة سيادته على كامل التراب الوطني.

إن التحديات مستمرة، والعقبات أمامنا عديدة ويجب أن نتجاوزها ببسالة، فلا تزال الجماعات الإرهابية المرتبطة بهذا الانقلاب والأطراف السياسية الأخرى حاضرة، وتجد لها بيئة خصبة ومناطق آمنة تنطلق منها إلى حدود الجنوب لتنفذ عملياتها بهدف زعزعة الوضع وخلط الأوراق وتخويف الناس وإجبارهم على التنازل عن مشروعهم الوطني. إن عاصفة الحزم لم تحارب الانقلاب وحسب؛ بل وكشفت وكافحت الإرهاب بشتى أشكاله المختلفة، لقد أثبتت الأعوام الأربعة الماضية أن الإرهاب والتطرف مدعوم من جهات عدة، واصبح ورقة سياسية تستخدمها الأطراف المناوئة للمشروع الوطني الجنوبي خاصة الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وكلا الطرفين مدعومان من دول إقليمية طالما استخدمت الإرهاب والميليشيات المسلحة في تحقيق أهداف الشر التي تتبناها، ضد المنطقة وأمنها القومي، بل وتلحفت جماعة الإخوان بجناحيها السياسي والعسكري بلحاف الشرعية، وأظهرت دعمها لدول التحالف في الوقت الذي تعمل فيه بكل طاقاتها لإفشال المشروع العربي في بلادنا، وما يحصل في تعز ونهم وحجة وصرواح والبيضاء وإب إلا نماذج حية لما تقوم به هذه الجماعة.

نحن دعاة سلام، لكن السلام المنشود لن يكون على حساب قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا التي ضحينا كثيرا من أجلها، وسنقدم المزيد في سبيل ذلك، ولن نتهاون عن أي من حقوقنا وأهدافنا، وتسخير الإرهاب واستخدامه ضدنا لن يثنينا أبداً، فوادي حضرموت الذي يعاني من ويلات هذا الإرهاب يجب أن يكون آمناً، وسالماً من هذا الشر والقائمين عليه، يجب أن يمنح أهله فرصتهم الكاملة في إدارة مناطقهم وحمايتها وتأمينها والاستفادة من خيراتها، فلا يحق لغيرهم ذلك.

في بيحان أيضا وفي العقلة ومديريات شبوة القديمة، في كل مناطق الجنوب التي يتآمر عليها العدو، نحن متابعين لأدق التفاصيل هناك وحريصون كل الحرص على تأمين هذه المناطق ومساعدة أهلها على حماية أنفسهم واستعادة عافيتهم وحقوقهم المنشودة.

أيها المواطنون في كل مكان..
ما بعد عاصفة الحزم لن يكون شبيهاً أبدا بالمراحل التي مرت قبل هذه العاصفة المباركة، نحن اليوم أمام مرحلة جديدة وعهد جديد، لدينا استحقاقا سياسيا يجب أن نكون حاضرين فيه، لدينا وطن يجب أن نكون جاهزين من أجله، وهنا نوجه رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوبيين جاهزون للسلام، وموجودون على أرضهم ينشدون دولتهم واستعادة هويتهم، ولن يقبلوا بغير ذلك. نؤكد على دعمنا لجهود الأمم المتحدة في إحلال السلام، كما نؤكد على أن قضية الجنوب حاضرة بأهلها وشعبها وجغرافيتها التي يحمونها بأنفسهم، وتحقيق السلام لن يكون بالإقصاء، ولا بفرض حلول غير واقعية ولا منطقية أبداً، بل بمشروع حل يحاكي الواقع ويلامس حاجة الناس للاستقرار، من خلال اعتبار هذا الواقع الجديد الموجود على الأرض، بالإضافة إلى الحقائق التاريخية التي لا يستطيع أحد إنكارها أو تجاهلها.

قوات المقاومة الجنوبية البطلة.. أنتم من نحتفل به اليوم، لأنكم غيرتم مجرى الأحداث وصنعتم تاريخ هذه الحرب، وحددتم بوصلتها، فلن ينسى أحد أن بنادقكم كافحت التمدد الحوثي المدعوم من إيران حين اختفى وهرب الآخرون، وتركوا مسؤولياتهم الوطنية، وواجباتهم تجاه أنفسهم وأهلهم وشعبهم ووطنهم الذي استفادوا من خيارته دون غيرهم لعقود من الزمن.

أنتم الرهان الحقيقي لهذا الوطن، والحليف الذي أثبتت الوقائع أنه صادقاً مع نفسه ومع التحالف العربي، أنتم من يستحق الإشادة حين بذلتم أرواحكم وكافحتم بسلاحكم وبقوة عقيدتكم القتالية الوطنية الصادقة، فسلام عليكم اليوم وكل يوم.

فقد أصبحتم جزءاً لا يتجزأ من القوات المدافعة عن المشروع العربي، وقاتلتم ببسالة بجانب دول التحالف العربي في عمق الأراضي اليمنية الشقيقة، وكنتم الأوفياء ومن يُعول عليهم في تحقيق الهدف السامي لهذه الحرب.
  الوطن أمانة في أعناقنا جميعا، فلنكن جميعا على قدر من المسؤولية.
التحية للأبطال في ميادين الشرف والبطولة، الرحمة لشهدائنا الأبرار..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى