روسيا تدعم حفتر ودعوات فارغة لوقف القتال في ليبيا

> عواصم «الأيام» ا.ف.ب

> منعت روسيا أمس الأول صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات المشير خليفة حفتر لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقالت المصادر إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر.

ولكنّ الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان، ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد الجمعة الماضية جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحافياً دعا فيه «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده حفتر إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.

وكانت بريطانيا التي دعت إلى عقد تلك الجلسة اقترحت صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن وليس بياناً صحافياً (البيان الرئاسي يتمتّع بصفة رسمية أكثر من البيان الصحافي)، لكنّ روسيا اعترضت على ذلك فغاب الإجماع وسقط المقترح البريطاني.
وتضمّن النصّ الذي اقترحته بريطانيا واطّلعت عليه وكالة فرانس برس تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها.

وجاء في النصّ البريطاني أنّ مجلس الأمن يدعو قوات حفتر لوقف كل أنشطتها العسكرية ويحضّ كل القوات المسلّحة في ليبيا، بما فيها تلك التابعة لحكومة الوفاق الوطني، إلى العمل على عودة الهدوء.
وأضاف النصّ البريطاني أنّ مجلس الأمن يؤكّد أنّ «أولئك الذي يقوّضون السلام والأمن في ليبيا سيحاسبون على ذلك»، وهي صيغة تستهدف بوضوح قوات حفتر، مما دفع بروسيا، الداعمة للرجل القوي في شرق ليبيا وجنوبها، إلى الاعتراض، مطالبة بأن تشمل الدعوة لوقف القتال كل أطراف النزاع الليبي بدون استثناء، وهو ما رفضته الولايات المتّحدة.

من جهتها أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 2800 شخص نزحوا بسبب المعارك التي اندلعت قرب العاصمة طرابلس.
وبحسب تقرير المفوضية السامية، «غالبية النازحين انتقلوا إلى مساكن أقاربهم في مناطق آمنة، بينما يُستضاف البعض الآخر في ملجأ بتاجوراء»، وهي مدينة ساحلية في ضاحية طرابلس.

وإضافة إلى ذلك، تريد المفوضية التي تقول إنها متواجدة على الأرض، «ضمان سلامة اللاجئين المحتجزين في مناطق الاشتباكات، بما في ذلك دعوة السلطات إلى السماح بنقل الفئات الأكثر ضعفاً إلى مركز التجمع والمغادرة».
وأشارت إلى أن «ما يعقد هذا الأمر هو صعوبة الحركة بسبب الوضع الأمني الراهن».

وذكّرت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو أمس «جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان سلامة جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة».
وقالت المفوضية إنها «قلقة بشأن سلامة الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الذين يقبعون في مراكز الإيواء في مناطق تجري فيها الاشتباكات وتبادل النيران».

ومنذ الرابع من أبريل تاريخ بدء هجوم قوات المشير خليفة حفتر نحو العاصمة الليبية قتل 35 شخصا على الأقل بحسب حصيلة جديدة أصدرتها حكومة الوفاق الوطني، فيما تتكثف الدعوات الدولية لوقف الهجوم.
كما علّقت أجهزة الملاحة الليبية أمس حركة النقل الجوي في العاصمة الليبية بعد ضربة جوية استهدفت مطار معيتيقة، الوحيد الذي يعمل في طرابلس، حسب ما ذكرت الخطوط الجوية الليبية الوطنية ومصدر ملاحي.

وقال المتحدث باسم الخطوط الليبية محمد جنوة لوكالة فرانس برس إن هيئة الطيران المدني قررت «تعليق حركة النقل الجوي حتى إشعار آخر». وأكد مصدر ملاحي لفرانس برس الأمر نفسه.
وتحدث وزير الصحة في طرابلس أحميد عمر عبر قناة «ليبيا الأحرار» التلفزيونية عن وجود مدنيين بين الضحايا من دون أن يحدد عددهم. واشار الى إصابة اربعين شخصا بجروح أيضا.

وكان «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر أفاد مساء أمس الأول أنه خسر 14 من مقاتليه.
ووقعت معارك عنيفة أمس الأول قرب طرابلس بين «الجيش الوطني الليبي» الذي يتقدم باتجاه العاصمة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.

ولم تتمكن القوى الكبرى من الاتفاق على موقف مشترك ليل الأحد الإثنين في مجلس الأمن حول ليبيا.
وكانت بريطانيا دعت إلى عقد تلك الجلسة واقترحت صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن يتطلب إجماع الدول الأعضاء، وليس بياناً صحافياً. لكنّ روسيا اعترضت على ذلك، فغاب الإجماع وسقط المقترح البريطاني.

وتضمّن النصّ الذي اقترحته بريطانيا واطّلعت عليه وكالة فرانس برس تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها.
وقالت مصادر دبلوماسية إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة البيان لينص على دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر. لكنّ الولايات المتّحدة رفضت طلب التعديل الروسي ما أدى إلى سقوط المقترح البريطاني.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد الجمعة الماضية جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحافياً دعا فيه «الجيش الوطني الليبي» إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.

دعوات إلى التهدئة
دعت روسيا أمس «جميع أطراف» النزاع في ليبيا إلى التهدئة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو تحض «جميع الأطراف على نبذ الأعمال التي قد تتسبب بسفك الدماء ومقتل المدنيين».
وأكد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو على تواصل مع جميع الأطراف بشأن النزاع.

ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عنه قوله «نتواصل مع الجميع: الغرب والشرق والجنوب. ندعو الجميع للتوصل إلى حل سياسي».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد أمس الأول أنّ بلاده تشعر «بقلق عميق» من جرّاء المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية وتطالب قوات المشير خليفة حفتر بأن «توقف فوراً» هجومها على طرابلس.

وصرّح بومبيو في بيان «قلنا بكل وضوح إنّنا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنّه قوات خليفة حفتر، ونحضّ على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضدّ العاصمة الليبية».
وأضاف أنّ «الولايات المتحدة تواصل، مع شركائنا الدوليين، الضغط على القادة الليبيين لكي يعودوا إلى المفاوضات السياسية بوساطة الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة غسّان سلامة».

وشدّد على أنّه «لا حلّ عسكرياً للصراع في ليبيا».
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق معمر القذافي، غرقت ليبيا في فوضى ونزاعات داخلية عدة وتنازعا على السلطة.

إلا أن الهجوم نحو الغرب الذي بدأه المشير خليفة حفتر يؤشر الى تصعيد كبير بين السلطتين الأساسيتين في البلاد، حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج والتي تتخذ من طرابلس مقرا، و«الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر المدعوم من سلطات مستقرة في الشرق وبرلمان انتخب العام 2014 ويتخذ من طبرق مقرا.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في «نداء عاجل» إلى هدنة لمدة ساعتين (14,00 إلى 16,00 ت غ) في الضواحي الجنوبية للعاصمة من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين.

وقال المتحدث باسم البعثة جان علم لفرانس برس «لم تحصل هدنة. لكننا لا نزال نأمل بموقف إيجابي» من المعسكرين. وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ  أسامة علي من جهته «حتى الآن، لم تتمكن فرقنا من الدخول إلى مناطق المواجهات».
وتركزت المعارك أمس الأول جنوب طرابلس، لا سيما في محيط المطار الدولي المتوقف منذ تدميره في معارك في العام 2014.

وأصبحت ليبيا التي تسود فيها الفوضى، مسرحاً لشبكات مهربي البشر الذين ينظمون عمليات نقل آلاف المهاجرين معظمهم من إفريقيا في زوارق إلى أوروبا لقاء مبالغ مالية ضخمة ما ساهم في تحويل المتوسط إلى مقبرة كبرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى