مهرج بني خيبان..!

> * مشكلة أخينا (محمد الربع) مع برنامجه (عاكس خط) أنه يحشر أنفه بين بصلة السياسة وقشرة الخراطة التي تحط من قدر أهداف الخياطة الكيدية.
محمد العولقي
محمد العولقي

* هذه المشكلة الأولى، أما الثانية التي عادها لما تكون على رأي (الهاشمي) الذي قال: عندك خطأ ما قرأت البسملة، فهي تتعلق بالأهداف غير البريئة من تناول شخصيات مؤثرة في المشهد السياسي الجنوبي الجديد بطريقة سوقية مخلة بقواعد الأدب والتأدب والذوق المحبب.

* أصبح (محمد الربع) محاصرا بخط وحيد لا يستطيع الخروج من نفقه الابتزازي، وهو عندما يتهكم على رئيس الجمهورية ليلا ويستلم راتبه في الجيش نهارا، فكأنما يحاكي ما كان يفعله المهرج (أبو دلامة) مع خلفاء بني العباس.
* مشكلة الأخ (محمد الربع) أنه مقيد بسلاسل سياسة حزبه، كلما حاول الخروج من (حيص) التوجيه وقع في (بيص) التوهان وقلب الحقائق.

* أشهد أن (محمد الربع) موهوب في فن التقريع، وفنان في إتقان لحن التفزيع، لكنه عندما يخلط الجد بالهزل وهو يستهدف جنوبيين لا تشوبهم شائبة خيانة، فإنه بذلك يتحول في نظر المشاهدين إلى مهرج مبتذل لا يقل ابتذالا عن (البهلول) المهرج الذي كان يهجو نفسه والآخرين بهدف إضحاك (هارون الرشيد).

* قد يقول (محمد الربع) إنه يقدم للإعلام المرئي لونا جديدا من الكوميديا، لكنه حتى في هذا التوصيف تضيع عليه حبكة الكوميديا الساخرة طالما كان الهدف مجرد إضحاك (النخب) عمال على بطال، وهو ضحك مدفوع الأجر (شيء لزوم شيء).
* وعندما يخضع أي ناقد أو ناقم لعملية تنويم حزبية من الطبيعي أن يكون الحسد أو الحقد أو الشماتة مصادر لأسباب التهكم والتهريج، وهذا ما حدث للأخ (محمد الربع) عندما تهكم على الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي)، الرجل الذي قاد (بيروستريكا) سياسية فككت كل منظومة نظام التطرف القبلي الشمالي.

* و عندما يتهكم (الربع) على اللواء (شلال علي شائع) بطريقة مبتذلة، فيها الكثير من (نتانة) الحقد المركب، فهو بذلك يقدم نفسه للمشاهدين على أنه متهكم مبتذل وشامت، هبطت به شماتته إلى أسفل السافلين، وطبعا شماتة (الربع) لا تخلو من الهمز والغمز واللمز التهريجي الذي يستخف بعقلية المقاومة الجنوبية الثائرة كالبركان في وجه (العلوج) العدوانية.

* نعم يا (محمد) لا ننكر عليك أنك تجاهد للخروج من مأزق مخرج برنامجك، ورغم ذلك فأنت لا تقدم كوميديا فاقعة كالتي يقدمها (باسم يوسف)، ولا تقدم سخرية سوداء كالتي وضع أساسها الشاعر الفرنسي (أندريه بروتون).
* ليس لي اعتراض على نقد (برودة) الرئيس (هادي)، ولا حتى السخرية من لهجته البدوية، فهو ليس أفضل من (ونستون تشرشل) الذي كان عرضة لسخرية خصومه المفلسين، ولكنك يا (محمد) مارست مع الرئيس (هادي) جلدا تهكميا عبيطا، والتهكم كما تعرف يعني الاستهزاء، لأنه يؤدي هنا دور الهدم لتلبية رغبات كتل سياسية قالت للحوثي: يا رجْل شلي حذاش.

* لك مطلق الحرية في تعرية أخطاء اللواء (شلال)، لكن ليس من حقك أن تتهكم على رجل مقاتل لم يحارب من فلة في (إسطنبول) أو فندق في (الرياض)، بل كان أسدا يزمجر في المعارك وبطلا وهب نفسه لوطنه، لو أن لك عينا تبصر الحق وأذنا تصغي لأدركت يا عزيزي المهرج أن الجنوبيين أبطال ميادين وليسوا نعاما من ورق.

* أسألك يا محمد بحجر الله: هل تمتلك الشجاعة الكافية لتوضح لنا ملابسات تفحيط نائب رئيس الجمهورية (علي محسن) من صنعاء..؟
هل تستطيع التهكم على قصر عمك (حميد) الذهبي الذي دنسه الحوثيون، فيما صاحبه أخذ ذيله في أسنانه وقال: يا فكيك..؟
هل يمكنك أن تقدم لنا كشفا تهكميا عن عدد عمليات التجميل وشد الوجه التي أجراها أصحابك الذين حولوا أرجلهم (مقارع طاسة) عندما دخل (الحوثي) مليحة السل والجرب..؟
* يقول (نيتشه): إذا كان هناك أمر يشرفنا فهو أننا طرحنا الجد جانبا وحملنا محمل الجد الأشياء التافهة التي احتقرتها العهود السابقة ووضعتها في سلة المهملات..
انتهى الكلام، اللهم إني صائم..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى