قصة صحابي.. عمرو بن العاص - رضي الله عنه "داهية العرب"

> إعداد/ هاشم الخضر السيد

> وُلِد عمرو بن العاص فى العام الـ51 قبل الهجرة - 573 مـ.
واسمه: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي.. كُنيته "أبو عبدالله".. وكانت أمه تلقبه بـ "النابغة".

تزوجت أمه أزواجاً آخرين غير أبيه فكان له أخوة من أمه غير أشقاء.. منهم الصحابي الجليل فاتح أفريقية عقبة بن نافع.
وكان يُلقّب بـ "داهية العرب".. وعُرف عنه ذكاؤه الشديد.. وقد أرسلته قريش للحبشة عندما هاجر إليها المسلمون ليُعيدوهم إلى مكة لمحاسبتهم.. لكن النجاشي ملك الحبشة رفض تسليمهم لقريش.

شارك فى غزوة الخندق (الأحزاب) ضد المسلمين.. وعندما قرر المشركون الرحيل والانسحاب بعدما فشلوا في اختراق الخندق.. كانت مُهمة عمرو بن العاص وخالد بن الوليد -وكانا على الشِرك حينها- حماية مؤخرة جيش المشركين من هجوم المسلمين.

إسلامه
أسلم فى العام الـ8 هـ، قبل فتح مكة، وقد كان في الطريق من مكة للمدينة.. فقابله خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وكانوا -ثلاثتهم- قد قرروا الدخول فى الإسلام.. ولكنهم اجتمعوا على غير ميعاد، فذهب للمدينة وأعلن إسلامه.

بعد إسلامه
أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على رأس سرية "ذات السلاسل" في 300 مجاهد ليفرق جمعاً من قضاعة (اسم قبيلة) يريدون غزو المدينة.. وكان العدو أكثر عدداً فأمدّه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ200 مجاهد على رأسهم أبو عبيدة بن الجراح و أبوبكر الصديق.. وأصر عمرو أن يكون في القيادة، وانتصر المسلمون ثم أرادوا أن يتتبعوا الجيش المنهزم، فرفض عمرو ذلك، وكانت ليلة باردة فأرادوا أن يوقدوا النار، فرفض ذلك أيضا، ولما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.. أجاب "كرهت أن يتبعوهم (يعني المسلمين يتبعوا الكفار) فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم (يكون للكفار مدد فيهزموا المسلمين)، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم، فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل أبوبكر 4 جيوش لفتح الشام كان أحدها جيش من 4000 مجاهد.. على رأسهم عمرو بن العاص، وكان متجهاً لفلسطين، ثم جاءه مدد من 3000 مجاهد.. فأصبح جيشه من 7000 مجاهد.

شارك فى معركة اليرموك (معركة دارت بين المسلمين والروم في الشام وانتهت بانتصار المسلمين رغم قلتهم.. ولعب ذكاء خالد بن الوليد الحربي فيها دورا يستحق التقدير)، وقد جمّع خالد بن الوليد جيوش المسلمين الأربعة في جيش واحد، على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة بالتناوب.

بعد انتصار المسلمين فى معركة اليرموك أكمل عمرو بن العاص فتح باقي مُدن فلسطين، وتمكن من فتح بيت المقدس (القدس) في خلافة عمر بن الخطاب، ثم أكمل المسير على مصر ففتحها، وكان واليا عليها.. لكن عزله عثمان بن عفان رضي الله عنه وعيّن بدلا منه "عبدالله بن سعد"، فعاد عمرو إلى المدينة.

الفتنة
كان عمرو بن العاص رضي الله عنه منحازاً لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في الفتنة التي كانت بينه وبين علي بن أبى طالب رضي الله عنه بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. وبعدما تولى معاوية الخلافة عيّن عمرو واليا على مصر مرة أخرى، ومكث بها حتى وفاته.

وفاته
ذكر أبو عباس المبرد أنه لما حضرت وفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه.. سأله: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلاً يموت حتى أسأله كيف يجد، فكيف تجدك؟ قال: أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرةٍ، ثم قال: اللهم خذ مني حتى ترضى. ثم رفع يديه فقال: اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله ثلاثاً، ثم فاضت روحه.
توفي في مصر وعمره 93 عاما.. ودُفن في المقطم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى