قصة صحابي: خباب بن الأرت - رضي الله عنه

> الصحابي خباب بن الأرت من نجد، من قبيلة بني تميم، كان من بين أول عشرة أشخاص اعتنقوا الإسلام، حيث قامت إحدى القبائل العربية بمهاجمة أراضي نجد واستولت على أبقارها وألقت القبض على النساء والأطفال، وكان الخباب من بين الشبان الذين قبض عليهمن تم ترحيله من مكان إلى آخر حتى انتهى به الأمر في مكة المكرمة، في سوق الرقيق، وذهبت امرأة اسمها أم أنمار التي تنتمي إلى عشيرة بني خزاعة من قبيلة قريش في مكة المكرمة إلى هذا السوق، وأرادت أن تشتري لنفسها شاباً للقيام بأعمالها المنزلية واستغلال عمله للحصول على مكاسب مالية.

أهم المعلومات عن حياته
قامت أم أنمار بفحص وجوه أولئك الذين تم عرضهم للبيع، وسقطت عينيها على الخباب، حيث رأت أنه قوي وأن هناك علامات واضحة على وجهه تدل على ذكاءه، وضعت أم أنمار الخباب كمتدرب عند أحد حدادي مكة المكرمة لتعلم فن صنع السيوف، وسرعان ما أصبح خبيراً في الحرفة، بعد ذلك أنشأت أم أنمار ورشة عمل له، وجلبت له جميع الأدوات والمعدات اللازمة لصنع السيوف، وأصبح مشهوراً جداً في مكة المكرمة لحرفيته الممتازة، والناس كانت تحب التعامل معه بسبب صدقه ونزاهته، وبالتالي حققت أم انمار أرباحا كبيرة من خلاله واستغلت مواهبه على أكمل وجه.

إسلامه
بعد أن بدأت دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له، أسرع الخباب بإعلان إسلامه دون أي تردد وشهد أن «لا إله إلا الله محمد عبده ورسوله».
عندما وصلت أنباء إسلام الخباب إلى أم انمار، غضبت وذهبت إلى شقيقها سباع بن عبد العزى الذي جمع عصابة من شباب بني خزاعة وذهبوا إلى الخباب، وعندما وجد سباع منشغلاً في عمله قال له: لقد بَلَغَنَا عنك نَبآٌ لم نُصَدّقه. فقال خبابٌ: وما هو؟ فقال سِباعٌ: يُشاعُ أَنَّك صَبأتَ (كفرت وخرجت عن دينك) وتَبِعت غُلامَ بني هاشم. فقال خبابُ (في هدوء): ما صَبَأتُ، وإنّما آمنتُ باللهِ وحدَه لا شريك له. وَنَبذتُ أصنامكم (طرحت أصنامكم) وشَهِدتُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه.

طرحوه أرضاً وقاموا بضربه حتى سالت دماؤه، أثارت شجاعة خباب إعجاب العديد من أصدقائه وشجعتهم على الإعلان عن اعتناقهم الإسلام، واحداً تلو الآخر، بدأوا يعلنون إسلامهم.
شهد مع الرسول غزوة بدر، وفي غزوة أحد شهد مقتل سباع بن عبد العزى على يد حمزة بن عبد المطلب. وأمد الله في عمر الخباب حتى أدرك الخلفاء الراشدين الأربعة.

وفاته
توفي في عام 37 هجري في الكوفة.
ووقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على قبره وقال: رحم الله خباباً، فلقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى