الزبيدي: الجنوب شريك للشرعية والتحالف لكن مشروعنا استعادة دولة

> «الأيام» استماع

>
قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزبيدي، إن الانتقالي داعم لإيقاف الحرب ولعملية السلام التي يقودها المبعوث الأممي، مارتن جريفيثس، في اليمن.

وأضاف الزبيدي، الذي كان يتحدث مساء أمس مع قناة "بي بي سي" عربية في برنامجها "بلا قيود": "نحن طالبنا جريفثس والتقيناه أكثر من 4 مرات على أساس أن نكون فريقاً فاعلاً في المفاوضات الجارية والقادمة، وناقشنا صيغة مشاركتنا، ولكن عملية الحديدة وحالة الإنسان في اليمن تطلبت أن يتم حصر المفاوضات في الحديدة فقط".

وتابع: "النطاق الجغرافي لا يهمنا رغم أن لنا جنوداً في الحديدة، وما يهمنا هو الحدود الجنوبية المرسومة دولياً، وتفاهمنا مع المبعوث الخاص ودعمنا عملية إيقاف الحرب في الحديدة لإنقاذ السكان".

وأكد الزبيدي أن جهود الانتقالي في هذه المرحلة تتركز على أن يشرك المجلس في المفاوضات لتمثيل الجنوب وشعب الجنوب، مستدركاً بالقول: "هناك أولوية إنسانية دعت إلى أننا نتفهم مساعي المبعوث الخاص لإيقاف الحرب حالياً وبعدها يتم إشراكنا".

وفي رد على سؤال حول التهديدات السابقة باقتحام الحديدة قال رئيس المجلس الانتقالي: "صحيح هذا الكلام قلناه، لأننا شعرنا أن القضية الجنوبية كانت مغيبة وغير مرحب بها في المفاوضات، ولكن بعد أن فهمْنا مارتن جريفثس وبدأ يشعر أن الجنوب وقضية الجنوب في أيادي الجنوبيين ولا حل للقضية إلا بإشراك الجنوبيين، ولنا مواقف أخرى".

وعن مدى تفهم المبعوث الأممي لقضية الجنوب قال الزبيدي: "نحن جلسنا معه أكثر من 4 جلسات، هو اهتم بالحالة الإنسانية في اليمن؛ وأما الوضع السياسي هو يدرك أن الجنوبيين أصحاب أرض مسيطرون على الأرض، وبدون إشراكهم لا يمكن إحلال عملية السلام، ونحن سنستمر في الجلوس معه، وداعمون لعملية السلام في اليمن وإيقاف الحرب".

وأوضح الزبيدي أن مفهوم الشراكة مع بريطانيا الذي أطلقه خلال زيارته إلى لندن يقصد به  "كلمة الشراكة التي تأتي بالمستقبل لا بالماضي؛ لأن الماضي تاريخ وانتهى".

وقال: "ما عانيناه من الاحتلال الشمالي رغم أنهم أشقاء إلا أنه حصل إذلال وتهميش، ومعظم سكان الجنوب ترحموا على الفترة الماضية التي قضوها مع الإنجليز والاستعمار في حالة النظام والازدهار لعدن"، مشيرا إلى أن "الاحتلال البريطاني ليس أهون من الشمالي؛ بل وجوده أفضل بكثير لأنه ثبت نظام وقانون، وكانت عدن الأولى والأفضل في المنطقة والإقليم”.

وقال: "بريطانيا معنية بحل قضية اليمن ونحن سنكون مساندين لها".
وفيما يتعلق بمطالبات المجلس الانتقالي بالانفصال قال الزبيدي: "نحن نتكلم عن استعادة دولة تم توحيدها في 1990، وكنا دولة بحدود وعلم، وكان لنا عضوية في مجلس الأمن وفي كافة الهيئات الإقليمية والدولية، المجلس الانتقالي أتى بتفويض شعبي وضم مكونات الحراك تحت مظلته وهو حامل سياسي لقضية الجنوب، نحن فتحنا حواراً واسعاً مع المكونات التي لم تنطوي ومعظمها دخل تحت مظلة الانتقالي.. فتحنا حوار في الجمعية الوطنية التي تضم قوامها 303 أعضاء من أبناء المحافظات الجنوبية".

وأضاف: “مهمتنا استعادة دولة الجنوب، وإذا كانت بعض الفصائل تعمل بشكل سلمي ولا تؤذي أبناء الجنوب فمن حقها أن تتكلم وتطالب بغير ذلك”.
وتابع: “نحن لم ننصب أنفسنا؛ بل حصل تفويض شعبي في 4 مايو في مليونية وممكن نعطيكم نسخة، نحن مفوضون شعبياً، وأي مكونات تؤمن باستعادة الجنوب نحن نرحب بها وفاتحون أذرعتنا، والجمعية الوطنية والأمانة العامة للمجلس الانتقالي مرحبتان بأي مكونات ومجموعات وأحزاب ومنظمات ونقابات، وفاتحون الحوار للجميع”.

ورداً على سؤال؛ كيف علاقتك مع الرئيس هادي؟ أجاب: “للأمانة.. الرئيس هادي نحترمه كحامل للشرعية اليمنية، وتحت مظلته يعمل الجميع بما فيهم التحالف وحكومة الشرعية، وعلاقتنا مع هادي طيبة، ولكن نحن اختلفنا في أنه جزء من الحكومة تعمل ليس لصالح اليمن ومعطلة، ولنا موقف منها ممثلة في حزب الإخوان المسلمين”.

وأضاف: “هادي يرأس الحكومة، ونحن تكلمنا أربع سنوات في القتال ولم يحرك ساكناً، ونحن في 6 أشهر تم تحرير المحافظات بنسبة 80 في المائة من المساحة، وهذه الجماعة التي نتكلم عنها هي التي أوقفت الحرب ولم تحرك ساكناً في جبهات القتال”.

وتابع: “نحن طالبناه مراراً وتكراراً بحكومة من المحافظات المحررة.. لا يأتي لنا بحكومة من خارج المحافظات المحررة، بل لا يجوز أن يكلف حكومة ارتباطهم بالأرض ضعيف، يجب أن يأتي بمن قاتلوا في الأرض وحرروها وقلوبهم على عدن والمحافظات المحررة”.

وطالب الزبيدي الرئيس هادي بأن يعين رئيس حكومة له تأثير على جبهات القتال وعلى الأرض. وقال: “إن يأتوا بأشخاص ليس لهم تأثير على الأرض، هذا عبء بالنسبة لنا كجنوبيين”.

وأضاف: “شرعية هادي معترف بها ورئيس الجميع ونحن نحترمه، ونحن أكثر ناس عملنا على تثبيت شرعية هادي وقاتلنا الحوثيين ولازلنا نقاتلهم، ونحن نتكلم عن الفصيل المعطل في الحكومة وهو الإصلاح”، مؤكدا أن طول فترة الحرب نتيجة للممارسات حزب الإصلاح اليمني الذي يصفه الزبيدي بالطرف المعطل في الحكومة.

وما إذا كان يعتبر أن للإصلاح أجندة مغايرة وأن الحزب يسعى لتحقيق مصالحه بمعزل عن الحكومة، أوضح الزبيدي أن الإصلاح له أجندته الخاصة فعلاً، وضرب مثلاً لتواجد قواته في منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب، والتي تبعد عن صنعاء ما بين 60 إلى 80 كيلو متر، بأن تلك القوات منذ 4 سنوات لم تحقق أي تقدم رغم دعم التحالف لها بشكل مستمر في جميع الجوانب.

وعن طبيعة الوجود الإماراتي في الجنوب قال الزبيدي: “إن الإمارات من دول التحالف وأتت بطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي”، مشيراً إلى دور الإمارات في مكافحة الإرهاب إلى جانب حربها للحوثي إلى جانب الجيش وتحت قيادة المملكة العربية السعودية ومظلة الرئيس هادي، نافيا وجود أي سجون إماراتية في عدن وعموم الجنوب، وقال: “إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة”، مشيراً إلى أن هناك تصريحاً من النائب العام أكد فيه عدم وجود سجون سرية في عدن أو غيرها من المحافظات الجنوبية، وهذا ما أكدته منظمات مستقلة تختص بحقوق الإنسان.

وقال: “إن قواتنا الموجودة في الحديدة كانت مقاومة جنوبية وأبلت بلاء حسناً في الحرب وهزيمة وطرد المليشيات الحوثية، وقد تم ترقيم تلك القوات وضمها للجيش والأمن بقرار من الرئيس هادي، وتمويل تلك القوات يأتي من التحالف العربي وتحت مظلة الرئيس هادي”.

وأردف الزبيدي: “إن المجلس الانتقالي مكون وحامل أساسي وسياسي للجنوب لاستعادة الجنوب ولا يستلم أي تمويل من أي جهة، ونحن شركاء مع الشرعية والتحالف العربي في مقاتلة الحوثيين”، نافيا أي تبعية قائلاً: “مسألة التبعية ليست واردة، أشقاؤنا في التحالف هم جزء منا وأتوا لإنقاذ اليمن بطلب من الرئيس هادي، ونحن ممتنون لهم، فقد قدموا شهداء وقاموا بدور الحكومة، وقدموا خدمات وإغاثة إنسانية في مجال الكهرباء والنفط، ولا زالوا حتى هذه اللحظة، وكذا رواتب الموظفين هم من يدفعها”.

وحول غياب أي موقف واضح من قِبل المجلس الانتقالي عندما دخل جنود إماراتيون جزيرة سقطرى، قال الزبيدي: “إن الجنود الإماراتيين أو السعوديين عندهم تفويض من الرئيس هادي بالدخول لأي منطقة وفي أي وقت”، مشيرا إلى أن “المسألة طبيعية”.

وعمّا تم تداوله حول تجنيس بعض أبناء سقطرى بالجنسية الإماراتية، قال: “نحن في الجزيرة العربية قبائل متماسكة ومنتشرون في أرجاء الجزيرة العربية، ومن أراد حمل جنسية لدولة أخرى فلا أحد يمنعه، ولا مانع لدينا في ذلك، وهذا حقه الشخصي، فالمهم هو الهوية العربية”.

وحول طرح انفصال الجنوب هل يعتبر واقعياً في السياق الدولي والإقليمي، قال: “نحن متفهمون دور المبعوث الخاص لليمن، جريفثس، ونؤيد مبادرة إحلال السلام وإيقاف الحرب وحل المشاكل الإنسانية، وسنطرح قضية فك الارتباط في الوقت المناسب”، مؤكدا أن الحالة مختلفة في اليمن في قضية فك ارتباط الجنوب عن الشمال.

وقال: “نحن نسعى لاستعادة دولتنا التي كانت في العام 90، والتي كان لها مقعد بمجلس الأمن والأمم المتحدة ولها علم وعملة خاصين.. نحن لا نطالب بالانفصال؛ نحن نطالب بالعودة للدولة السابقة”.. وأكد أن “المشروع الساعيين له هو مشروع حقيقي لدولة مستقلة وذات سيادة دولة مدنية تكفل حقوق الإنسان للمرأة والشباب والطفل، لأننا عانينا من الدولة العميقة من الدولة الطائفية الشمالية التي تقام على طائفة محددة، والدور الحوثي حاليا يعزز الدولة الطائفية”. وتابع: “بالنسبة لنا كجنوب استعدنا أرضنا ونطالب المجتمع الدولي باستفتاء”. وأضاف: “الجنوبيون بعد الحرب سيؤسسون دولة جنوبية، والآن يسيطرون على الأرض وهناك مؤسسات تبنى عسكرية بشكل جيد”.

وعن الإحباط في الشارع الجنوبي نتيجة للفلتان الأمني وتراجع في الخدمات قال الزبيدي: “نحن في حالة حرب والمؤسسات انتهت جميعها نتيجة للحرب والحمد لله التحالف العربي أتوا في الوقت المناسب ورفعوا الرواتب وقدموا الأسلحة، والإمارات لعبت دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب - والحمد لله - تمت تصفية الإرهاب من محافظات عدن ولحج وشبوة وأبين وحضرموت”، مشيراً إلى أن القاعدة والتنظيمات المتشددة مثل “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية “كانت تتركز في عدن ولحج وأبين، وحاليا تتواجد في مأرب والبيضاء”.. مؤكدا أن المجلس الانتقالي كحامل قضية الجنوب فهو يحارب الإرهاب، و “سنقاتل الإرهاب ولنا معركة مصيرية ضده إلى جانب التحالف والمجتمع الدولي”.

وما إذا كان المجتمع الدولي والكيانات الإقليمية الأقرب لليمن تعترف بالمجلس الانتقالي، قال الزبيدي: “نحن نسعى مع الأشقاء للاعتراف بالجنوب، ونحن جزء من النسيج في المنطقة، وستعود ثقافتنا وحتى علاقاتنا الأسرية.. فنحن في المجلس الانتقالي وجميع المكونات الجنوبية نسعى مع كل الأشقاء في المنطقة للاعتراف، ودعمنا في استعادة دولتنا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى