محطتان لضخ النفط تعرضتا لهجوم قرب الرياض

> الرياض/دبي «الأيام» ستيفن كالين ورانيا الجمل

> قالت السعودية إن طائرات مسيرة مفخخة ضربت محطتين لضخ النفط في المملكة، يوم أمس الثلاثاء، فيما وصفته بأنه عمل إرهابي «جبان» بعد يومين من تعرض ناقلتي نفط سعوديتين للتخريب قبالة ساحل الإمارات.
وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح: «إن الهجوم تسبب في حريق، تمت السيطرة عليه الآن (أمس)، وألحق أضرارا طفيفة بمحطة ضخ واحدة لكنه لم يعطل إنتاج النفط أو صادرات الخام أو المنتجات البترولية».

وارتفعت أسعار النفط بعد نشر أنباء الهجوم على محطتي ضخ تقعان على مسافة نحو 320 كيلومترا غربي العاصمة الرياض. وارتفع سعر خام القياس الأوروبي برنت 1.20 بالمائة ليجري تداوله بسعر 71.07 دولاراً للبرميل في الساعة 13:47 بتوقيت جرينتش.
وقال الفالح، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رسمية إن الهجمات بطائرات مسيرة والاعتداء على أربع ناقلات يوم الأحد، منها ناقلتان سعوديتان قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، وهو ميناء رئيسي لتزويد السفن بالوقود، «لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي».
خالد الفالح وزير الطاقة السعودي
خالد الفالح وزير الطاقة السعودي

وأضاف الوزير في بيان نشرته الوزارة باللغة الإنجليزية: «هذه الهجمات تثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران».
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية، أمس الثلاثاء، إن الجماعة المتحالفة مع إيران نفذت هجمات بطائرات مسيرة على منشآت سعودية «حيوية».

ويقاتل تحالف تقوده السعودية الحوثيين منذ أربع سنوات في اليمن في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا في صراع ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
وأطلق الحوثيون مرارا طائرات مسيرة وصواريخ على مدن سعودية لكن مصدرين سعوديين قالا لرويترز إن هذه أول مرة تستهدف منشأة تابعة لشركة أرامكو النفطية بطائرات مسيرة.

وقالت أرامكو إنها أغلقت مؤقتا خط الأنابيب شرق - غرب المعروف باسم بترولاين لحين تقييم الأضرار. وينقل خط الأنابيب الخام من الحقول الشرقية في المملكة إلى ميناء ينبع الواقع على البحر الأحمر شمالي مضيق باب المندب.
ووقعت الهجمات وسط حرب كلامية بين واشنطن وطهران بشأن العقوبات والوجود الأمريكي في المنطقة.
الناقلة النرويجية اندريا فيكتوري
الناقلة النرويجية اندريا فيكتوري

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، قوله يوم الثلاثاء «طهران وواشنطن لا تريدان الحرب ونحن نتصل بهما».
وأضاف أن أي تدهور خطير للأوضاع في المنطقة سيكون له ثمن باهظ على المنطقة والعراق.

إيران في بؤرة الضوء
لم تكشف الإمارات عن طبيعة الهجوم على ناقلات قرب الفجيرة وهي ميناء رئيسي لتزويد السفن بالوقود يقع خارج مضيق هرمز مباشرة، ولم تلق اللوم على أي طرف أو دولة.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على معلومات الاستخبارات الأمريكية، يوم الإثنين، إن إيران متهم رئيسي في عملية التخريب التي وقعت يوم الأحد رغم أن واشنطن لا تملك دليلا قاطعا.

ونفت إيران تورطها في الأمر ووصفت الهجوم على أربع ناقلات تجارية بأنه «مقلق ومروع»، ودعت إلى التحقيق في الأمر.
وقال السفير الأمريكي لدى السعودية إن على واشنطن أن تقوم بما وصفه بأنه «رد معقول لا يصل إلى حد الحرب» بعد تحديد الجهة التي تقف وراء الهجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات.

وقال السفير جون أبي زيد للصحفيين في العاصمة السعودية في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء: «نحن بحاجة لإجراء تحقيق واف لفهم ما حدث، ولماذا حدث، ثم نأتي بالرد المعقول بما لا يصل إلى حد الحرب». وأضاف: «ليس من مصلحتها (إيران) وليس من مصلحتنا وليس من مصلحة السعودية أن يتفجر صراع».
ودعت السفارة الأمريكية في الإمارات مواطنيها إلى الحذر الشديد وسط تصاعد التوتر في المنطقة.

وزادت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران قائلة إنها تريد خفض صادرات طهران النفطية إلى الصفر بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران والقوى العالمية العام الماضي.
وكانت الإدارة البحرية الأمريكية قد قالت في الأسبوع الماضي إن السفن التجارية الأمريكية بما في ذلك ناقلات النفط التي تبحر عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط يمكن أن تستهدفها إيران. ووصفت طهران الوجود العسكري الأمريكي بأنه «هدف» أكثر منه تهديد.

ويمر نحو 30 في المائة من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا عبر مضيق هرمز من منتجين في الشرق الأوسط إلى الأسواق في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.
ويفصل الممر المائي بين إيران وشبه الجزيرة العربية.

وفي الشهر الماضي هدد الحرس الثوري الإيراني، الذي أدرجته واشنطن على لائحة التنظيمات الإرهابية، بإغلاق المضيق إذا مُنعت إيران من استخدامه.
ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرغام إيران على الموافقة على صفقة أشمل للحد من الأسلحة، وقد أرسل حاملة طائرات وقاذفات بعيدة المدى من طراز بي-52 إلى الخليج في استعراض للقوة في مواجهة ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه تهديدات للقوات الأمريكية في المنطقة.

«رويترز»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى