حكاية ربما تطول في اليمن

> ربما لا يفقه العديد من اليمنيين والعرب بأن الولايات المتحدة الأمريكية قبل وصول الرئيس الأمريكي ترامب كانت تعاني أزمة مالية رهيبة قد تعصف بالنظام الرأسمالي برمته، وتنذر بواقع جديد يؤدي إلى ولادة نظام عالمي جديد، خصوصاً في منطقة ذوباب وباب المندب، والتي تعد مركز الموانئ الدولية والخدمات اللوجستية العالمية، وهي ما نختصرها بالعسكرة الجديدة للعالم وتنامي حروب الوكالة، والتي أدت إلى تنامي الاضطرابات وتوسع دائرة البلدان الواقعة في مربع غياب الأمن والاستقرار ومنها الجمهورية اليمنية بشمالها اليمني وجنوبها العربي.

ربما أصبح كل شيء مكشوفاً، وضمن المدى المنظور فلم يعد هناك إمكانية لإخفاء الأشياء أو الأحداث مهما صغر حجمها أو قلت أهميتها، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر:

1. الحوثة جماعة ذات تصميم إيراني صرف ومفرغ من الوطنية، ولا تمثل اليمنيين، وتدعي بأنها معتدى عليها من التحالف العربي لدعم الشرعية، في حين هي من اعتدت على شرعية اليمنيين، وكبرت كذبة الوطنية فيمن يمثلهم، فسياسياً تدّعي أنها مؤتمرية وقد سحلت قيادات المؤتمر، واشتراكياً تدّعي الاشتراكية مخالفة للواقع بأن مهدها المحافظات الجنوبية، وتدّعي الناصرية في الشمال، والذي سحلت فيه قيادات الناصرية، وفي مفارقة غريبة تدعي الجنوبية وقواتها تقتل أبناء الضالع وتدعي التعزوية، وقواتها تقتل يومياً أبناء تعز، ولم تسلم منها تهامة فهي تدّعي الوطنية التهامية، وقواتها فخخت كل شبر في تهامة.

2. جماعة إخوان المسلمون لم تعد تدرك بأن مشروع الربيع العربي الذي مركزه تركيا، وبتمويل قطري لموارد بشرية عربية تم الضحك عليها في الشرق الأوسط لم يعد إلا صورة مستمرة للخراب والدمار، بل المعيب بأن تستمر ذات الأجندات في إغراق اليمنيين في مزيد من الفوضى.

3. من الغرائب في اليمن بأن الكتلة القبلية الشمالية، والتي تحترب ظاهرياً في جبهات الشمال برايات مختلفة ومنها الشرعية وراية الحوثية نجحت في تحييد جبهات الشمال وشمال الشمال، لكنها متواجدة عسكرياً وميليشاوياً وتنشط سياسياً وحقوقياً وإعلامياً في سواها وتكون المحصلة بأن الجعجعة في الشمال، لكن الطحين في الضالع وتخوم تعز والحجرية وتهامة وبقية محافظات الجنوب العربي.

4. عوامل التخلف وجدت نفسها في تربة خصبة في الكتلة القبلية الشمالية بكل ألوانها الشرعية والحوثية، والتي كانت دوماً معزولة ومبتعدة عن الساحل اليمني، وذلك أفقدها تطورها الثقافي التعايشي والتنموي، وكذلك النضج الاجتماعي السلمي لتعد فقط بؤراً للتجييش القبلي والطائفي، وثقافة القتل والتسلح والسحل، وأكبر مظاهر الارتهان والعمالة المباشرة أو غير المباشرة لبعض الدول والمشاريع الإقليمية.

5. الحجرية كانت وما زالت راية تطوير وتحرير اليمن، وكان الأحرى بأبنائها منذ السبعينيات الالتفات إلى سواحل تعز وتنمية الريف المجاور لذوباب وباب المندب والوازعية التي تبعد 20 كم وحوالي 27 دقيقة عن مسقط رأسهم، بدلاً من قيادة شعارات وطنية تصب كلها في صنعاء التي تبعد 300 كم، وأكثر من سبع ساعات تنتهي بالحجريين في مواقع موظف حكومي بدون راتب أو عامل بالأجر اليومي في حين يمكن بالقرب من مسقط رأسهم بأن تكون جلبة مستثمرين وحلبة وكلاء تجاريين.

ربما الأمن الوطني في اليمن مرهون بمدى قدرتنا على الانفتاح على العالم، وذلك يعود إلى أن شعوب مناطق كالحجرية والجنوب العربي وتهامة ومأرب بدأت تضجر من أوضاعها السياسية والاجتماعية وتأخرها الثقافي والتنموي والاستثماري وتخلفها لتحلق بركب الحضارة الإنسانية.

ربما الأحرى بهذه الشعوب أن تركز على حماية وتأمين مناطقها وتبادل المنافع للحماية والتنمية الاستثمارية واستثمار ثرواتها الطبيعية ومواقعها الإستراتيجية وتركز على حجم الأراضي الصالحة للزراعة بـ "آلاف الكيلومترات" ونسبة الأراضي المروية بانتظام من نسبة الأراضي المزروعة، والأحرى بها كذلك أن تركز بحجم القاعدة الاستثمارية والسياحية والتنموية الصناعية من خطوط نقل الطاقة وأبراج الاتصالات وإمدادات الشرب والطرق المعبدة والمنشآت الفندقية والسكنية القابلة للبيع أو الاستئجار والسياحية والمطارات وأرصفة الموانئ والمنتجعات والشاليهات.

الأحرى تحقيق الاكتفاء الذاتي والنظر في الاقتصاديات والسياحة والاستثمار لأنها أصبحت أهم عناصر الأمن وعنوان البقاء والاستمرارية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى